|
حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 5
سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4910 - 2015 / 8 / 29 - 00:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
س 6 : من وجهة نظرك متى بدأت معاناة المرأه و ما هى أهم قضاياها و كيف يمكن حلها ؟
معاناة المرأة هي معاناة البشرية منذ معاناة الانسان على هذه الأرض ، قديما قبل بزوغ السلطة الأبوية كانت هناك السلطة الأمومية وكان الذكر هو من يعاني من سلطة الإناث هذه هي طبيعة النفس البشرية من يقدر يبطش من يتملك يظلم ما يجب علينا فعله هو كبح الظلم و البطش داخل النفس البشرية بغض النظر هذه النفس ذكر ام انثى الأنثى قد تظلم انثى أنصفها الرجل ، إن الخطأ ليس في نوعية الجنس بل في تلك الأفكار المزروعة في ذهنه عن الجنس الآخر لو ربينا اطفالا ذكورا منذ الصغر على ان الأنثى لا تقل في شيء عن الذكر بل هي على قدم المساواة معه سترى مجتمعا يختلف وقتها لكن تسعون بالمائة من البشر يعتقدون ان المرأة خلقت من ضلع اعوج من الرجل الأنثى نفسها تعتقد هذا تعتقد انها أنقص عقلا من الرجل هذه الأفكار هي من حطمت المرأة مع الوقت لو ابدلنا الأدوار لوجدنا رجالا يشعرون بالنقص و العجز و قلة الحيلة إزاء هذه المرأة التي خلقوا من ضلعها هكذا هي المعادلة يجب علينا ان نجعل الأمر معتدلا لا ان نقلبه في صف احدهما دون الاخر .
س 7 : ينادى البعض بحتمية التشريع القانونى للزواج المدنى بين أبناء الديانه الواحده و بين مختلفى الديانه كبدايه لتحقيق دوله مدنيه حقيقيه ، هل انت مؤيد أم معارض و لماذا ؟
يجب على الأقل أن تكفل الدولة توافر و وجود كلا الصورتين و من يريد زواج مدنيا فليفعل و من يرد زواجا دينيا وفقا لأحكام الإسلام أو الكنيسة فليفعل و ليس في أمور الزواج فقط بل كل الأحوال الشخصية قوانين الإرث و غيرها
س 8 : ما الذى تريد تحقيقه من خلال تجربتك الأدبيه ، و ما هو موقع الجنس و الدين والحياه و الموت و الغيبيات فى تلك التجربه ؟
كما قلت سابقا يجب على كل من يملك قلما ليخاطب به عقول الناس أن يزكي شعلة التفكير فيهم يحافظ عليها متقدة مستعرة بمجتمعه يمررها بحالة جيدة للأجيال اللاحقة و هذا ما أنا حريص على فعله . موقع الجنس و الدين و الحياة و الموت و الغيبيات في تجربتي ؟ أعتقد أن هناك من هذه الأمور من أخذت موقعها و هناك من لم تفعل بعد و من أخذت لا أستطيع أن أقول أن هذا موقعها النهائي تجربتي مستمرة و لم تنتهي لذا لا أستطيع أن أستعرضها بالتحليل و النقد التجربة مازالت في مرحلة التشكل و التطور لم تصل لشكل نهائي بعد ربما لو أعدت عليّ هذا السؤال بعد خمسين عاما لربما امتلكت اجابته حينها .
س 9 : الثالوث الشهير ( الجنس - الدين - السياسه ) كيف تناولهم الأدب العربى و الأدب الغربى ؟
الغرب تجاوزنا كثيرا في هذا المجال و لا أعتقد أنه من الحكمة أن نقارن بيننا و بينه و لا أن نشغل أنفسنا بموقعهم و موقعنا من تلك الأمور ، علينا أن نخوض تجربتنا آملين في تجاوزها برؤيتنا الخاصة بأقل الأضرار الممكنة ، تجربتنا تنبئنا أن الدولة ستتركك تتكلم في الجنس تلهي الناس تتشاحنون تتباغضون سويا ستتركك تجدف على الإله الذي يعبده رعاياها و تصنع عداوات كافيه لكرهك و نبذك من المجتمع ستتركك الدولة و لن تمسك بسوء لكن حين تجرؤ على الحديث في السياسة هنا ستعاقبك ستسجنك ستنفيك ستشنقك لا بتهمة حديثك في السياسة لا لأنك تحدثت في الجنس و الدين هذه هي المصيدة التقليدية التي يجب الحذر منها .
س 10 : أيهما اكثر قدره على التعبير و التواصل مع القارئ الروايه أم القصه القصيره ، و هل انتهى زمن القصه القصيره ؟
لا بالطبع لم ينتهي زمن القصة القصيرة و لن ينتهي بل هو الأنسب لعصرنا الحالي عصر سريع الايقاع قرّاءه لا يجدون الوقت الكافي لقراءة آنا كارنينا أو الشياطين أو البؤساء أو أولاد حارتنا . القصص القصيرة تعرض أفكارا سريعة كثيرة تنشط العقل ، ما الرواية إلا مجموعة قصص قصيرة تمت حياكتها جيدا لصنع نسيج متماسك قوي من الرؤى و الأفكار و المشاكل الاجتماعية أو السياسية أو العلمية حسبما تناقش الرواية .
س 11 : هل الشكل و القالب الفنى و قواعد اللغه أهم من المضمون أم العكس هو الصحيح ؟
المضمون أهم بالطبع لكن إدراكك الحسن لأشكال السرد و القوالب الفنية و قواعد اللغة الصحيحة يجعلك تقول ما تريد بالشكل الحسن و على الوجه الذي تريد ، لا يجب التقيد بالأشكال التقليدية للرواية لكن على الأقل يجب عليك معرفتها لتستطيع مخالفتها و ابتكار ما هو أفضل و أنسب لكتاباتك ، العلم تراكمي و لا يمكنك البدء وحدك من الصفر .
