أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - هل تقسيم العراق ممكن ؟














المزيد.....

هل تقسيم العراق ممكن ؟


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بالعودة إلى تأريخ شبه الجزيرة العربية وامتداداتها ، فإن العراق العربي الذي ورد ذكره في أدب ما قبل الإسلام وفي رسائل النبي محمد والخلفاء الراشدين وخلفاء الدولة الأموية إلى ولاتهم على الحواضر العربية في شمال الجزيرة العربية ، فإن العراق العربي فقط هو الأرض الممتدة بين الكوفة شمالا والبصرة جنوبا.
أما العراق الحديث فإن بريطانيا التي مكنتها معاهدة " سايكس ـــ بيكو " 1916 من إحتلال مناطق نفوذ الدولة العثمانية المنهارة ، فإن خبراء الحكومة البريطانية عادوا إلى المسمى الإغريقي للأراضي بين نهري دجلة والفرات وضفافهما شرقا وغربا المعروفة بمسمى ) ميزوبوتيميا ـــ Mesopotamia ) ووضعوا الحدود التي أطرت تلك الرقعة الجغرافية ليكون العراق الحديث. فالعراق الحديث من صنع بريطانيا. والعراق الأصل هو الرقعة الجغرافية بين الكوفة والبصرة.
وتاريخيا عندما بويع الإمام على بن أبي طالب بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) رابع الخلفاء الراشدين في "المدينة المنورة " ورث وضعا سياسيا مضطربا أثر مقتل الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان في تلك السنة ، فإنقسمت القبائل العربية بين مؤيد لخلافة علي ومعارض لها ، الأمر الذي جعل عليا أن يقرر نقل عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة لرأب الصدع بين القبائل العربية الموالية والمعارضة والحيلولة دون إقتتالها . وعلى مدى خمس سنوات من حكمه إنتقلت القبائل العربية الموالية إلى العراق . لذا فالعراق العربي قبل 1916 هو الرقعة الجغرافية بين الكوفة والبصرة .
هذه المقدمة ممهدة للحديث عن الذين يطالبون بمزيد من الشرذمة بأقاليم أو حتى بالتقسيم بعد 2003 على أسس طائفية مقيتة . ولم يعد خافيا أن إحتلال بهائم قطعان داعش يَسَّرَهُ وباركه وتحالف معه " شيوخ " عدد غير قليل من عشائر نينوى و الأنبار وصلاح الدين . وتحت خيمة داعش إرتكبت عدة مجازر بدوافع طائفية ، ولعل مجزرة " سبايكر " تمثل البرهان الأوضح على تورط العشائر المتحالفة مع داعش وفلول البعث في الوضع القائم الذي تسبب بمآسي بضعة ملايين من العراقيين المهجرين من المناطق التي لا تزال ترزح تحت غمّة الرايات السوداء واللحى النتنة . وبعد مضي أكثر من 15 عشر شهرا في تلك المناطق أدرك شيوخ العشائر المتحالفة مع داعش أن القوات المسلحة العراقية بمسمياتها وفصائلها وبإسناد العشائر المؤازرة ستطهّر أرضهم إن عاجلا أو آجلا ، فأدرك الجانحون قصيرو النظر أنهم الأخسرون ، فصاروا يطالبون بإقليم المكون الطائفي أو حتى التقسيم .
الخلاصة أن أكرر ما كنت قد كتبته من قبل : العراق بلد عربي والعراقيون سواء أكانوا سنة أو شيعة ، مسيحيون أو صابئة أو أي مكون عرقي أو ديني ، دون نكران حق الكرد العراقيين في تقرير مصيرهم .
العراق بلد ينطوي على تداخل و امتدادات جغرافية لسكانه بأطيافهم الدينية والمذهبية والعرقية يستحيل فصلها ، ذلك الواقع يؤسس لإستحالة تقسيمه ، كما كتب العشرات من الساسة الأمريكيين وغيرهم من "السيناريوهات" الساذجة . فإن أختار أنفار من العراقيين من هذا المكون أو ذاك التقسيم مأخوذون بالحمية الطائفية ، فإنه الإنتحار المؤكد ، إذ سيبقى العراقيون يقتتلون إلى إلى ما شاء الله . وستكون المحافظات جنوب بغداد ، وفق "سيناريوهات" التقسيم سواء أقاليم فدرالية ، أو "كُنفدرالية ، أو انفصالية ، مهيأة لتأسيس إقليم أو دولة من مكون طائفي يأخذ اسم العراق العربي بحماية إيرانية . ويجب أن لا ننسى أن في وسط وجنوب العراق ما قد يصل إل 15% من المخزون العالمي للنفط.
وإن من الحقائق التي برهنها التأريخ أن العراق لن يستقر ولن يأمن دون حكومة مدنية من التكنوقراط تحكم بدستور شعاره " الدين لله والوطن للجميع ". وأن أرضه فيها من الخيرات ما يمكن أن توفر العيش الكريم لمائة مليون إنسان.



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكُرد وحلم الدولة
- اليسار اليوناني إذْ يتولى إدارة الأزمة المالية
- الحرب ضد -داعش - من وجهة النظر الأمريكية
- ما حدث .... وما سيأتي
- فاقد الشيء لا يعطيه
- من يتحمل المسؤولية؟
- - داعش- .. الممولون والمنفذون والغرب
- لماذا كان الأوروبيون روّاد الحضارة الصناعية التكنولوجية الح ...
- أحداث و وقائع مهدت لغزو الموصل
- التجسس الغربي .... أداة مؤسسية منظمة لفرض الهيمنة والعقوبات
- تماثل حالتين
- خلافات مؤجلة بين (اوبك) والعراق
- ملخصات في واقع العراق ومستقبله
- جائزة نوبل والهندسة
- العربي المسلم والمنطق المادي
- درس من أوكرانيا
- - التكنوقراط- العراقيون
- إلى المُسيئين للتأريخ العربي الإسلامي
- فقط ... من أجل حكومة عراقية مقتدرة مُهابة
- الصين تسأل الغرب: حقا... ما الذي تريدوه منّا ؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - هل تقسيم العراق ممكن ؟