عمر يحي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 10:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يأتي اﻹ-;-نسان إلى الحياة وهو غير مستعد للوجود فيها ثم يذهب عنها وهو غير مستعد للاخرة ﻷ-;-ن قرار وجود اﻹ-;-نسان في الحياة و ذهابه هو قرار لا إرادي تتخذه سلطة تعلو على قرارات اﻹ-;-نسان الذاتية لذلك عندما يولد الطفل فإنه يبكي ويصرخ تعبيرآ عن رفضه لهذه الحقيقة ومن هنا أصبح البكاء والصراخ أول الطرق التي يستخدمها اﻷ-;-فراد لتعبير عن اﻷ-;-شياء التي لا يرغبون فيها .
لم يقف اﻹ-;-نسان مكتوف اﻷ-;-يدي أمام فلسفة وجوده الﻷ-;- إرادي في هذا الكون عندما أدرك إن قضية وجوده في الكون أصبحت واقع وحقيقة حتمية شاء اﻹ-;-نسان أو أبا لنقف قليلاً ......
فكيف كان سيكون حال الكون إذا لم يوجد اﻹ-;-نسان ؟.
وكم عدد اﻷ-;-فراد في الوجود إذا كان بمقدور اﻹ-;-نسان إن يقرر برغبته وجوده أو عدم وجوده ؟.
لماذا يقف اﻹ-;-نسان عاجزآ عن معرفه طبيعة الوجود ونماويس الكون وأسرار اﻹ-;-ستخلاف وغاية الحياة ؟.
تستمر تساؤلات اﻹ-;-نسان حول ذاته و وجوده و ما بين هذه التساؤلات أصبح واجبآ على اﻷ-;-نسان تخطئ واقع الوجود والنظر في فلسفة ما وراء اﻹ-;-نسان و مرحلة ما بعد الإنتخاب الطبيعي الذي فرضته قوى الطبيعة وفي هذا الرحلة اﻹ-;-ستكشافية لمعرفة وتحليل فلسفة الوجود سلك اﻹ-;-نسان مسلكين متضادين :
مسلك التأقلم ومسلك اﻹ-;-كتشاف وتتضح حقيقة حتمية تقف في بداية اﻹ-;-تجاه اﻷ-;-ول - مسلك التأقلم - وتنتهى في خواتيم اﻹ-;-تجاه الثاني - مسلك اﻹ-;-كتشاف ما بين هذين المسلكين تبرز حقيقة تناقض اﻹ-;-نسان في تفسير وجوده و تخطئ ما وراء اﻹ-;-نسانية .
في مسلك التأقلم أصبح اﻹ-;-نسان يعيش حياته بصورة حتمية لا إرادية جاهﻵ-;- لحقيقة وجوده و مؤمنآ بوجوده في ذات الوقت وهو متأقلم مع هذا الوضع الﻷ-;- إرادي وهي مرحلة اﻹ-;-نسان الﻷ-;- هوتي - من منظور فلسفة أطوار الفكر البشري - فأصبح اﻹ-;-نسان يأتي إلى الحياة - فلسفة الوجود - وهو جاهل بها ويغادر الحياة - فلسفة الموت والفناء - وهو أكثر جهﻵ-;- بها فما هي حقيقة وجود اﻹ-;-نسان بين فلسفة الوجود و الﻷ-;- وجود.
وفي المسلك الثاني مسلك اﻹ-;-كتشاف علم اﻹ-;-نسان بإن له مقدرات يستطيع من خلالها إكتشاف ما حوله ومعرفه جوهر وحقيقة وجوده وهنا استطاع اﻹ-;-نسان إن يكتشف القراءة والكتابة و الزراعة والصناعة وكل اﻹ-;-شياء التي إكتشفها اﻹ-;-نسان ولعل المشكلة تكمن في مدى قدرة إكتشافات الإنسان على إجادة تفسير لماهية الكون والوجود فهل تستطيع هذه اﻹ-;-كتشافات إن تحد من ظاهرة وجود اﻹ-;-نسان في نماويس الكون بصورة لا إرادية ! ؟ .
ولما عجز اﻹ-;-نسان عن معرفة طبيعة وغاية وجوده كان بإمكانه إن يحل كل مشاكل الكون والوجود بما فيها القدر
ولكنه إنسان جاء به القدر !
ـــ
الاستاذ عمر يحي جامعة الزعيم الازهري ، كلية العلوم السياسية و الدراسات الاستراتيجية
#عمر_يحي_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