أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد














المزيد.....

علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 21:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد
جعفر المظفر
يأخذني حديث المفكر اياد جمال الدين عن التأييد الذي يبديه الإسلامويون الشيعة العراقيون لنظام ولاية الفقيه في إيران إلى واحد من المشاهد الإشكالية الهامة. الرجل الذي كان قد عاش في إيران لفترة ثم عاصر أزمة الإسلامويين السياسية والأخلاقية في العراق يستطيع أن يضع يده مباشرة على كثير من الجراح التي فتحها هؤلاء الإسلامويون في جسد وروح العراق.
في واحدة من مقابلاته المصورة يؤكد جمال الدين على ان هناك إنحسارا كبيرا لشعبية نظام العمائم في إيران لكنه يرى في المقابل ان نظام الحكم في إيران يشهد تأييدا متصاعدا بين صفوف الإسلامويين الشيعة في العراق. حتى أولئك الذين كانوا ضد ولاية الفقيه من ناحية فقهية صاروا الآن من اشد أنصارها.
وبينما نقل لنا رجال عراقيون كانوا قد زاروا إيران في الفترة الأخيرة أخبارا عن ساحات إيران الخالية من صور خميني وخامنئي, وأخرى عن شوارع طهران ومنتزهاته العامرة بمشاهد هي بالضد تماما من ثقافة النظام الإسلاموي الحاكم إلا اننا نرى بالمقارنة كيف أصبحت شوارعنا ومدننا وخاصة في الوسط والجنوب العراقي تعج بصور زعماء إيران الدينوسياسيين وكيف صارت مدننا مُتْخمة تماما بمظاهر وشعارات وممارسات الحزن الصفوي الكاذب والمتخلف المسيس على سيد الشهداء الحسين بن علي بن ابي طالب.
ترى كيف نفسر هذا التناسب العكسي في مظاهر الولاء والموزع على منسوبه التصاعدي عراقيا وإنخفاض هذا المنسوب إيرانيا. المسألة ليست صعبىة ابدا. الإيرانيون باتوا يعلمون تماما أن طريق إيران نحو النهضة والتقدم باتت تكمن في قدرة إيران على التخلص من هيمنة رجال الدين السياسي. وإن ولاية الفقيه قد إستهلكت نفسها وفقدت بريقها.
على الجانب الآخر يدرك الإسلامويون العراقيون أن إنهيار النظام الإسلاموي في إيران يعني نهاية سريعة وعاصفة لنظامهم السياسي في العراق مثلما يعلمون أن مطار طهران سوف لن يكون على إستعداد للقبول بهم مرة أخرى كما كان عليه الأمر في السابق, ولهذا نراهم في حالتهم هذه أشد ولاء لخامنئي وجنوده من ولاء الإيرانيين أنفسهم. لا بل ونرى العكس تماما : ولاء عراقي مطلق مقابل جزع إيراني متصاعد.
هكذا يمكن للعلمانية الإنسانية التقدمية أن تقدم نفسها كحل أمثل للإشكالية التي يخلقها الدين السياسي سواء على صعيد كل بلد على حدة أو على صعيد العلاقات الخصومية بين البلدين. ونحن نعرف تماما ان العلمانيات السابقة في كلا البلدين لم تتقدم بحل مجز لإشكالية العلاقة التاريخية السلبية بينهما, إذ ظل المتوارث التاريخي والجغرافي مثيرا لنزاعات لم تتوقف إلا لتبدأ مرة اخرى, غير ان العلاقات بين الدولة العراقية الحديثة وإيران قبل صعود الخمينيين للسلطة كانت تبشر بوجود إمكانات مفتوحة على حلول مجزية. بعد صعود الإسلام السياسي في إيران بدأ غلق ابواب التفاهم بمزاليج محكمة ونقل الإيرانيون خلافاتهم من مساحة الإشكالات القابلة للحل إلى مساحة تكفير النظام البعثي في العراق, لا بل وإعتبار العراق البوابة الأساسية لتصدير الثورة, وبدت العلاقة بين البلدين وكانها دخلت في خانق لا يمكن الخروج منه إلا ورأس احد الطرفين معلق على عموده.
ومهما قيل عن النزعات العدوانية لصدام حسين فإن الإكثار من الحديث عنها هو في بعض غاياته حيلة لإخفاء حقيقة النزعات التوسعية الإيرانية التي جرى تقديسها بعناوين تصدير الثورة وإقامة الدولة الإسلامية المترامية الأطراف بحيث كان من الصعب الحيلولة دون قيام الحرب كحل نهائي لهذه الإشكالية التوسعية التي تستظل برايات نشر الإسلام وتسعى للقضاء على الدول العلمانية العربية الكافرة.
إن إيران قد تحولت في السنوات الأخيرة من مدافعة عن الإسلام ومتحدثة بإسمه إلى مدافعة عن الشيعة ومتحدثة بإسمهم, وليس من سبيل هناك للتخلص من هذه العدوانية المقدسة أفضل من قيام نظام علماني في طهران. هذا النظام, إن لم يكن محتما له أن ينهي النزاعات بينه وبين جيرانه فسيكون بإمكانه على الأقل نقلها من خانة المقدس إلى خانة الصراع على المصالح الإستراتيجية التي يمكن حل الكثير من عقده بشكل اسهل لو مر هذا الحل خارج نفق المقدسات المدمرة.
هذا الأمر سوف يضعنا أمام حقيقة أن الحل الوطني للمسألة العراقية سيمر بشكل أفضل بوجود نظام علماني وطني في إيران مستعد للتفاهم مع جيرانه بوجود نوايا طيبة بعيدة عن التعصب القومي مثلما هي بعيدة عن الخطاب الديني المسيس.
صحيح أن شوكة التوسع الإيراني قد تكسرت على جبهات القتال في اثناء حرب الثمانية أعوام مع العراق وإن شعار إقامة الإمبراطورية الإسلامية قد تراجع كثيرا في العلن, غير ان أحلام التوسع ظلت قائمة مثلما ظل معظمها يجري تحت عناوين حماية الشيعة في دول عربية مجاورة, وكذلك فإن تفعيلها غالبا ما يتم من خلال إبقاء خطاب تحرير القدس حارا, وهو شعار لا يمكن إنجازه إلا تحت شعار آخر يقول أن الوصول إلى القدس لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال العبور من بغداد ودمشق ولبنان.
أما الإسلامويون الشيعة سواء في العراق أو في لبنان والبحرين وغيرها فقد بات قدرهم, مقابل ضمان مصالحهم السياسية واٌلإقتصادية, أن يرهنوا مصيرهم لدولة الفقيه الإيرانية وأن يكونوا أشد خمينية من خميني نفسه.
إن قدرة شعبينا على إقامة أنظمة علمانية تقدمية هي مفتاح الحل نحو تشييد مستقبل مشترك أفضل, مستقبل خال من عقد التاريخ الديني والصراع القومي ومحتكم إلى خطاب حداثي وطني يهمه إعادة بناء المنطقة على أساس إحترام السيادة الوطنية واسس العيش المشترك.
إن واحدة من الخواصر الرخوة للإسلام السياس العراقي هي تلك التي تكمن في الجسد السياسي الإيراني ذاته, ومن مصلحتنا أن نضع يدا على تلك الخاصرة ونتطلع مع الشعب الإيراني إلى يوم خلاص مشترك..



