والمنطقة العربية تعيش تداعيات خطيرة مؤشرة على العديد من المتغيرات الحتمية القادمة ، وفيما الوضع في العراق يميل نحو الحسم التام والكامل عبر تنظيف العراق وتحريره من الفاشية والتخلف وحكم الفرد وأبناء التخلف ، يخرج علينا ( دعاة الحوار ) بعد أن أفلسوا إفلاسا تاما ببدع غريبة وليلبسوا ثوبا تدليسيا ذئبيا ليتصلوا بهذا الطرف أوذاك ؟ وليحاولوا ترتيب أمور مضحكة لن يستطيعوا إتيانها ولكنها تؤشر على درجة بؤسهم وحيرتهم القاتلة وهم يتخبطون في مبادراتهم التي ولدت ميتة بعد أن تمكن السلوقي المتميز جبار الكبيسي وزمرة الفئران الذين عادوا للإحتماء بجوازات سفرهم الأوروبية من خطف الكعكة ، ونجح في ممارسة أقصى درجات الخنوع والإنبطاح لنظام القتلة البعثيين مفوتا الفرصة على أصحاب الشعارات الديناصورية التي يعلكون بها ومؤكدا على أن (الحوار الوحيد ) الذي يفهمه النظام الآيل للسقوط هو ( حوار الخرفان ) والعبيد والإمعات ولاأعتقد أن وطنيا عراقيا شريفا يروق له ذلك الخيار ؟ ليبايع من ؟ لمبايعة صدام والجزراوي وطارق الصهيوني وبقية الحثالات الفاشية ليستمروا في التسلط على رقاب الناس بعد أن أمعنوا تمزيقا في الوطن وفشلوا في إدارة السلطة بعد أكثر من ثلاثة عقود من المصائب السوداء؟.
واليوم يخرج علينا دعاة ( حوار الخرفان ) بنظرية جديدة وتحرك جديد مدفوعين على مايبدو بأهداف تحالفية مع الفرانكفونية السياسية الفاشلة والتي يقتصر وجودها على أفريقيا السوداء الممزقة بالمشاكل والحروب الأهلية ليحاولوا زرعها في الوسط العراقي ؟ وإن عرابي ذلك التحرك البائس هم نفسهم الذين مارسوا حوارات الخنوع الطويلة مع الإرهابي المشبوه طارق عزيز والذي رفض الإعتراف الواضح بهم كقوى سياسية لها قيمة في الشارع العراقي المعارض ؟ بل فضل عليهم الكبيسي بكل قذاراته الموروثة وسمعته السوداء وطائقيته النتنة ليعتبروه ( الممثل الرسمي والشرعي لجماعة المعارضة الخرفانية التي يريدها النظام )!! فذهبت جهود اللقاءات الباريسية أدراج الرياح وماعادت سوى ذكريات وأطلال لسنوات من الحب من طرف واحد ... وهو طرف المتقاتلين على الحوار ؟؟
واليوم وبعد أن تبلورت الأمور وأضحى رحيل النظام المهزوم حقيقة حتمية ومؤكدة ، لذلك إلتبس الموقف على القوم وتفيأوا بظلال الفرانكفونية الميتة ليحاولون اليوم تسويق رؤى وزير الخارجية الفرنسي الأسبق ( المسيو فيدرين )!! وليدبروا عقد مؤتمر لهم يكون ندا لمؤتمر المعارضة العراقية الشرعية الأخير! وفي ذلك القمة في الوهم والضحك على الذقون وإستعارة مواقف بطولية لن تتجسد على أرض الواقع؟ فأين سيعقد المؤتمر المزعوم ؟ وماقيمته على أرض الواقع ؟ ومن سيحضره سوى تلك الأسماء المعروفة وهي معزولة شعبيا ولالون ولا طعم ولارائحة لها؟
عراب الفرانكفونية العراقية الجديدة وحامل جواز السفر السنغالي يحاول أن يجهض الدور الأميركي في التغيير متكئا على قاعدته الفرنسية!! وهو تصرف مضحك فالفرنسيون أعجز من أن يخالفوا سيدهم الأميركي ؟ وهاهي تبدلات الموقف الفرنسي تفصح عن حقيقة القوة الفرنسية ؟
فماذا يريد أبطال حوار الخرفان ؟
هذا ماسنناقشه في المقالات القادمة؟