|
قضية مريم ملاك و-انتحار- المجند بهاء.
ارنست وليم شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 13:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قضية مريم ملاك و"انتحار" المجند بهاء.
تحويل كل القضايا التي يرد فيها اسماء مصريين أقباط إلى قضايا يتبناها هيئات وروابط ومنظمات قبطية تطالب تدخل الكنيسة والبابا ، بل بنزق وتهور ، يريدون إدماجها بدون أي منطق أو ذرة عقل على أساس أنها جريمة طائفية في حق الأقباط .. هو عين الطائفية.
مريم ملاك – مواطنة مصرية – قضيتها لها وجاهتها ، ويجب أن يتكشف لنا – كمواطنين مصريين لنا حق المعرفة ومراقبة سير أجهزة الدولة - كيف لطالبة متفوقة أن تحصل عل صفر في كل المواد –بأستثناء 1.5 درجة في اللغة العربية؟!!
ولكن هذه الطالبة المصرية هي كالطالبة/ رضوى محمد على ، وكالطالبة/ رانية حساني ، وهما كالطالب/ عمر سيف ..... وغيرهم طبعا ، هم طلبة مصريون يتشكون ظلما وقع عليهم ، وعلى الدولة بأجهزتها ، والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني ، والمثقفين والكتاب المشغولين بالهم المصري أن يكشفوا لنا هذا الخلل ، وأن وجد يتم تطبيق القانون العادل الذي لا يميز ولا يزن الأمور بمكاييل على الهوى .. فنستبشر خيرا.
لم يتحدث تقريبا أحد بنفس الاهتمام عن الطالبة "فريدة ممدوح السيد"، من قرية طليا بمركز أشمون بمحافظة المنوفية الحاصلة على ٤-;-٩-;-٪-;- في الثانوية العامة. "فريدة يا سادة" حصلت على ٨-;- براءات اختراع من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في اطفاء الحرائق وإنتاج الكهرباء من المخلفات، وكذلك حل مشكلات حوادث القطارات وتم تكريمها من محافظ المنوفية السابق والذي طالبها بعدم السفر للخارج. بدأت مأساة فريدة عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة وحصولها على ٤-;-٩-;-٪-;- على الرغم من حصولها على مراكز متقدمة في السنوات السابقة وتفوقها، فأصيبت بصدمة عصبية وأصيب على أثرها والدها بجلطة في اليد والساقين لتوقعهم حصولها على ٩-;-٧-;-%.
** لا لدخول الدين أو الطائفية في السياسة من الأبواب الخلفية.
نرفض بشدة تدخل رجال دين يتهافتون على الظهور ، والبطولات الرخيصة ، في إصدار بيانات أو عقد مؤتمرات لمناصرة القضايا التي تُصدر على أنها مظالم قبطية .. وهم ، بدورهم وشجاعتهم ، المواجهين والمتصدين لها .. لا نريد الكنيسة طرف ثالث في قضايا الشعب ، مريم ملاك ، "أميمة عبد الواحد" ، "رضوى محمد علي"، "رانية حساني"، "عمر سيف" ، "فريدة ممدوح السيد" كلهم مصريون والقضية ليست للتوظيف الطائفي .. والكنيسة ليست طرف فيها ولا يجب أن تكون.. المواطن أمام الدولة ومؤسساتها الرسمية أو الأهلية الوطنية وبأجهزتها الإعلامية يطالب بحقوقه ويتحمل مسؤوليته.
