مهند طالب الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 08:36
المحور:
الادب والفن
فرصــة قيــد التّــنفيذ / قصة قصيرة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, بقلم مهند طالب الدراجي
تعرى تحت ضوء القمر كان جسده الفتي يثير رغبة النساء، لم يجد بداً من استغلال فتوته، كن بضعة عوانس يبحثّنَ عن رجلٍ يطفأ نيران الأنتظار، في حين أنه كان يغرس في مخيلته النهدان بصدر الريح، وأمام أحلامه صارت الرغبة طفلا يطرق كل أبواب الٱ-;-حتياج، وينبع يومه يسقي عطش الفقر، تحدثت إحدهن عنه بينهن، كانت تعرفه بينما الأخرى سرحت بخيالها ترسم الخطط، تتوهج صيفا محموما ــ على أي شيء ستحصلين حين تموتين.. غير الغربة والحسرة.. سيكون التراب لغة التكوين الاولى.. هل يا ترى ستثيره المادة..
ما شأنها بما يفعل بعدها، جل ما تبتغيه أن تمارس طقوس الحب بكل عنفوان، سوف لن ترهقه كباقي الزوجات، له أن يعشق ثلاث وأربع وما يشاء.. شريطة ان يشبعها فلديها من المال ما يكفي مئة سنة، ثم أنها استأذنت من صديقاتها العوانس وهن يثرثرن حول الشاب الأعزب الوحيد الذي يعمل معهن في نفس القسم..
نظر اليهن بعين الصقر هامسا بينه وبين نفسه:
ــ هل يا ترى فيهن من تنتشلني من بؤرة الفقر هذه، حتى لو كانت عجوزا.. لا يهم طالما تغدق عليّ بالمال، سوف أجد تعويض ملذاتي الاخرى بالخفاء، سأشبعها حباً تلك العطشة الذابلة وأرويها حدّ الأنتهاء.. ليت واحدة منهن تكشف لي أقنعة الصمت.. من يستطيع ان يلم يدي ووجهي المقاتل القديم.. من يستطيع ان يسلّهُ عن الجدران والسقوف المهترئة ودخان الموقد الذي دهنها؟؟
في اليوم الثاني وجد رسالة في مدرج مكتبه، فتحها فكانت:
ــ بعد الدوام نلتقي في الشارع الفلاني الساعة الفلانية لامرا مهما لا تتأخر..
بقي ينتظر حتى ٱ-;-نتهاء الدوام، عرف صاحبة الرسالة منشغلة بعملها ولا يبدوا عليها أي أثر لأي أمر..
ذهب في موعد المحدد فوجدها واقفة بكل وقار وكأنها سيدته أو كأنه خادمها، قالت له:
ــ دعنا نذهب الى مطعما نتغدى فيه سوية على حسابي.
وبعدما تناولا وجبتهما قالت: ــ أنا أعرف ما هي ظروفك ووضعك المادي الصعب، سأعطيك ما عندي وتعطيني ما عندك، وكلانا يكون حراً في حياته، ما بيننا فقط الفراش.. سيكون زواجنا سري جدا، وسأعطيك أكثر مما تتوقع لعلي أخذ ما يكفيني منك..
نظر اليها بنشوة وفرح مبطن عبر عن ذلك بٱ-;-بتسامة ارتياح قائلاً: ــ الآن فعلا عرفت إن الله طيباً جداً.. وكجزء من الشكر له سوف لن اخذلك ابداً.
ٱ-;-تفقوا على كل التفاصيل لتلك الساعة الموعودة، وسلمته مبلغا من المال كمقدمة، وفي اليوم التالي لم يأت الشاب الى العمل، أصابها القلق
ــ كيف يمكن أن يكون خدعني
وقبيل نهاية الدوام أتصل أحدا من عائلته يخبر إستعلامات الدائرة أن أبنهم مات في الانفجار هذا الصباح أثناء ذهابه للعمل.
#مهند_طالب_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