أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي؟














المزيد.....

إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي؟


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد المزحة السمجة التي رماها السيد فاروق الشرع وزير الخارجية السورية،بأن الإعلام اللبناني هو من قتل(وليس استنحر أو قاد إلى الانتحار)اللواء غازي كنعان، طلعت علينا المعارضة السورية،بمزحة أكثر سماجة،وهي ما سمي بإعلان دمشق للتغيير الإسلامي، عفواً الديمقراطي.
كأن السلطة والمعارضة متواطئتان بقصد أو بلا قصد على استغفالنا واحتقار عقولنا،وقد مجّ الناس وقرفوا واشمأزوا من خطاب الطرفين على حد سواء، فهو خطاب فارغ إما من الصدق وإما من الفهم، وغالباً من كليهما.
المضحك المبكي أن هذه اللقطة غير الممتعة، تذكرنا بالسينما العربية الاستهلاكية: فور إعلان البيان أعلنت جماعة الإخوان المسلمين انضمامها لإعلان دمشق للتغيير الإسلامي،نعم الإسلامي وهذه المرة بلا عفواً، فهو ليس سوى ذلك، ولهذا أعلنت الجماعة انضمامها الفوري.
مبروك لجماعة إعلان دمشق، فقد أجدى لهثهم طويل الأمد،وغزلهم شبه اليائس للجماعة،وأثمرت دغدغتهم الدونية للشعبَوية الإسلاموية ولمنظومة المشاعر غبر الراقية لدى بعض الفئات الشعبية وأرباع المثقفين وبعض الوصوليين السوريين.
لكن هذا كله لا يمكن أن يكون له علاقة بالتغيير الديمقراطي المنشود.
من يقرأ ذلك الإعلان الهزيل، يرى بوضوح، كيف أقحمت الفقرة الخاصة بالإسلام كمكون لثقافتنا إقحاماً، ويرى أيضاً بوضوح أشد،أن ذلك الإقحام الشبيه بالاغتصاب،قد دسّ (كما توهّم بعض الفاعلين والمتذاكين)دساً كالسم في الدسم، ولهذا فهي لعبة سخيفة ومفضوحة، ولن تصيب أصحابها بغير الخيبة.
الإسلام والمسيحية وسائر الأديان لا علاقة لها بالديمقراطية لا من بعيد ولا من قريب، لا كثقافة ولا كممارسة سياسية خاصةً، واجتماعية بوجه عام، ولا حاجة للعودة للتاريخ العربي أو العالمي، فلا الرجم ولا قطع اليد ولا قتل المرتد، ولا مسخ المرأة إلى سلعة،أو نصف رجل في أحسن الأحوال، ولا محاكم التفتيش الكنسية ومحارقها، ومطاردة الساحرات أو سواها،ليس هذا كله من الثقافة الممهدة للديمقراطية،وبالحري من ثقافة الديمقراطية التي لم تر النور إلا على أنقاض تلك الثقافات الاستبدادية وسلطاتها القمعية.

إن الإسلام ولا شك، والمسيحية على الأخص من المكونات الثقافية التاريخية لسوريا، وقد لا ننتهي من إحصاء المكونات الثقافية التاريخية الأخرى، ولكن لماذا لم يذكر البيان البائس سوى الإسلام؟

الجوهري في الأمر،أن المشكلة الحقيقية،ليست في التاريخ أو لنقل بدقة: ليست في الماضي، بل في الراهن والحاضر،والحديث عن إحصاء سكاني حسب زعم البيان بأن غالبية الشعب من المسلمين، كبير الشبه بحديث السلطة عن وجود مليون أو أكثر من البعثيين،بل إن كثيراً أو قليلاً من البعثيين، عن قناعة أو وضاعة أو إرغام اختار انتماءه، بينما ليس هناك من مسلم اختار أن يكون مسلماً،والمرتد يقتل في الدنيا وفي الآخرة يُصلى ناراً وقودها الناس والحجارة.

إن غالبية الشعب من المسحوقين مادياً، والمطحونين معنوياً، والمكمومي الأفواه،وهم من المسلمين وغير المسلمين، كما أن الأقلية القامعة والناهبة والقاهرة هي أيضاً من المسلمين وغير المسلمين، وتلك الغالبية بحاجة فعلاً إلى تغيير ديمقراطي،أي إلى دولة حديثة، يحكمها القانون المدني وليس الديني (كان ما كان)، وهذه الدولة الشرط الأول والأساسي لوجودها هو فصل الأديان قاطبة عن السياسة فصلاً تاماً وحاسماً، ووضع الأديان جميعاً ومعاً، في الإطار الفردي والشخصي،ورفعها كلياً عن الأرض وحصرها كلياً بالسماء ،أي جعلها بين الإنسان وربه، لتحل محلها ثقافة المواطنة، ولا يضحكنّ أحدُ علينا،فلا يمكن أن تقوم توليفة بين دين ودولة،إلا لصالح القمع والاغتراب وبعيداً جداً من الديمقراطية.

من هنا لست ضد أي دين في العالم،مادام في إطار الحرية الشخصية، وضد جميع الأديان في العالم حين يتم إقحامها في السياسة والمدرسة.

من سخريات القدر،أن بعض الدول الدينية ولاسيما الإسلامية،تبحث في أيامنا،عن وسائل لتحديث نفسها،وللتخلص قدر الإمكان من أعباء الدين على الدولة،ومن موروث تركته الثقيلة على قوانينها ودساتيرها،بينما لدينا في سوريا اليوم يحدث العكس، ومن قبل من؟ من قبل دعاة الديمقراطية، فعلاً مزحة سمجة،وأرجو فعلاً أن تكون مزحة......لا غير.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأويلات ميتة لانتحار راهن.
- هل يشكل الانتحار حلاً؟
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 3
- .بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 4
- وردة القلب
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 2
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)
- أيها الطائر...
- الظل والمسرح
- أيتها الغابة
- الفاسقة
- الرسالة
- الأقوى من الحبّ
- وجدتها....وجدتها.
- غبار نجمي
- يا لها
- أغمض عينيك ..قل لا واتبعني.
- حين انتظرتكِ
- أعاصير صامتة
- أجمل باقة من لبنان


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي؟