كان المذيع رامي رضوان قد أنتقد بيان الأنبا أغاثون ، اسقف مغاغة والعدوة - في تدخله في قضية مريم ملاك - فرد نيافته معتبرا أن من حقه أن يعبر عن رأيه متسائلا : أليست حرية الرأي مكفولة للجميع؟!! – ( عن "م سي أن" - 10 أغسطس 2015م) نقول له: لا يا سيادة الأسقف غير مسموح لا بالتصريح ولا ببيان في كل ما يخص الحياة العامة للأقباط لأنك تمثل مؤسسة دينية - لا يصح لمن يشغل منصب بها العمل السياسي أو تبني قضايا تخص أفراد ليس هو الجهة المخول لها لا حمايتهم ولا الوصاية عليهم - أنتهى عصر "الملل" يا سيدنا ولا نريد عودته فلم نعد ملة بل مواطنين ، ومصرين على حق المواطنة كاملة غير منقوصة في وطننا - ولو تحدثت الكنيسة أو الجامع - الشيخ أو الأسقف - فضيلته أو نيافته في أي أمر خارج الأمر الطقسي والرعاية الروحية وصيانة مبانيه تكون هذه المؤسسات ومن يمثلونها خارجين عن الإطار القانوني في الدولة العلمانية المحترمة- فكل هيئة أو منظمة أو رابطة أو ائتلاف أو شلة أو قهوة تحمل أسم أقباط أو قبطية، إسلامي أو إسلامية ، يجب حلها فورا لو كنا في دولة تريد أن تكون دولة .. كل تنظيم خارج الكنيسة والأزهر يحمل شعارات أو اسماء ذات انتماء ديني طائفي لا يجب أن يكون مقبولا ، ولاسيما أن مجتمعنا مؤهل ومهيأ لكل انفجارا طائفيا ودينيا – فأقباطنا أصوليون ومسلمونا وهابيون فلا نتحاسد فكلنا في الهم شرق .. العقل رحل من بلادنا بعد أن كفر بنا..
كل هيئة أو منظمة أو رابطة أو ائتلاف أو شلة أو قهوة تحمل أسم أقباط أو قبطية، إسلامي أو إسلامية ، يجب حلها فورا لو كنا في دولة تريد أن تكون دولة .. كل تنظيم خارج الكنيسة والأزهر يحمل شعارات أو اسماء ذات انتماء ديني طائفي لا يجب أن يكون مقبولا ، ولاسيما أن مجتمعنا مؤهل ومهيأ لكل انفجارا طائفيا ودينيا – فأقباطنا أصوليون ومسلمونا وهابيون فلا نتحاسد فكلنا في الهم شرق .. العقل رحل من بلادنا بعد كفر بنا.. فما لا يكون مصريا فهو ضد مصر.
قد تكشف قضية مريم ملاك عن فساد يصل لحد الجريمة .. ولكنها بالتأكيد كشفت الغيبوبة والتهور لروابط قبطية يجب حلها فورا كما قلنا سلفا ، هم طائفيون حتى النخاع وتصريحاتهم لوع في لوع ، على عبط في عبط ، وقضاياهم وهمومهم تافهة وموظفة اسوء توظيف ، حتى تتوه القضايا الجادة لتصير بعبعة قوم لا يهدؤون .. مثل مقتل مصري مجند أسمه بهاء جمال ميخائيل ساوانس 14 عاما .. هي واحدة من القضايا التي يمن أن تضيع في وسط تهافت هؤلاء النشطاء الأقباط المغيبين.
** القضايا حسب الأولويات ، والخوف من ظلال الأشباح ، وعش الدبابير.
قضية "انتحار" المجند المصري/ أسمه بهاء جمال ميخائيل ساوانس 24 عاما ، وهو في خدمته مع وجود آثار ضرب وعنف في أماكن متفرقة من جسده ، وهو في الخدمة .. ومحاولة الجهات الرسمية ، داخل الجيش ومن النيابة ، دفن القضية على أنه انتحار ، هذه ليست أول حادثة "انتحار" مشبوهة لمجندين مصريين من أصول قبطية – يتشكى قبلها هذا المواطن المصري من محاولة أسلمته داخل الوحدة العسكرية وقبل موته .. وفي أغلبها يكون المبرر الدائر على الألسنة لقفل القضية وهو الانتحار مستبعد تماما بل مستحيلا – لأسباب كثيرة نأخذ حالة الشاب المصري بهاء ومنها : ** شخصية المجند المصري المرحة المتفائلة ، وعازف الموسيقى البارع والمحبوب، وحصوله على تصريح أجازة في جيبه ، ولكنه بقي لأحياء حفلة داخل المعسكر بناء على طلب قياداته - التي تشهد له وتحترمه وتحبه – ** لا يوجد في تاريخ المجند المصري أي سوابق انتحار ، أو أي أعراض كآبة أو خلل نفسي من أي نوع. ** حديثه قبلا مع أهله في أكثر من مناسبة عن مضايقات بعض الأفراد المجندين – لأسباب تتعلق بدينة وصلت لحد الإلحاح علية بالهداية والدخول في الإسلام . ** آثار ضرب ورضوض ومواضع داكنة في أماكن متفرقة من الجسم وخاصة الرأس ، بحسب شهادة من عاين الجثة ومنهم الأب الذي اكد وجود ضرب بآلة حدادة على جبهة الرأس . ** الطلقتان بينهم مسافة .. فلا يمكن لمنتحر أن ينتحر بأكثر من طلق في أكثر من موضع.
شبهات وقلق حول المسار الغير الطبيعي للقضية. ** اختفاء – الأفارول – الخاص بالمجند الذي كان يرتديه لحظة وقوع الحادث وبه أثار الدم والطلق الناري – اثنتان – ** تكتم النيابة عن وصول التقرير واخفائه عن محامي العائلة لمدة شهر ونصف من وصولة – حسب تصريح المحامي – ثروت بخيت المحامي بالنقض وأحد أعضاء هيئة الدفاع عن المجند بهاء جميل. ** تقرير الطبع الشرعي –المشبوة- والذي يتعمد أخفاء ما هو ظاهر بالعين المجردة ، وقد صرح والد المجند المتوفى بالآتي : "التقرير لم يذكر الضربة الموجودة على جبين بهاء، وهي ضربة بآلة حادة" في تصريح ل أم سي أن – إيرين موسى. ** حدوث تضارب في التقارير الصادرة عن الوحدة العسكرية بين أنه أنتحر في الشارع أو وهو أثناء تاديته للخدمة داخل الوحدة. ** المثير للريبة حقا هو تصريح المحامي عاطف نظمي في تصريح سابق لـ"إم سي إن" أن "جهاز التليفون الخاص بالمجند بهاء، يجب أن يكون لدى النيابة العسكرية، بعد واقعة القتل مباشرة، وأن إجراء مكالمة من تليفون القتيل لأسرته تثير الشكوك في جهات التحقيق."
هذه القضية لا نريد لهيئات قبطية أن تتبناها بل الشرفاء من المصريين ، ومن العاملين على إرساء الدولة العلمانية ، والوقوف أمام التيار الوهابي المجرم والمتغلغل في كل أجهزة الدولة دون استثناء – فلمجندين خصوصا هم من قرى ونجوع دينها سلفي وهابي حتى النخاع.. أربعين سنة من التسلف الوهابي في غياب الدولة بمؤسساتها ، ومدارس تجهيلية جاهلية أتى أكله وطرح عناقيد الغضب والبؤس.
نطالب بالتحقيق في كل هذه القضايا ، ونطالب بحل كل رابطة تحمل أسم طائفيا .. لا للقبطية ولا للإسلامية .. فكل ما ليس مصري طائفي وإن كان مستوصف أو مدرسة.
** ختام : بين الإيجابيات والسلبيات ..
* مما لا شك فيه حسب تصورنا أن فضائح المنظومة التعليمية برمتها صارت على المحك ، ولم يعد ممكنا ولا مقبولا استمرارها على هذا النهج البائس ، فقد بلغ الفساد العصب .. وهذا بالتأكيد شيء ايجابي لأهمية المواجهة وعدم السكوت على الحق – وعدم القبول بما يريدوننا أن نبلعه أو "نطفحة" .
