أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - اللوبي الاقتصادي الفلسطيني بطة عرجاء وبعين واحدة !!















المزيد.....

اللوبي الاقتصادي الفلسطيني بطة عرجاء وبعين واحدة !!


حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)


الحوار المتمدن-العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 19:02
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



تُعتبر فكرة إنشاء لوبي اقتصادي فلسطيني ضاغط صعبة المنال, وأحيانا مستحيلة لرأس مالي فلسطيني يعمل بالخارج دون أي إضافة حقيقية له في الاقتصاد الفلسطيني ودون مساهمة تذكر على الصعيد الاقتصادي, وهذا ما تؤكده الأرقام القائلة أن هناك استثمارات للفلسطينيين بالخارج تبلغ قرابة 80 مليار دولار, تلك الاستثمارات كبيرة نسبياً قياساً بما ينتجه الفلسطينيين بالأراضي المحتلة, إذ يبلغ الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني 7.2 مليار دولار, وعليه فإن تلك الاستثمارات بالخارج تفوق 11 ضعفاً الناتج الإجمالي الفلسطيني, مما يضع العديد من التساؤلات حول تلك الأرقام الضخمة, ودور السلطة والحكومة الفلسطينية في استقطاب جزء منها لاستثمارها في الاقتصاد الفلسطيني ؛ الذي يعاني من اختلالات بنيوية وهيكلية تتعمق مع مرور الزمن ناجمة عن النقص الحاد في حجم الادخار الوطني وارتفاع وتيرة الاستهلاك بنسبة تقترب من 130% من الناتج الإجمالي, والمُمول من ما يقدمه الغرب من منحا ومساعدات للسلطة الفلسطينية , أو بالأحرى ما يقدمه فقراء ودافعي الضرائب في الدول المُقدمة للمنح والمساعدات للسلطة الفلسطينية, ومهما كان مصدر تلك المساعدات إلا أنها لم تحقق منافع تذكر في أداء الاقتصاد الفلسطيني وتأثيرات ذلك على الواقع المعيشي, ويعود السبب في ذلك توجيهها نحو تمويل العجز المتنامي في الموازنة الفلسطينية العاجزة دوماً, موازنة تعتمد بالأساس على ضرائب القيمة المضافة( الضرائب غير المباشرة) والتي يتحملها الفقراء وذوي الدخول المنخفضة والثابتة؛ إضافة للمنح الخارجية في شكل جعل الاقتصاد الفلسطيني وسياساته الكلية مرتهنة للاحتلال الإسرائيلي من جهة ولما يريده المانح الذي قام بدور مأسسة القضية وعدم بحثه عن أي حلول لمشاكل التنمية الاقتصادية والاجتماعية واقتصار دعمه على تمويل النفقات الجارية للسلطة وتمويل الموازنة وعدم إنفاق إلا جزءاً يسيراً منها على قطاعات التنمية الاقتصادية, بمعني العمل على نفاذ المفعول لسياسات غير تنموية جوهرها " أعطيني كل يوم سمكة , ولا تعطيني أي فرصة أو أي أداة لتعلم فنون الصيد", وهذا يتضح مع اعتماد الفلسطينيين بدرجة كبيرة على المساعدات الخارجية الإغاثية منها أو النقدية وتحديداً في قطاع غزة الذي يعتمد قرابة 80% من أفراده على تلك المساعدات مما عمم ذلك ثقافة المساعدة بدلاً من ثقافة الإنتاج والعمل كقيمة إنسانية راقية وهادفة؛ عملاً يخلق قيماً اقتصادية حقيقية وتحقيقاً للذات التي بدأت تُفقد والسبب الانقسام السياسي وغياب الأفق الفلسطيني وتراجع الاقتصاد وانزلاقه نحو الأسوأ إضافة لسياسات حكومية غير عقلانية وكأن من يدير الاقتصاد بعيداً عن أدبيات الاقتصاد كيف لا وأن النمو في الإنفاق الحكومي لا زال أقل من النمو في حجم الإيرادات ولذلك مخاطر كبيرة ومنها استمرار التباطؤ في الاقتصاد بسبب التراجع في حجم الطلب الكلي بشقيه الاستهلاكي والاستثماري, وعند النظر في بعض مؤشرات الاقتصاد الفلسطيني يتضح أن هناك جملة من التناقضات؛ وجملة من الأزمات المتراكمة للاقتصاد الفلسطيني, ومنها الارتفاع المستمر في الموازنة الفلسطينية واستمرار عجزها الدائم وتمويلها من اللا إنتاج؛ فأن يكون إجمالي الموازنة الفلسطينية 5 مليار دولار في حين أن ودائع الجمهور الفلسطيني في البنوك العاملة في الأراضي الفلسطينية قرابة 9 مليار دولار ؛ إضافة إلى 80 مليار دولار استثمارات فلسطيني المهجر والشتات؛ تلك المتناقضات تؤكد أن رأس المال الفلسطيني لا يبحث عن أي استثمارات في الأراضي الفلسطينية التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي والأمني وإن حقق استقراراً فهو استقرار نسبي سرعان ما يتلاشى ويذوب كذوبان غزل البنات أو ما يسمى بالحلوى الهشة؛ لا زال رأس المال الفلسطيني هدفه الأول والأوحد هو الربح والعائد الاقتصادي على حساب المصلحة المجتمعية والوقوف في وجه السياسات الاقتصادية الإسرائيلية التدميرية , رأس المال الفلسطيني بالخارج جبان ؛ فلا يُعقل أو غير صحيحاً أن يتم تعميم نظرية أن رأس المال جبان , لأن هناك دوافع أخرى يجب توفرها في رأس المال الوطني , ويمكن بذلك الاستفادة من تجربة إسرائيل التي أسس رأسماليوها صناديق للإنقاذ والاستثمار في أنشطة الاقتصاد قبل إعلان الدولة بحوالي 4-3 عقود , استثمارات في الزراعة والصناعة وشراء الأراضي ( أشترى رأس المال اليهودي حوالي 13% من أرض فلسطين التاريخية حتى عام 1947م) , وبناء الكيبوتسات والتعاونيات والمدارس الزراعية وحقول البحث العلمي والتطوير, ومن خلال ذلك يمكن القول أن تكلفة فرصة العمل في الأراضي الفلسطينية تتراوح سنويا من 12-10 ألف دولار, وبالتالي فإن ضخ استثمارات ضخمة في مشاريع البنية التحتية وتمويل المشاريع الزراعية ونمو الصناعة والخدمات وتقديم تسهيلات ائتمانية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة , من شأنه أن يُحدث نمو أكبر في الإنفاق وبالتالي الحد من المشكلات الاقتصادية , عبر خلق مزيداً من النمو في إجمالي الطلب الكلي , قد يتساءل البعض ماذا لو تم استثمار 15% (16 مليار دولار)من استثمارات الفلسطينيين بالخارج وتوجيهها نحو قنوات الاستثمار في السوق الداخلية ؛ فالمؤكد هو خفض معدلات البطالة وارتفاع النمو الاقتصادي بنسب عالية كفيلة بتحسن أداء الاقتصاد, قد يقول البعض أن هناك أوضاع أمنية وسياسية غير مستقرة في الأراضي الفلسطينية وبالتالي فشل أي مشروع اقتصادي وتنموي وهذا صحيحا, ولكن وجود الاحتلال لا يعني أن تبقى بلا تفكير وبلا تغيير, فالاحتلال لا يضع على رأسك الرسن ويجعلك خارج التغطية ,ولا يضع قفلاً حديدياً على جدار عقلك وتفكيرك, ولا يجعلك تدور في دائرة واحدة مغلقة, ولا كذلك يجعلك أسيراَ لُعرف الديك , هناك مشاريع ممكن تنفيذها وفقا للإمكانات المتاحة ,
وفي سياق آخر ؛ فلقد ساهم رأس المال اليهودي بالخارج وخلافا لرأس المال الفلسطيني عدة مرات في إنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي وكبح جماح تأثره بالكثير من الأزمات الاقتصادية؛ ومنها مثلا تم تحويل 400 مليار دولار من بنك ليمان براذرز الأمريكي للمصارف الإسرائيلية قبيل أيام من تفجر أزمة 2008, كذلك عمل رأس المال اليهودي وعلى مرور السنين في دعم الاقتصاد الإسرائيلي وقبل ذلك في التجهيز لبناء دولة يهودية على أرض فلسطين واستخدم كافة الوسائل لتحقيق ذلك حيث كان محركاً وداعماً رئيسياً لحملات نابليون بونابرت في بلاد الشام, حيث أنه في إبريل 1798م تعهد اليهود بدعم فرنسا في فلسطين بالرجال والأموال" سيتدفقون جماعات لا من أجل الصناعة مزدهرة فحسب, بل لتحمل نفقات الثورة في سوريا ومصر, حيث كان هذا الدعم اليهودي لنابليون وجيشه يهدف لبناء دولة يهودية ذات نفوذ كبير, حيث يُعتبر نابليون بونابرت أول رجل دولة اقترح إقامة دولة يهودية في فلسطين قبل وعد بلفور ب 118 سنة, بل أن وايزمان وصف نابليون بأنه أول الصهيونيين الحديثين غير اليهود, ولقد اختار نابليون الوقت الذي كان فيه في سوريا ضمن حملته الكبرى على الشرق للاعتراف بحقوق اليهود.
وفي الختام فإنه وعلى الرغم من أن استثمارات الفلسطينيين بالخارج قرابة 80 مليار دولار إلا أنها لم تشكل رافعة للفلسطينيين, ولم تساهم في تحفيز النشاط الاقتصادي الفلسطيني ولم يكن وطنياً بامتياز؛ حيث لم يدعم مشاريع اقتصادية قومية كتحلية المياه وشق الطرق وبناء المصانع وإنشاء المستشفيات ومراكز الأبحاث واستخراج والتنقيب عن المصادر الطبيعية كالغاز على بحر غزة وآبار النفط في بعض مناطق الضفة الغربية؛ كما لم يسعى لأن يكون له مساهمات اجتماعية كإنشاء بنك للفقراء والتمويل الأصغر والعمل على التخفيف من حدة الفقر, وبالتالي عدم قيامه بالعمل على تقليل التفاوت بين الشرائح المجتمعية وميل المجتمع الفلسطيني لمزيدا من اللا عدالة واللا إنسانية, لا زال رأس المال الفلسطيني بالخارج يحتاج لتوعية بما يحتاجه اقتصاد الوطن ولثقافة الوطنية ولرأس المال الباحث عن تشكيل تكتل اقتصادي أو لوبي ضاغط يدعم الإنتاج الوطني ويقاطع المنتجات الإسرائيلية ويقود الثورة البيضاء وهو بإمكانه ذلك.



#حسن_عطا_الرضيع (هاشتاغ)       Hasan_Atta_Al_Radee#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الممر المائي ما بين السلام الاقتصادي وتخصيص المنافع
- بنك الفقراء؛ مشاريع البنية التحتية روافد حقيقية للتنمية الاق ...
- غزة ونكتة الكهرباء !!
- ارحموا عزيز قوم عاش بغزة !!
- غزة وديكتاتورية عنزة ولو طارت !!
- في غزة منظمات N.G.O.S: مملكة للشخوص ولا عزاء للفقراء !!
- غزة وديكتاتورية السوق !!
- تفكير الغزيين وعصا موسى السحرية!!
- مشاغبات من غزة !!
- غزة: الزواج في زمن الأبراتاهيد الاقتصادي !!
- في غزة : برجوازي البر , برجوازي البحر !!
- غزة : بلا كهرباء و الموضة بنطلون الكهربة !!
- عربياً الاختلاف في الرأي قد يفسد للو د قضية !!
- قراءة في خفايا الحرب الاقتصادية الإسرائيلية على قطاع غزة !!!
- تأخر الأعمار: الحقيقة الغائبة الحاضرة في قطاع غزة !!
- ارتفاع الدولار والأزمة المالية في اليونان !!!
- 2 مليار دولار خسائر اقتصاد غزة بسبب انقسام طيور الظلام !!
- مؤشرات انهيار اقتصاد قطاع غزة !!
- في الذكرى أل 67 لاحتلال فلسطين: مين سليم!!!!
- ضريبة التكافل الاجتماعي : فقراء غزة يُمولون أغنياءها !!


المزيد.....




- -الكابينيت الإسرائيلي- يصادق على تمديد العمل مع البنوك الفلس ...
- المغرب يستعد لإطلاق سوق ثانوية للقروض المتعثرة
- بوتين: لا داعي للهلع بسبب تراجع الروبل
- ملايين الدولارات المزيفة تربك سوق الصرف في تركيا
- ماكرون يستقبل الرئيس النيجيري في باريس لتعزيز التعاون الاقتص ...
- رئيسة المركزي الأوروبي تحذر من حرب تجارية عالمية عند تولي تر ...
- الرئيس الروسي يتحدث عن أسباب تقلب سعر صرف الروبل
- السيد الحوثي: الكيان يتحمل كلفة اقتصادية بسبب منع اليمن لملا ...
- بوتين: إنتاجنا من الصواريخ يفوق إنتاج الناتو بـ10 مرات وسيزي ...
- الخارجية الروسية: -بريكس- حققت خطوات مهمة في مجال إنشاء نظام ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - اللوبي الاقتصادي الفلسطيني بطة عرجاء وبعين واحدة !!