|
تظاهرة بين تظاهرات
محمد عبد الله دالي
الحوار المتمدن-العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 00:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ التظاهرات التي حدثت في 25 / شباط ،قبل سنوات في ساحة التحرير والتي كانت تطالب بإلغاء تقاعد النواب ومخصصات أعضاء مجلس النواب وإلغاء تقاعد الرؤساء الثلاث و تخفيضها والتي يكلف ميزانية الدولة أموال طائلة .انبرى لها البعض وأتهمها ، بالتحريف وإلصاق عدة تهم ضدها منها إنها مسيسه أو من جهات علمانية أو بعثيه أو شيوعيه ،أو تيارات منحرفة أخرى وأجهضت التظاهرات ،وإسكاتها بإصدار مشروع تحفيظ الرواتب للبرلمانين والرؤساء الثلاث .وقد ساعدة المحكمة الاتحادية بإلغاء القرارات المقدمة لها باتفاق مسبق من بعض الجهات المتنفذه .لإسكات الشباب ، وعلى إثرها تم اعتقال بعض الشباب وتعذيب آخرين وقتل بعض النشطاء من الصحفيين ،كل ذلك تم أمام مرأى ومسمع المحكمة الإتحاديه ومنظمات المجتمع المدني العالمية ،وتلتها تظاهرات في اغلب المحافظات وضربت وإجهظت كسابقتها في ساحة التحرير ، وكانت الاتهامات جاهزة لإسقاطها كل هذه الأحداث والأخطاء قد تراكمت وتراكمت معها الوعود التي لم تنفذ وكان الهدف منها إسكات الجماهير المطالبة بحقوقها المهدورة . إن خروج الشباب هذه المرة إلى الشارع ، لأيمانها بأن الدولة لا تفي بوعودها ،وهي مطالبة بتحقيق قرارات حقيقية وليس وعوداً ،وكان خروجهم لانتشار الفساد بشكل فاحش ومخزي وانتشار البطالة ، وسوء الخدمات المهمة في حياة المواطن .كتوفير الماء الصالح للشرب وسوء تجهيز الكهرباء وتوفير ابسط الخدمات .الأخرى ،مما حدى بالشباب إلى الهجرة .للبحث عن العمل والأمان والمستقبل .وقد وصل السيل الزبا حيث فاحت رائحة الفساد ،فأزكمه الأنوف ،و أبتلع حيتان السياسة ميزانية 2014 علما إن أي وزارة لم تقدم حساباتها الختامية للسنين الماضية ،وبحسابات بسيطة يمكننا التعرف على رواتب الرؤساء الثلاث وحمايتهم ورواتب البرلمانين وحمايتهم ، مما تسببت بهدر المال العام والتأثير على خزينة الدولة ،وبشكل فاحش مما أصبحت رواتبهم مجال للتندر والضحك بين أوساط المواطنين ،وبشكل كركاتيري وكارتوني.
للأسف الشديد ،إن رائحة الفساد المؤلمة لا يمكن السكوت عنها وبعد أحداث الموصل وصلاح الدين والأنبار ،وبشكل أثار استغراب الشعب والعالم مما حرك الشارع والرأي العراقي ،وعند بحث الأسباب ظهر إن الفساد الإداري في جميع مفاصل الدولة بدون استثناء من رأس الهرم إلى ابسط موظف في الدولة ولا يفيد الأسف الآن . ولو عرضنا الوضع على أبسط المختصين وأبسط مواطن ، لقال إن المحاصصه الطائفية والحقد على الشعب العراقي والفساد العام في الدولة هم السبب في تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي ، وللمتتبع لهذه الأحداث المتسارعة في سياسة الدولة ،منذ 2003 ـــ 2015 ،يرى إن مؤامرة يقودها أناس حاقدون على العراق من داخل البلد وخارجه عربية وأجنبية لتدمير البلد وتفتيته ،وتقسيمه ومسخ الهوية العراقية وبشتى الطرق ومنها الطائفية ،والمحاصصه والفساد ،هذه العوامل الثلاث كفيلة بتدمير أي دولة ،وهي طريقة استعماريه معروفه ، بفرق تسد وللأسف الآن تحدث بأيدي