أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم إستنبولي - - ضريح لينين في موسكو : صنم من - لحم و دم














المزيد.....

- ضريح لينين في موسكو : صنم من - لحم و دم


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تتناقل وسائل الإعلام الروسية في الآونة الأخيرة خبراً حول محاولة بعض الجهات السياسية و الشعبية الروسية الحصول دفع الحكومة على نقل جثمان لينين من الساحة الحمراء و دفنه في التراب كغيره من البشر .. و قد لفت نظري من بين الردود المختلفة حول هذا الموضوع بيان منسوب إلى أوليغ شينين ، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي !
و قد لفت نظري في البيان بعض العبارات الغريبة على العقل و اللغة السياسية :
1. النظام البرجوازي – البيروقراطي الفاشي ؟ فهذه التسمية تسعى وسائل الإعلام ، الغربية عموماً و الأمريكية خصوصاً ، و بكل الجهود سبغها على نظام الدولة القائم في روسيا حالياً .. و الحمد لك ، أيها التاريخ ، أن التقى الشيوعيون " السوفييت "! مع الأمريكان . في حين لم يكن الأمريكيون يطلقون هذه التسمية على نظام ما بعد غورباتشوف – نظام يلتسين و بيريزوفسكي و تشيرنوميردين .. بل كانوا يهللون لنجاحاتهم الباهرة في نشر " الحرية و الديموقراطية " – حرية نهب الدولة و الشعب و ديموقراطية تحويل الشعب الروسي إلى عبيد . بينما اليوم نجد أن روسيا بوتين ، و بغض النظر عن تحفظات لنا كثيرة على الكثير من عملها و نشاطها ، قد استعادت بعض مقومات الدولة و بعض الهيبة و كثيراً من الاستقرار .. دون أن يعني ذلك أنهم باتوا بألف خير . و لذلك كان الأحرى بالشيوعيين " السوفييت " الحاليين أن لا يطلقوا هكذا توصيفات لا أعتقد أنها ستجذب أحداً من الشارع الروسي إلى صفوفهم ..
2. دفن جثمان .. عبقري البشرية التقدمية ... ؟؟!! قولوا لي بالله عليكم ما الفرق بين أوليغ شينين و بين مصعب الزرقاوي أو جورج بوش ؟ ثم ما هذه البشرية التقدمية ؟ و أين هي ، حينذاك ، البشرية غير التقدمية ؟ ثم من هذا عبقري البشرية كلها ؟ هل هو لينين، الذي قام بأول انقلاب عسكري في القرن العشرين فقطع الطريق بذلك أمام التطور الطبيعي للثورة البرجوازية الديموقراطية في روسيا ؟ أم هو لينين ، الذي تسبب بحرب أهلية كارثية في روسيا أدت إلى قتل مئات آلاف المواطنين و تشريد مئات الآلاف الآخرين و تدمير ما كان قائماً في الاقتصاد و الصناعة و الثقافة ، و كل ذلك في سبيل تحقيق فكرة هوسية مسيطرة على عقله ألا و هي إمكانية بناء الاشتراكية في روسيا على الرغم من مخالفتها لتعاليم ماركس و رغم اعتراض العقلاء من المفكرين الروس بدءاً من بليخانوف و انتهاء بتروتسكي لصالح مجموعة من الرومانسيين الثائرين ؟

و إذا ما نظرنا بشكل موضوعي و عقلاني ، بعيداً عن العاطفة المزمنة لدينا ، فسنجد أن بقاء جثمان لينين ليس سوى حاجة إيمانية " للشيوعيين السلفيين " من أمثال شينين و جماعة قاسيون في سوريا ، حاجة يمكنها أن تعبر عن موقف ديني تجاه الرمز و تجاه الصنم . هذا الصنم ، الذي يكلف الاهتمام به و الحفاظ على " ألقه و نضارته " الدولة الروسية أموالاً هائلة لا أعتقد أنها تتحصل من واردات زوار الضريح بل تكلف دافع الضرائب الروسي الفقير و المثقل مبلغاً معيناً من المال .. ثم ، هل يعقل أن يبقى الشيوعيون يطالبون ببقاء الجثة - الرمز رغم كل ما للغز من معنى في كلمة الجثة سواء من الناحية المعرفية أو الأخلاقية ؟ و طالما أن الشيوعيين كانوا دوماً يبيحون لأنفسهم أن يعتبروا الله و ملائكته سخافة و خرافة حتى و لو كانوا ، الله و ملائكته ، مجرد عناصر في منظومة الإيمان عند البشر " غير التقدميين " حسب شينين أو أمثاله ؟ فإذا كان يحق للشيوعيين إسقاط الله – الرمز بكل جبروته و بكل سطوته على مدى آلاف السنين ، فلماذا يجب على " البشر غير التقدميين " في روسيا أن يؤمنوا بإله شيوعي من " لحم و دم " مشكوك بمدى صلاحية " لحمه و دمه " و أثبت التاريخ عقم ذريته ؟
ثم ، لماذا كل هذا التمسك بالرجل ، و قد مات ثم " عاش " ميتاً أكثر مما عاش حياً ، طالما أن تلامذته النجباء كانوا يلقنوننا صبح مساء أنه كان في حياته يرفض أي تكريم فكيف و الأمر يكاد يلامس ، بل حقاً يلامس التقديس ؟! و هنا أخاف أن أعبّر عن شك يصل حدَّ اليقين بأن اوليغ شينين ، أقول ربما ، يتلقى دعماً ( مالياً ) من قبل جهة ما قد لا تكون بعيدة عن بيريزوفسكي أو عمن يمثلهم بيريزوفسكي أو أمثاله .
أخيراً . إذا كان هناك من تفسير لطريقة تفكير الشيوعيين " السوفييت " الحاليين ، فلا يمكن أن يكون سوى أنهم في طريقهم نحو الانقراض كلياً طبقاً لقانون الاصطفاء العلمي تماماً ، الذي كان يجب عليهم أن يتقنوا قرءاته .. فالبقاء للأقوى ، للأذكى .. و ليس لصنم من لحم و دم .



#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد الخلود
- سحر الشرق في الأدب الروسي - ايفان بونين في الأراضي المقدسة
- من مظاهر ... العهرلمة - نعم العهرلمة و ليس العولمة
- من هموم المعارضة السورية : مشاركة هادئة في موضوع ساخن
- شجرة الماس العتيقة ! أو هل ينتصر الغباء ؟
- تفجيرات لندن : حلقة في - حرب باردة جديدة - ؟
- الرواية التاريخية و العولمة
- فارس آخر يترجل : الشيوعي الشهيد جورج حاوي - وداعاً
- عذراً ، لقمان ديركي : نحن أيضا سوريون
- موضوع الوحدة عند تشيخوف
- الحسن يُظهر ضدَه الحسن : عن حوار الطرشان في بلاد العربان
- من الشعر الروسي المعاصر
- - قصص من سوريا - بــتجنن
- لبننة - التيار العوني ... لمصلحة الجميع -
- أدباء عظام ... و لكن
- ... حكي من القلب
- قراءة في البيان الأخير لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا
- بمناسبة أربعين اغتيال الرئيس الحريري : انطباعات مواطن سوري
- بوريس باسترناك - الكاتب و الشاعر الفيلسوف
- أيتها الوَحْدَة ، ما اسمك ؟


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم إستنبولي - - ضريح لينين في موسكو : صنم من - لحم و دم