* أظهر أيضا أننا مجتمع طائفي ، والطائفية قابعة تحت الجلد لعن الله مخرجها كسرطان على الجسد – طبعا لا اتهم جميع من تعاطف مع مريم من الأقباط المسيحيين بذلك – ولكنها القضية التي أخذت كل الأضواء ، ربما لفداحة الصفر – صدمة- رغما أن صفر في الثانوية تتساوى تماما مع 50% ةأحيانا مع 70% فكلهم يعتبر في بعض الأسر فشل – وتخلف – وغباء ....
* تهافت الهيئات القبطية والمنظمات والحركات والروابط التي تحمل اسماء قبطية –برخص وإسفاف وتأصيل للمفاهيم الطائفية والتي تثبت كل يوم عن تفاهاتها وعدم وجود جدوى من قيامها أصلا – بما فيهم مستشارين الكنيسة ومحاميها الذين نجدهم في قضايا حقوقية نبيلة ولكنهم هم أيضا من يقفوا كذئاب تنهش في جسد مسكين ضاعت حياته – منهم من له أكثر 15 سنة – يريد حقه في أن يعيش حياة طبيعية ، وتقف الكنيسة باسم نص في الكتاب المقدس عائقا في حقه أن يعيش كباقي البشر – فقط ليدافعوا عن موقف الكنيسة أو سلوكيات مشينة لبعض الاساقفة – فهم حقوقيات ونبلاء على حسب الطلب لا على المبدأ .
* مهما كانت قضية مريم – الفساد في أقسام الشرطة والنيابة ، وما يحدث في الوحدات العسكرية من مشاكل يصل ربما للقتل على الهوية – وتفشي الفكر الوهابي السلفي داخل هذه الوحدات – هو بالتأكيد أكثر خطرا وأحق بأخذ مركز الصدارة لولا أن الناس تفضل القضايا السهلة ، وتحقيق شهرة رخيصة – وكلنا مع الإعلام نسير خلفه أينما توجهت مراكبه ..
مريم ملاك ، وسيف عمر .. وغيرهم إن خسروا، خسروا عاما دراسيا ، ولكن هناك من خسر عمره والناس نيام. أقصد والناس ما زالت تطبل على نغمات مصر بتفرح ولو مفرحتش تبقى أخواني .
#ارنست_وليم_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فذلكة تاريخية، في أصل وتطور البظرميط - الشيخة هبة قطب، والفق
...
-
الأقباط وخالد منتصر.
-
عن الزيت المقدس سألوني، فقلت: وماذا عن اللبن المقدس؟!!
-
يا لطيف الألطاف نجنا مما نخاف : شعار المرحلة.
-
جمال عبد الناصر: الابن الروحي لحسن البنا .
-
بالمختصر المفيد : جمال عبد الناصر..
-
مَن قتل الراهب مرقس ؟
-
محنة القرآنيون في دولة المرجعية الداعشية ..
-
المثلية: بين الدين وحقوق الإنسان.. بين الله وقيصر .
-
المثلية الجنسية ، ومجتمعنا الشاذ ...
-
حرية التعبير في زمن قوانين ازدراء الأديان ..
-
هل اجتمعت أمتي على باطل قبل البابا شنوده ؟؟؟
-
هل مات أبو الفقير بطرك النصارى وأمام المسلمين ؟؟ ... البطرك
...
-
مناطق الحكم الذاتي داخل الدولة المهترءة .. والتهجير القصري
-
الرجل الذي سقط بين الذئاب والكلاب - -رائف بدوي- ومأساة الحكم
...
-
رقصة آل سعود قبل السقوط .. مأساة الحكم بما أنزل الله / 2 .
-
-رائف بدوي- ومأساة القضاء بما أنزل الله ..
-
الوطن الممزق بين اسلام الوهابية والمسيحية الأصولية
-
الشوباشي والأوباش ..
-
بين حجاب الفريضة وحجاب الجهل والجبر
المزيد.....
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|