عراقيه تدعي الوطنية ،و لها يد في تفتيت الدولة العراقية ،وجعلها أضعف الدول في المنطقة ، ويصب في صالح الصهيونية الإسرائيلية ،وعملائها ،مما يؤيد ذلك طرح أفكار وخطابات بين حين وآخر على لسان قادة أمريكان وبعض العرب لتفتيت العراق وتقسيمه إلى دويلات ليسهل السيطرة عليه . كل هذه الأحداث المتسارعه في الآونة الأخيرة وبعد غزو بما يسمى ( بداعش ) شمال العراق ، وتدهور الاقتصاد العراقي الاوحادي الجانب وانتشار الفساد في جميع مفاصل الدولة بحيث أصبح الوضع لا يمكن السكوت عنه أبدا مما أدى هذا الوضع السيئ ، إلى خروج الشعب إلى الشارع مطالباً بالقضاء على الفساد والمفسدين ،والخونة . إن تدهور الوضع الاجتماعي ،وسرقة المال العام وبشكل علني ،أثار حفيظة المرجعية الدينية في البلد ،وإنها سبق أن حذرت الساسة من ذلك ولكن يظهر إن القائمين على قيادة الدولة تجاهلوا توصية المرجعية ،مما كان منها إلا أن تساند الجماهير الهادرة بمطالبها المشروعة ،وتأييدها لرئيس الوزراء .
بإصلاحاته الأخيرة كما تؤكد المرجعية دعمها للجماهير المتظاهرة .مما حدي ببعض المشاركين في سياسة الدولة بالانحياز إلى جانب المتظاهرين بمطالبيهم ،ومؤيدين لكل حق مشروع .وقد حذرت المرجعية مرة أخرى أصحاب القرار بعدم المماطلة والتسويف بتنفيذ الإصلاحات التي أطلقت من قبل رئيس الوزراء كسابقتها .مؤكداً إن هذه التظاهرات هي من صميم الشعب وآلامه المكبوتة لسنوات عديدة ، فعلى رئيس الوزراء اغتنام الفرصة الذهبية التي حظي بها أول رئيس وزراء في العراق . من تأييد شعبي وديني ،في القضاء على الطائفية والفساد المستشري في جسد الدولة العراقية . وإذا لم تتخذ الدولة القرارات الحاسمة ،في هذا الوقت العصيب ستحل بالبلد كارثة لا يحمد عقباها ، لأن المتربصين بالبلد هم الضباع والذئاب والكلاب السائبه ،ينتظرون أن يسقط الأسد حتى ينهشون لحمه ،وتقطيع أوصاله لكن هيهات ،هنا شعب العراق وشبابه ورجال عاهدوا الله ورسوله على حب وطنهم ، رجال ناضلوا وقارعوا الاستعمار والرجعية ،قدموا الشهداء على طريق الحرية لبناء وطن حرُ مدني سعيد ،فما ضاع حق وراءه مطالب ،فهنيئا للعراق شبابه المناضل وتحية وإكبار للأم العراقية التي أنجبت وربت وناضلت ،وهي الآن ترفع العلم العراق ،ومن وراءها أبناءها الأبطال .
محمد عبد الله دالي الرفاعي في 28 /8، 2015 ********************
#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيخ والبرنو وقرص الشمس قصةقصيرة
-
نظفوا بيوتنا من عدوى الزباله
-
عملاء الطائفيه
-
أيها الفارس ترجل
-
تحليلات ومحللين
-
زفاف في حضرة النهر قصة قصيرة
-
المرأة العامله في التنظيمات النقابيه
-
اعدام النخيل مع سبق الاصرار والترصد
-
المرأة العاملة في الوطن العربي
-
قالوا العاصفة حققت أهدافها
-
الاسود تدافع عن عرينها قصة قصيرة
-
الحج الى صخرة المنحر
-
كيف ذابت داعش ؟ وأين ذهبت ؟
-
سماء بلا نجوم قصة قصيرة
-
عن أيً شرعية تدافعون ايها الحاقدين
-
لا تتنازلوا عن حق الشهداء والنساء والاطفال ايها العراقين
-
مذكرةدفن رقم (3)
-
مذكرة دفن رقم (2) قصة قصيرة
-
مذكرة دفن رقم 1
-
كيف تحرر المرأ ونحن متخلفون
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|