أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق الاعسم - عندما يهوي التكنوقراط














المزيد.....


عندما يهوي التكنوقراط


طارق الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 4910 - 2015 / 8 / 30 - 21:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



قد تبدو بعض الملاحظات في هذا المقال وكأنها متأخرة بعض الشيء , لاسيما واننا نتحدث فيها عن موضوعة التحالفات الانتخابية والخيارات السيئة التي تطيح بسمعة اصحابها , ولكن الامر كان تأجيلاً اكثر منه تأخيراً , فإبّان الحملات الانتخابية , كان الوضع محرجاً في الطرح كي لايعد الامر استهدافا انتخابيا , ثم تبعت ذلك احداث دراماتيكية , وضعت العراق على كف عفريت عسكريا وسياسيا.
ولكن الان اوان مناسب لتحليل بعض المواقف التي اوصلتنا الى مانحن فيه من احباط , لاسيما وان اصحابها ان يستثيروا الكتابة حول مواقفهم , باصرارهم على البروز في الاضواء , للقيام بدور غير منطقي ويثير علامات استفهام كثيرة !!!! , من خلال محاولة التاثير بالجماهير الغاضبة المطالبة بالاصلاح , لحرفها عن مسارها وادخالها في انفاق مظلمة , تنسف الحياة السياسية وتحيلها الى فوضى يصعب السيطرة عليها , في ظل وجود جماعات راديكالية متشددة منظمة تتلقف فرص الفوضى لتبسط نفوذها كبديل عن الدولة والحكومة .
ومن ابرز نماذج تلك الطروحات , بيان السيد مهدي الحافظ الذي طالب فيه بحل البرلمان وتجميد الدستور , بما يشبه الانقلاب العسكري , فعلى قلة الفرص التي سنحت للتكنوقراط وللقوى المدنية العراقية بان يكون لها تمثيل مبكر ومستمر بالحكومات المتعاقبة بعد سقوط نظام صدام الطاغية ,كأمثال النزيهَين مفيد الجزائري ورائد فهمي وسواهما, فان الفرصة التي اتيحت للسيد مهدي الحافظ تعد ذهبية ,فقد توالت عليه مناصب وزارية وبرلمانية , وكانت تلك حالة تعد بمثابة بارقة امل لما يمكن ان يكون عليه شكل العراق الجديد .
الا ان المؤسف في الامر , ان الرجل قد خيّب سريعا آمال الشارع العراقي , حين بدأت خياراته بالانحدار حتى وصلت الى حضيض القوائم الانتخابية , تحت مظلة سارق أفّاق كفاضل الدباس صاحب المصرف المتحد , واحد ابرز رموز الفساد وتهريب الاموال والصفقات المشبوهة , واخطرها فضيحة اجهزة كشف المتفجرات , وبالطبع , فان الدباس كان سعيداً للغاية بجرجرة اقتصادي عراقي لامع الى مستنقعه , ليصبح احد ثقاته وابرز مرشحيه والرقم واحد على العاصمة بغداد ,ويبدو ان الدباس لم يتعب كثيراً في استقطاب السيد الحافظ(كما توقع) , فميزانيته الانتخابية كانت مغرية , ولم يكن مهماً للسيد الحافظ (كما يبدو)ان يدقق في مصدرها واثار الدماء على رزم الدولارات فيها .
بل ان المثير للسخرية ان السيد الحافظ بخبرته الاقتصادية كان يفترض ان يكون الاعلم بالدور المشبوه للمصرف المتحد ومالكه على الاقتصاد العراقي , الا اذا كانت الغشاوة على عينيه قد حجبت عنه الشمس في رابعة النهار .
(في محاكمة الرايخ الثالث للنازيين سأل القاضي رئيس جامعة برلين عن تفسيره لانتماءه لحزب هتلر النازي لاسيما وانه عالم جليل وفيلسوف , فاجاب مرتبكاً: لقد كانت هنالك غشاوة على عيني!!!!!!!!!!!!.)
ان التحالف الانتخابي للدباس والحافظ, نموذج فاحش لما يمكن للسراق ان يفعلوه بالنخب الوطنية , حين يتلقفوا نقاط ضعفها , وهو بذات الوقت , مثال صارخ لسوء العاقبة التي تهوي بشخصية علمية , حين تبحث في خواتيم عمرها عن ملاذات وكبائن سيئة السمعة,ويحق لنا هنا ان نتوقع , ان الدباس لم يفوت فرصة الافادة من نصائح السيد الحافظ (كاقتصادي لامع) في ادارته المالية المصرفية المشبوهة .
المفارقة الاخرى التي ابرزتها مقترحات السيد الحافظ , انه يطبق نهجين متناقضين في آن واحد ,ويسير في طريقين في وقت واحد , فهو براغماتي في تحالفه مع الدباس , وهو متشدد في ورقته السياسية التي طرحها , ففي تحالفه مع الدباس عمل بطريقة (نعمل بالممكن ولاننسى الطموح !!!) , ولكنه في طروحاته الفنطازية ببيانه الاخير كان في منتهى التشدد والفوضوية .
ولاداعي لان نقول انه قد فشل في الاثنتين فشلا ذريعا , فاذا كانت براغماتيته قد اضرت بسمعته السياسية لوحده (وان كنا نرى انها ساهمت في تلميع صورة سراق وقتلة دوليين ) , فان مقترحاته بتعطيل الدستور والبرلمان , تعد خطيرة وتدفع العراق الى دهاليز مظلمة لاقبل للعراقيين بها , بل قد تؤدي (فيما تؤدي) الى تسلط القوى المسلحة وتسيدها في الشارع العراقي , وهو امر لايمكن تفسيره الا بأحد امرين , اما ان يكون السيد الحافظ يبحث عن اي دور لركوب الموجة , او ان تكون تلك المقترحات , هي نتاج دفعة مالية متأخرة من الدباس ومن يقفون خلف الدباس.
لقد كان شعار (باسم الدين باكونه الحرامية ) شعاراً رائعاً بمدلولاته , وقد ارعب الكثير من الاوساط التي يهمها استمرار استغفال المواطنين بشتى الاساليب , ولكن علينا التنبه الى ان البعض يسعون (بإسم التكنوقراط ان يضيعوننا ).
ان مراهناتنا دوماً تبقى على وعي العراقيين من اية بوصلة مشبوهة .



#طارق_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على بعض الفيديوات التي يتحدث فيها رجال دين عن تسفيه شعار ...
- بين استقلال القضاء واستغلال القضاء
- كيف نكون مع الشيء وضده في آن واحد!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
- لطخة سوداء في جبين الحكومة
- ثابت ...استااااعد .. الى الوراء دررر..يحيا البعث!!
- جعير في -العراقية-
- الى اجهزتنا الامنية:نهنّئكم بعيد الدم!
- وزراء الكهرباء المتعاقبون
- مجلس القضاء والبعث
- مقترحات عمليّة لالغاء البطاقة التموينيّة
- دجلة وشذى حسّون
- العراقية بين العدس والدماء
- شراكة السرّاق
- تعلّموا من تنظيم القاعدة
- مشعان الحيدري وفرج الجبوري
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة العا ...
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة التا ...
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة الثا ...
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة السا ...
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة السا ...


المزيد.....




- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
- مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا ...
- السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر ...
- النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
- مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى ...
- رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
- -كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
- السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال ...
- علامة غير عادية لأمراض القلب والأوعية الدموية
- دراسة جديدة تظهر قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق الاعسم - عندما يهوي التكنوقراط