حسن جاسب العرمش
الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 22:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(علاوي)هو اسم عادة مانطلقه على (علي) الصغيرحين نريد له تدليلا ,(و علاوي) يذكرني بمسلسل او تمثيليه كويتيه قديمة بالاسود والابيض اسمها (محكمة الفريج) ومن مشاهدها ان موظف التحقيق استدعى رجلا للتحقيق معه وكان هذا الرجل ضخما وكبيرا فساله المحقق ..اسمك فاجابه الرجل ..سمير ...فماكان من المحقق الا ن يساله باستفهام ,إنت سمير,إنت (ريال جبيروسمير حك واحد ياهل )بلهجة اهل الخليج .لكن حين شكل بريمر مجلس الحكم وجدنا ان اياد علاوي كبيرا وضخما .هذا المجلس الذي يعتبر بكل المفاهيم هو اس البلاء الذي لحق في البلاد فيمابعد فقد تشكل من 25 شخصيه يؤلفون كل الطيف العراقي فاعطي للشيعه 13 مقعد ومن ضمنهم ابوداوود لا بصفته الحزبيه كسكرتير للحزب الشيوعي العراقي الاممي بل ,بصفته الضيقه وكذلك السيد اياد علاوي لا بصفته مناضل علماني يقود حركة سياسيه مدنية هي (الوفاق) بل ممثلا للشيعه ايضا في المجلس, هذا المجلس الذي ارسا دعائم التفكك والطفائفية في بلدنا ورضي بتشكيلته السوداء تلك اليسار واليمين على حد سواء وكل له مبرراته ,وهذا القبول بالاشتراك بالمجلس هو قبول ضمني لكل مخرجاته اللاحقه التي ارست الطائفيه المقيته والتي اتاحت فيمابعد لرؤساء الاحزاب الطائفيه ان يحكموا باسم مظلومية الشيعه (دون تفويض )حين صاروا رؤساء وزارات فبدت دواخلهم مريضه حاقدة وظهروا على حقائقهم.. (بدواًهمجا )
متشبثين بالسلطة بدموية ورافعين شعارات ..الثار ..الثار.. للكسب الرخيص فحكموا خارج منطق التاريخ فخربوا الحكم والبلاد والتاريخ معا .لكن هذا (العلاوي)وجدناه كبيرا لا (علاوي الصغير المدلل )وانحزنا له في بداية التغيير لعدة اعتبارات منها انه (علماني كما يبدوا وانه في وفاق مع الشيوعيين ولا ندري من زكى منهما الاخر اذ بعد ان اصبح رئيسا لوزاء العراق مفوضا بالسلطتين التشريعيه والتنفيذية من قبل مجلس الحكم بعد التخريب الهائل للدوله العراقيه باستباحة همجية امتدت لسنة غبراء ذكرتنا بوعود السيد (جمس بيكر) السابقه بانهم سيعيدون العراق لعصور ماقبل التاريخ وحقوو وعودهم , وفترة رئاسته للوزراء القصيرة نسبيا,كانت عصيبه بكل المقاييس فالدوله مفككة بالتمام والكمال ,فلا جيش,ولا شرطة ,ولاوزارات ,ولادوائر خدمية ولكنة استطاع بجهود دؤبة وكبيرة ان يشكل اجهزة للجيش والشرطة ويعيد انتظام بعض الدوائر الحكومية وضرب كل تمرد ضد الحكومة اوالعملية السياسيه الجديدة سواء ان في الفلوجه او النجف ,ورفع المستوى المعاشي لشرائح مهمة من ابناء الشعب ,ولكنة تعامل مع كل اطراف ساسة الخلية(البريمريه )بنوايا حسنة انطلاقا من حرفية مؤمنة بالديمقراطية (المعلبة)دون ان يدرك ان اكثر شركائه في العملية السياسيه هم تيارات لاتؤمن بالديمقراطية بل بالشورى وانها ركبت مركب الديمقراطية (الساذجة )من منظار المسك بالسلطة بذرائع قانونية ودستورية فصلت وفق مقاساتهم بدهاء .