س 12 : ما تقييمك لما يسمى بالروايه الشبابيه مثل اعمال أحمد مراد و محمد صادق و أيضاً يجب ان لا ننسى مؤلفات زاب ثروت ، و ما تفسير ما قد حصدوه من أنتشار و شعبيه ، و هل دور النشر تساهم فى افساد الذوق العام ؟
" دور النشر تساهم في افساد الذوق العام " هذه جملة خطيرة جدا مهما كان ما يكتبه هؤلاء الكتّاب لا يمكن منعهم من الكتابة أو النشر لهم مهما اختلفنا مع كتاباتهم . لم أقرأ لمحمد صادق أو زاب ثروت قرأت لأحمد مراد بعض الأعمال و أرى أنها تجارية بحتة و لا يمكنك لوم الكاتب لأنه يكتب للمغامرة و التسلية فقط و لنرجع لأشهر مثالين في تاريخ الخيال العلمي هربرت جورج ويلز و نظيره الفرنسي جول فيرن . ويلز كان فيلسوفا يكتب قصصا و روايات تثير عقلك و فكرك و فيرن كان يهمه قالب المغامرة أكثر من الأفكار لكن كلاهما عظيم و مهم و لا يمكن حجب أحدهما ، لكل قاريء ذائقة يختار بها و غدا يكتشف مايفيده و ما يضيع وقته ، لكن ليس هناك مبرر بأي حال من الأحوال من الحول بينهم و بين الكتابة و النشر . شعبية هذه الأعمال تعتمد على الفئة العمرية و مدى ثقافة القاريء و تكون مرحلة في رحلة نضج ثقافته و قراءاته ، كلنا مررنا بهذه المرحلة و أحببنا كتابنا المفضلين في هذا الوقت و ندين لهم بأننا قضينا مع كتاباتهم أوقاتا ممتعة لكن لن نتجرأ و نقارن بينهم و بين دوستويفسيكي مثلا .
س 13 : أين يكمن السبب فيما هو سائد في مجتمعاتنا من صراعات دينية و مذهبية ، هل فيما هو سائد من فكر ديني أم في علاقة المؤسسات الدينية بالقائمين على إدارة المجتمع و سوء إدارة كلاهما أم في فساد المؤسسات الثقافية و رجعيتها و تفشي الشللية و المحسوبية و تقديس التراث الثقافي ؟ و هل العلاقة بين الشعب و المؤسسات الدينية علاقة صحية أم ضارة ؟
السبب هو كل هذا لدينا آراء تراثية في كل دين لا تناسب عصرنا الحالي و انخلعت عليها القدسية و أصبحت من المقدسات في الدين ، لا توجد عندنا توعية كافية من قبل المؤسسات الثقافية لأهمية التفكير العقلاني بل إن مثل هذا التفكير مع المقدسات الدينية يعتبر خروجا عن الدين ، القائمين على المؤسسة الدينية يهمهم أكثر السيطرة على أكبر قدر ممكن من عقول و قلوب أتباعه ، آفة الأديان هي الوحدانية أو الانفرادية أي تقديمها لرؤية واحدة متصلبة لجميع القضايا و من يخالف هذه الرؤية هو خارج عن الدين كافر به يستحق اللعنات ، و تقديم هذه الرؤية للناس مهمة رجال الدين ، و كل بشري يقدم كل مقدس من وجهة نظره البشرية بالقدر الذي أمكنه إدراكه به ، و إدراك البشر متفاوت الكل يعلم ذلك لكننا نعود و نصمم على أن هذه الرؤية هي الحق و الحقيقة و لا شيء سواها ، هذه الانفرادية بالرأي و المنظور هي السبب الحقيقي وراء كل الشرور مثلما قال بورن ، و قصصي القصيرة التي أقدمها في هيئة أساطير تناقش مسلمات هي محاولة للقول بأن الانفرادية لا تأتي بخير و لا توجد رؤية واحدة موحدة لإدراك الحقيقة إن وجدت في هذا العالم المظلم ، في النهاية لربما كنا نبحث عن الكنز في الجزيرة الخطأ .
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار عن صحيفة الحب وجود و الوجود معرفه ج 2
-
هكذا تكلم فريدريك نيتشه ج 1
-
حوار عن صحيفة الحب وجود و الوجود معرفه ج 1
-
نحن مبصوق فى عقولنا ج 2
-
لماذا الإنجاب جريمه ؟ حوار جرئ جداااً ج 2
-
لماذا الإنجاب جريمه ؟ حوار جرئ جداااً ج 1
-
نصائح صادقه و واقعيه لكل شاب و فتاه ج 2
-
اقتباسات ضد القمع و مصادرة الحريات ج 2
-
نحن مبصوق فى عقولنا ج 1
-
اقتباسات هامه و متنوعه ج 16
-
حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 3
-
حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 2
-
حوار جرئ مع القاص المصرى الشاب رياض محمد ج 1
-
رجل الدين و دوره فى قمع الحريات ج 1
-
الإنسان و التطور ج 1
-
خواطر عن اسباب القمع و التخلف ج 1
-
مقتطفات من اعمال عبد الله القصيمى ج 1
-
مقتطفات من اعمال فيودور دوستويفسكي ج 1
-
اقتباسات عن الطفل و المؤسسات الدينيه و الصحافه ج 1
-
ميلان كونديرا ( كائن لا تحتمل خفته ) ج 1
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|