آدم يس مكيوي
الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 07:50
المحور:
حقوق الانسان
عندما تتعرض الأجهزة الحكومية في مصر إلي انتقاد شديد تطفو علي السطح كلمات من نوعية مهاترات , مزايدات كأسلحة يشهرها المسئول الحكومي و أتباعه في الصحف القومية و أشباهها.
ففاروق حسني مثلا أخرج من جرابه هذه المصطلحات و قذفها في وجه من اتهموه بالمسئولية عن حادث حريق بني سويف و كأن لا يكفي أن يحترق ما يزيد علي خمسون مبدعا , ليثور الناس و يدينوا النظام و تستقيل الحكومة
فقد تعامي الناس علي حد قوله عن النظر إلي النصف المملوء من الكوب من إنجازات و صروح و كرنفالات و سنوا ألسنتهم للانتقاد
و هذا هو خطاب أولي الأمر من سكان القصور في ال24 عاما الماضية , تركة ثقيلة يئن من وطأتها المواطن. فساد , فقر , كوارث , ظلام , حكم بوليسي.......الخ و بعد ذلك يتهموا معارضيهم بالمزايدة و المهاترة.
استقال الوزير لا لكي يعلن مسئوليته عن الحادث بل لكي لا يحرج النظام , اهتم بصورة النظام علي حساب الناس.
تريد منا الحكومة أن نخرج بالملايين في الشوارع في وصلات تأييد و تطبيل للإنجازات و نهتف بحياة الرئيس و الوزراء مهما حاق بنا من كوارث و ألام و قهر.
سيرد علي غراب ناعقا زاعقا ألا تري ما يحدث من انفراج و انفتاح سياسي فأرد أين كنتم من قديم الزمان؟
و تذهب مطالب الإصلاح و التغيير أدراج الرياح , فهي نفس الوجوه و السياسات , مجرد مساحيق لتجميل الوجه القبيح أمام أمريكا. و نقبع في ركن معزول و قد بح صوتنا من المناداة بالتغيير كقول الشاعر
كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها، وأوهى قرنه الوعل
قديما قال الكاتب المسرحي جون اوزبورن : انظر خلفك في غضب , و أدعو كل الشعب المصري أن ينظر خلفه في غضب إلي 24 عاما من التصريحات و المزايدات و المهاترات الحكومية التي توعد الناس بجنات عدن و ما نالوا إلا قبض الريح
#آدم_يس_مكيوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