|
مغالطات النقاش العربي (الملحدين والمتدينين)
مهند احمد الشرعة
الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 27 - 23:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دائما ما تستوقفني النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي والنقاشات التي تظهر على الفضائيات وقنوات الاعلام ونادرا ما أجد نقاش ينتهي على خير او تراجع المخطئ عن خطأه لا أعرف لماذا هذا التمسك بالاخطاء والتشبث بها خاصة عندما تصدر من أشخاص يدعون أنهم مثقفين واثناء النقاش يظهر لك أنهم مجرد أنصاف مثقفين ومدعين ثقافة لا أكثر. المثقف هو شخص يمتلك المعلومات ويستطيع توظيفها على أرض الواقع وتدل شخصيته على أنه متقبل للاخرين ومتقبل لأفكارهم ان لم تكن متطرفة فالتطرف لا يقابل بالأحضان بل يجب أن يقابل بفعل متطرف مثله لايقافه عند حده. لنعد لموضوعنا لماذا التعصب والتحجر الموجود لدى الكثير من المؤمنين والملحدين العرب؟ لماذا لغة الاقصاء ونبذ الاخر؟ علينا أن نعي أمرا واحدا في البداية أن الخطاب المتطرف سيولد خطابا متطرفا كرد فعل طبيعي ونتيجة حتمية للحركة التاريخية وهذا ما يحصل اليوم إن جوهر بيئتنا وعقليتنا التي عشنا فيها هو جوهر متعصب فإن لم تكن الاسرة متعصبة فإن المجتمع سيرسل ذبذبات تعصب لتشكل جزءا من جوهر الانسان العربي وبطبيعة الحال فالجوهر لا يتعرض لتغيرات ولكن هل نستطيع اخفاؤه او تحطيمه؟ هذا الامر يحتاج لجهد شديد وجلد للذات وعملية هدم كاملة لكل ما تربى عليه الفرد من يقينيات مطلقة. علينا أن نعي مشكلة المنطقة فالمنطقة مصدومة جدا لتقهقرها وتراجعها وانحطاطها الغريب هنا أن الكثيرين يفسرون ذلك لقلة الدين وضعف الوازع الديني ولا احد ينظر لانجازات المتدينين في تفجيراتهم ومصائبهم وتشددهم السافر وهؤلاء قد أصبحوا منقسمين لقسمين قسم علماء سلاطين وهم مع طغاة المنطقة وقسم اصوليون ويريدون العودة للاصول القروسطية وكأننا باختراعاتنا وانجازاتنا العربية تجاوزنا الحداثة!!! اغلبيتنا الساحقة قد تربت في ظروف متشددة فنحن ابناء عشائر واسر ومناطق واقاليم وطوائف واديان و طبقات تتقوقع على نفسها بشكل يشابه ترتيب رقع الشطرنج البيضاء والسوداء لو اخذناها مقتطعة هذا من جهة العاطفة اما من جهة الفكر فهم من احزاب وايدولوجيات مختلفة والمضحك المبكي بالاحزاب العربية انها لا تقل دوغمائية في خطاباتها عن تلك التي نسمعها من رجال الدين وشيوخ العشائر وارباب الاسر ورؤساء الطوائف وفي تاريخنا المعاصر دليل واضح فجميع الاحزاب التي ارتقت للسلطة قامت باقصاء الاطراف الاخرى وتشبثت بالكرسي ولا يوجد حزب واحد انتبه لمشكلة الاسلام الاصولي بشكل صحيح اذ حاولوا القضاء عليه مما ادى الى جعل قادته قديسين في عيون الجماهير. اليوم الملحدين واللادينيين والمتدينين العرب ((كأغلبية)) يتجهون بخطى ثابتة نحو تحطيم المنطقة أكثر فأكثر وهم يزيدون الانقسام والتباعد ما بين جميع الاطراف فمن جهة المتدين الاصولي فهو لا يزال متمسكا بحد الردة ومقولة الاسلام هو الحل ومن جهة الملحد المتعصب فهو متمسك بمغالطات الماضي الاسلامي أكثر من تمسكه بمحاولة التأكيد على أن علينا تجاوزها وأن نحاول اصلاح الاسلام وتشريعاته لنتمكن من التعايش والتفاهم مع المسلمين. إن نقاشات المسلمين والملحدين اليوم لا تبحث عن أية حلول أو منطقة مشتركة نتمكن من الانطلاق منها نحو غاية الاصلاح الشامل نحن نعيش بنفس المنطقة وبنفس الدول وان نقاشاتنا اللاهوتية لا تسمن ولا تغني من جوع فما هي الفوائد المترتبة على مسألة وجود اله او عدمه ؟ فلو وجد اله فاتركوا ايها المتدينون امرنا له وان لم يوجد فلماذا أيها الملحدون تركزون عليه لماذا نشتم الالهة التي لا نؤمن بها؟ هذا ما وجد مكتوبا بأحد الاثار في سوريا. لماذا نشتم الهة أشخاص فكرهم مختلف ولا يتقبل شتم الهه بابتسامة كما يحدث في اوروبا ؟ علينا أن نتفهم ظروف المرحلة علينا أن نعرف أنه لا يوجد قفزات في تطور المجتمعات....سواء أكان هنالك اله أم لا فعلينا ان نصل لطريقة لنعيش جميعا في كنف واحد وأن نستوعب جميعا متطلبات العصر وأن نقوم بعملية اصلاح لنفوسنا ثم لأفكارنا لنتجه لاصلاح اديان المنطقة وجعلها تتناسب مع مسيرتنا للحاق بقطار الحضارة فالحضارة اليوم هي حضارة انسانية عالمية ذات ثقافات مختلفة. إن من أهم واجباتنا هي الدعوة لإعادة اصلاح منظومة التعليم ومن أهم واجباتنا نشر الفكر الحر وافهام الجماهير أن العلمانية ليست كفرا إن أهم ما علينا فعله هو السعي والتركيز على الدراسات الاصلاحية في الاسلام ونشرها والترويج لها بل علينا الترحيب بأي مسلم يعتبر أن التشريعات الاسلامية صالحة فقط لزمكانها الذي نزلت به وقد لاحظت العديد من الملحدين يريدون جذب هؤلاء للإلحاد لا أعرف لماذا ؟ ما الذي سنستفيده منهم؟ ان وجود أمثال هذا الشخص بين المسلمين مفيد للجميع بشكل أكبر فإصلاح أي دين أو فكر مرتبط بتيارين تيار خارجي وتيار داخلي يتنبه لأخطاء المنظومة المعرفية لدينه ويحاول اصلاحها لقد تم اصلاح المسيحية في أوروبا عبر تيار العلمانيين الخارج عن الكنيسة وتيار علماني مسيحي تحت لواء الكنيسة وبالفعل استطاعوا النجاح بذلك. ولكن علينا أن نكون حذرين مع الاسلام فكل شيخ هو كنيسة ومحكمة تفتيش قائمة بذاتها كل شيخ بامكانه أن يفتي ويهدر. أصدقائي لن أطيل عليكم علينا أن نفهم أن عملنا بشكل فردي بعيدا عن المسلمين المعتدلين (أقصد المسلم المعتدل بحق المتفهم لمتطلبات المرحلة والمشاكل التي نواجهها) لن يؤدي الى نتيجة بل هو يزيد الأمور تعقيدا وإن الجدل الدائر حول وجود اله أو عدمه هو نقاش حول أمور لا تنفعنا ولا تصلح واقعنا علينا الابتعاد عن الميتافيزيقيات والثيولوجيا والتركيز على الأرض لنترك السماء قليلا ولنركز على الارض... حبا بالأجيال القادمة ركزوا على الأرض.....
#مهند_احمد_الشرعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
((مشكلتنا مع الاسلام 2 )) قراءات وآراء حول كتاب الانسداد الت
...
-
مشكلتنا مع الاسلام
-
هاوية الوجود
-
الصراع على السلطة في التاريخ الاسلامي
-
نظرات الى التاريخ الاسلامي
-
باستثناء أن أكون أبا.....
-
ما وراء عقل المتدين
-
النهاية
-
سقوط الانسانية
-
سدوم
-
في سيل الذكريات
-
على طاولة النقاش
-
الانسان...
-
وطني حبيبي وطني الاكبر
-
هموم الارض
-
ما وجدنا عليه اباءنا
-
لو كان موجودا
-
وما انا الا من غزية
-
أساطير الاولين(2)
-
اساطير الاولين
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|