فوافق على اجراء الانتخابات الاولى معتقدا وهو (صادق ) بتداول سلمي للسلطة دون ان يقرأبدقه واقع الشركاء الطارئين على الديمقراطية انذاك وقرأ الواقع بميكانيكية فجة وبنوايا حسنة فكان خطأه الفادح حين مرر الانتخابات رغم عدم نضج الظرف الموضوعي لاقامتها والكثير من الاراء المعارضه لاقامتها ,ولكنه اصر على اقامتها بسذاجة (وهو السياسي المتمرس)اذ ان هذه الديمقراطية الفجة والشكلية ,جعلت منه اول ضحاياها فقد جاء الجعفري ففتح انهار الدم الطائفي وتشبث بكرسيه تشبثا دمويا بعد انتهاء فترة ولايته القصيرة,وهو مؤشر خطير وواضح على النهج السلطوي اللاديمقراطي للاحزاب الطائفيه ومنها حزب الدعوة بالذات ,الذي بدا واضحا في ولاية المالكي الاولى وقبول دولة رئيس الوزراء( اياد علاوي )باتفاقية اربيل التي وقعها مع المالكي والبرزاني التي لانعرف منها شيئا سوى ان السيد اياد علاوي سيكون رئيسا لمجلس السياسات الستراتيجي وكيف ان السيد المالكي فتت هذا الاتفاقه ومزقها شر تمزيق بعد ان استقرفي كرسي (دولة رئيس الوزاء)وانخذل (علاوي )خذلانا مريرا وظل اسير جمله المعهودة مكررا نفسه في اية مقابلة معه (والله ماادري اسألوا فخامة دولة رئيس الوزراء الاخ المالكي)(اننا منذ سنوات مقارعة نظام صدام او اناا لماكنا بالمعارضه )ولازمته المعهودة(والله ماادري ) وهو لايدرك ابدا انه يجب ان( يدري ) ولا يتعكز على الما ادري .فهل لاتدري يادولة الرئيس ان نضالك وايامه العتيدة لاتساوي يوما واحدا من ايام الجوع المجاني للعراقيين المرابطين ايام البعث الصدامي فلا تذكرنا دائما بانك مناضل عتيد فقد اصبحت جزءاً من دفاتر (عتيقه)
وبعد الانتخابات الثانية وفوز قائمته(الوطنية)خرج فرحا هذه المرة ولا زالت النوايا الحسنه تغلف ابتسامته المعهودة ..لكنه خذل ايضا هذه المرة من قبل القضاء الذي اختاره هو وعلى راسه السيد (مدحت المحمود )بتكييف متعمد لمفهوم القائمة الفائزة
اذ ان القضاء صار مسيسا ومستلب الارادة من قبل السلطوي الكبير (نوري المالكي ).لكنه الخذلان القائل لهذا الرجل العلماني ذو النوايا الحسنه .ورضي اخيرا بالفتات لابل بالفضلات فاصبح نائبا لرئيس الجمهورية ليقال له(فخامة اوسيادة نائب الرئيس),لكن الشيئ المضحك المبكي ان هذا السياسي اعترض اخيرا على خطوة الغاء مناصب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء بحجة واهية هي التمسك بالدستور والقانون وهو يعرف ان الدستور والقانون هو الذي جعله مخذولا ويغرد خارج السرب وهو الذي كيفه الحاكم بامره وفق مقاساته ومصلحته الشخصية او مصلحة حزبة او اقاربه اوعشيرته .وهو يدرك ايضا ان العراق الان هو عراق اللادوله ..عراق الفئه والعشيرة والعصابه لاعراق (الصراع الطائفي) كما يتوهم البعض لان الوقت قد تجاوز صراع الطوائف الذي حركه ساسة (بريمر) واستنفذوه .فالعراق اليوم هو عراق الصراع من اجل الغنائم .ومرت على هذا السياسي العتيد كل هذه الخيبات المريرة ولا زال متمسكا(بالعملية السياسيه)التي هي جاءت من (سفاح )وانتجت هذه الكائنات الشوهاء ,ولا زال حالما احلاما نبيلة اصبحنا نشفق عليه منها بكثرة خيباته والضحك عليه ببساطة .
والذي دعاني للكتابه في هذا الموضوع هو ان هذا الرجل المناضل العتيق والعلماني الحسن النوايا اصبح مأزوما حتى فقد التهذيب الذي عودنا عليه وبان معدنه الحقيقي من احترامه للعملية السياسيه والدستور والقانون ونضح ما بدواخله المغلفه بالتهذيب في اخر مقابلة له في قناة البغدادية مع السيد الجميل (نجم الربيعي) اذ داس (على المنصب بحذائه ببساطة)لذا استحق (فخامة دولة رئيس الوزراء ورئيس المجلس السياسي ونائب رئيس الجمهورية)لقبا جديدا هو (القندرجي )بامتياز. وعفوا سيدي الرئيس .
#حسن_جاسب_العرمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