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدين والسياسة والميكافيلية
- تقرير لجنة الزاملي الخاص بضياع نينوى
- رسالة من الجماهير العراقية في فرجينيا وواشنطن العاصمة
- المالكي في ضيافة خامنئي
- الإصلاح , إيمان به أم من أجل منع الإنفجار.
- حينما يدخل الميل في المكحلة ستثبت الرؤيا ويقوم الدليل
- أزمة الكهرباء هل هي أزمة تقنية أم أزمة سياسية
- الطائفية الرقمية
- المالكي والسعودية
- العدو الآجل والعدو العاجل .. تركيا وداعش إنموذجا
- نووية إيران
- الصفوية إيرانيا .. الصفوية عراقيا
- الصفوية .. فارسية المولد عراقية بالتبني
- علي غيدان وتبرئة المالكي من وزر إحتلال نينوى .. (عصفور كفل ز ...
- البحث عن قاتل علي بن أبي طالب
- علي بن أبي طالب .. شر القتلتين هي الثانية
- مصطفى الصوفي في رحلتة الى ايران .. قراءة أولى
- دوا كحة
- يا للعجب, أنا طائفي شيعي دون أن أدري .. من رسالة إلى صديق شي ...
- كما في الطبيعة, كذلك في السياسة : الوباء وباء


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد