أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟














المزيد.....

خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 364 - 2003 / 1 / 10 - 02:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                                         

 

كعادته السنوية المعتادة .. ظهر الرئيس العراقي على شاشة التلفاز ليلقي خطابه المعد سلفا بمناسبة ( يوم الجيش العراقي ) وهي مناسبة دأب النظام البعثي الحاكم ومنذ عقود طويلة على الإحتفال بها روتينيا ، ولكنها في هذا العام تحمل دلالات رمزية مهمة نظرا للموقف الدقيق والحرج الذي يعيشه النظام العراقي ومصيره قد بات قاب قوسين أو أدنى من الحسم النهائي والحاسم بعد أن ظال ومنذ الهزيمة الشاملة له في ( أم المعارك ) عام 1991 يجرجر المواقف ، ويفتعل الأزمات  ، ويثير الضجيج ، ويختلق كل مبررات إدامة التوتر في المنطقة دون أن يستثمر الزمن الضائع في محاولة تصحيح الأخطاء التاريخية أو بناء برنامج وطني سليم من شأنه إنقاذ الحالة الإنسانية المتدهورة في العراق! بل ظل يكرر اللازمات والجمل الإنشائية الفاقدة للمعنى ، ويلوك بأحاديث الهذر السياسي السقيم ، وينتحل الخطاب الديني القدري ، ويستعير وهو اليساري العلماني أساليب الجماعات الدينية السياسية في التخاطب وإعلان المواقف ! ، كما يلجأ للغة التحريض السياسي الفاقدة لمصداقيتها ، خصوصا وأنها تصدر من فم زعيم لنظام كان مخلب قط للمصالح الأميركية في المنطقة ، وكانت سياساته العبثية والمتهورة واحدة من أعنف السياسات التي أفقدت الأمة العربية لكل مقومات مناعتها السياسية والإقتصادية ، كما أن حروبه العدوانية والتدميرية المجنونة هي التي جلبت الأساطيل لتنتشر في الخليج العربي ، ولتحافظ على إدامة التوازن والأمن في المنطقة وبرغبة معلنة من النظام العراقي ذاته الذي يرفع اليوم شعارات التخويف والتحذير من ما أسماه بالغزو الأميركي!! والذي هو في حقيقته قد تجاوز منطق الغزو منذ زمن وتحول لوجود أميركي دائم بسبب ( بركات ) سياسة النظام العراقي التخريبية وإنعكاساتها على المنطقة؟ ولعل الرئيس العراقي وهو يخلط الأوراق ويدس أحاديث التهديد والتخويف يمارس سياسة أمينة لنهج سياسة نظامه التي تعتمد على تسويق الخطابات الغوغائية وإحتقار الذاكرة الشعبية القوية ، والمراهنة على ( غباء الشارع العربي )!! وفي ظل موجة من الشعارات والعنتريات التي إنكشف زيفها وبان معدنها الحقيقي ؟ فالتبرم من وجود المفتشين الأممين في العراق لايتعلق إلا برغبة النظام ذاته في فتح أبواب وبوابات العراق لهم بعد أن ظل طويلا يتمنع عن الإستجابة للقرارات الدولية وبعد ان صال صقور السلطة العراقية وجالوا في التأكيد على ( جاسوسية المفتشين الدوليين )!! كما أكد طه الجزراوي نائب صدام في أكثر من مناسبة ومن على شاشة الممثل الرسمي والشرعي والوحيد للنظام العراقي وهي ( قناة الجزيرة )!! وإذا كان النظام العراقي متأكد من جاسوسية ( لجان التفتيش ) فلماذا لايأمر بإعتقالهم وإعدامهم أيضا ؟؟؟ أسوة بممارساته السابقة ضد الصحفي الإيراني ( بازوفت ) عام 1990؟ وكيف يسمح رئيس نظام يصف نفسه بأنه يقاتل نيابة عن الأمة بأن يستمر الجواسيس في كشف وخرق أستار التظام ؟ ولماذا كل هذه السلبية القاتلة إذا كان النظام واثقا من إنتصاره الحاسم في المواجهة القادمة لتختتم سلسلة إنتصاراته التاريخية بتصوير رؤوس قادة ( الأنموفيك ) وهي معلقة على جسور بغداد وفوق قلاع ( العوجة ) ليحدد بذلك الخط الفاصل لكرامة وسيادة وهيبة نظام ماعاد يملك من عناصر القوة سوى لغة التهويمات السياسية وحالات الإنقطاع عن الواقع وبقية سلسلة الأمراض النفسية المستوطنة التي تضمها كل فقرات خطاب الخيبة التوديعية والذي يؤكد وبشكل قاطع من أن النظام لم يتعلم شيئا وهو ليس على إستعداد لتعلم أي شيء سوى أحاديث اللغو الخرقاء المحنطة من أدبيات الخمسينيات الحزبية؟

إن الرئيس العراقي وهو يصارع لأستخراج مخارج الحروف بلغة عربية ليست سليمة ولاتعبر عن كينونة الأمة الحضارية يعلم جيدا من انه لن تكون هنالك مواجهة حقيقية مقبلة على الأطلاق ؟ بل ستكون هزيمة ساحقة لكل أصحاب الفكر السياسي والحضاري المعوج ، ومن أن مسيرة الأيام الطويلة السوداء التي قاد فيها هذا النظام العراق والأمة العربية لمصارعهم قد وصلت نقطتها النهائية والحاسمة ، وسيستجيب الشعب العراقي لنداء الرئيس العراقي برش المزيد من الرمل على نظام ينبغي أن يدفن في غياهب الذكريات ، والنظام لايندب سوى حظه العاثر في خطبته الأخيرة التي كانت رمزا من رموز تأصيل الكراهية والحقد ودعم الإرهاب الأعمى إقليميا ودوليا؟ وقد وضع النظام العراقي بذلك النقاط على الحروف وأتاح لنا المجال لنقول:

وداعا لأيام العراق الطويلة السوداء ... فليل الفاشية إلى زوال.

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعات الحوار .. والفرانكفونية .. وأمل إبليس في الجنة ؟
- الرفاق حائرون - ... هل سيجاور ( صدام ) الرئيس ( سلوبودان ) ف ...
- هل تستطيع ( قطر ) منع الحرب الأميركية ؟
- المعضلة العراقية ... والحل العربي ؟
- الكويت ... على سطح صفيح ساخن ؟
- ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟
- عراقيو الكويت ... وجوازات صدام السحرية ؟
- هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟
- حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياس ...
- نحو عقد عراقي جديد ... بالأمس شاوسيسكو .. وغدا صدام ؟
- دعوات الحوار مع نظام صدام ... اللعب في الوقت الضائع ؟
- قمة الدوحة الخليجية ... هل هي قمة الحرب التغييرية ؟
- فضائية الجزيرة ... والنظام العراقي ... زواج المتعة السياسي و ...
- عبد الأمير الركابي ... وحكاية المؤتمرات البديلة ؟
- عبد الأمير الركابي ... والمعارضة العراقية ... ونداء الجزيرة ...
- الجزيرة و ( الإتجاه المعاكس ) ... والتوازن المفقود
- حول مؤتمر المعارضة العراقية ظواهر طائفية .. ومعالجات سقيمة ...
- المؤتمر القادم للمعارضة العراقية ! الجنازة حامية والميت ... ...
- بغل قريش ... يتدحرج ... ويعتذر للكويتيين ؟
- الخليجيون والمعارضة العراقية .. علاقة محرمة أم مصالح مشتركة ...


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