أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عصام شكري - الغرب والاسلام السياسي بمواجهة الجماهير















المزيد.....

الغرب والاسلام السياسي بمواجهة الجماهير


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 10:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


سبق وان اكدنا بان البرجوازية في العراق عاجزة عن الاتيان بالبديل العلماني وتحقيق المجتمع المدني والعلمانية في العراق.

البرجوازية العالمية تتحالف وتدعم قوى البرجوازية المحلية (الاسلام السياسي والشراذم القومية العشائرية) لحاجتها لها. انها تدعم مطالب تلك الطبقة وشروط ترسيخ قواها في السلطة بظل الظروف التي خلقتها امريكا في العراق. ورغم ما يبدو ظاهرا بان ذلك الدعم والاسناد هو تكتيك امريكي يهدف الى تحقيق "الاستقرار" في العراق واحراز نصر ما على شاشات الفضائيات، الا انه في الحقيقة ركيزة اساسية لمنهج البرجوازية الغربية وامريكا تحديداً تجاه حركات الاسلام السياسي الموالية لها سواء في العراق او افغانستان اوايران ودول اخرى.

ان تصريحات زلماي خليل زاد السفير الامريكي في بغداد حول ضرورة ان يكون الاسلام "مصدرا اساسيا" في القانون تختزل بعمومية هذا الميل الامريكي - الغربي. كما ان الدور الذي لعبه زاد في اقناع شيوخ الاسلام المعترضين على مسودة الدستور تبين اهمية الدور الذي تمنحه امريكا لقوى الاسلام السياسي من كل الاطياف والالوان السوداء في العراق. خارج العراق تبدو اوربا وبحكم علاقاتها السياسية الاكثر توافقا مع احد اكبر اقطاب الاسلام السياسي في المنطقة اي الجمهورية الاسلامية الايرانية اكثر قدرة على التعبير عن ذلك النهج. ورغم تصاعد حدة الخلافات بين امريكا وايران حول البرنامج النووي لايران فان الغرب يفضل التساوم والمهادنة مع ذلك النظام خصوصا انه يخشى ان يؤدي الصدام العسكري الى احداث تخلخل يؤدي الى صعود اليسار والحركة الشيوعية العمالية والعمال الى السلطة (على عكس العراق) نتيجة المد الثوري الحالي في ايران والنقمة الجماهيرية العارمة تجاه النظام الاسلامي على خلاف ما جرى في 1979. تصريحات جاك سترو وزير خارجية بريطانيا تؤكد هذا المنحى بالرغم من ان الغرب يعرف جيدت بان النظام الاسلامي ينفق حالياً الملايين من الدولارات على تطوير برنامجه النووي. ومن جهة اخرى فان الاحصاءات تشير الى تضاعف حجم التبادل التجاري بين اوروبا وايران ثلاثة اضعاف بين العام 2000-2005 رغم ازدياد دموية النظام اسلامي وارتفاع عمليات الاعدام ضد المخالفين السياسيين والعمال والنساء الى الضعف خلال نفس تلك الفترة.

ان الاحداث في العراق وخاصة ماحدث مؤخرا من قتال بين عصابات الاسلاميين والقوات البريطانية في مدينة البصرة تبين بان التوتر كان محكوما بصدام بين اجهزة مخابرات اقليمية ودولية. الا ان جماهير البصرة تعرف بان الصراع المحتدم بين قوى الاسلام السياسي التابعة لايران والمخابرات البريطانية لا يعدو ان يكون خلاف طارئ. ان الجماهير تتساءل: لم لم تنبس الصحافة الغربية بحرف او كلمة نقد تجاه تلك الشراذم الاسلامية التي حولت البصرة الى مرتع للاسلاميين ولعصابات اطلاعات الايرانية والتي ابدلت صور صدام بصور الخميني وخامنئي ورهط المعممين اياه؟ لم لم يتحدث احد في الصحافة والاعلام الغربي عن اعتداءات الاسلاميين على مجموعة من طلبة وطالبات كلية الهندسة المحتفلين بالتخرج وقتل احد الطلبة والاعتداء على الطالبات وضربهن؟ لم لم يتحدث احد عن مضايقة قوات بدر وجماعات الصدر للفتيات الصغيرات وارجاعهن الى البيوت واكراههن على ارتداء الحجاب الاسلامي؟ لم لم تتحدث وسائل الاعلام عن جرائم قوات بدر والمجلس الاعلى وعصابات الصدر ضد النساء ورمي الاحماض عليهن في وضح النهار وقتلهن ورميهن على جوانب الطرق؟ لم تسكت الصحافة الغربية على تحول البصرة اعلمانية الى محافظة تحكمها عصابات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سيئة الصيت؟ امتلأت مدن العراق برايات الاسلاميين وصارت الجمهورية الاسلامية الايرانية تجند عملاءها لكي يسيطروا على كل مرافق الدولة في مدن الجنوب حتى انها باتت تستورد اعوانها الاسلاميين العاطلين عن العمل من خارج حدود العراق وتحديدا من لبنان حيث استجلبتهم واسكنتهم في ابنية رفاقهم الاسلاميين. بالامكان رؤية اعلام حزب الله اللبناني الصفراء ترفرف من على مباني المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. لم لم يحرك البريطانيون ساكنا الى حد اليوم؟؟.

ان سياسة احتضان الحكومات الغربية للاسلام السياسي وقواه الرجعية والبربرية في العراق رغم انف الجماهير العلمانية والمتمدنة تهدف في التحليل الاخير الى تسهيل تحقيق الهيمنة السياسية للغرب وخصوصا امريكا على المنطقة. ذلك يأتي من خلال تفتيت المجتمع المدني ومحاربة العلمانية وتحويل المجتمع الى ساحة صراع اثني ومذهبي وديني تظطرم فيه الاحقاد ويعاد تعريف كامل المجتمع على اسس لفظتها البشرية منذ قرون طويلة. ان ابقاء المجتمع تحت سطوة الاسلاميين والقوى العشائرية والقوميين في العراق سيحقق لامريكا ابقاء اليسار وكل القوى الاشتراكية والشيوعية والثورية التحررية وكل النساء المتحررات والعلمانيين والعمال الراديكاليين تحت المراقبة الدقيقة وفي احسن الاحوال مختبئين في بيوتهم خوفاً من القتل وحز الرقاب. ان تسليط قوى الاسلام السياسي والرجعية المحلية والبدء بالتحضير لوضع المجتمع على حافة الاحتراب الداخلي الطائفي او المذهبي او الاثني هي خصيصة النظام العالمي الجديد. انها ليست منتجا عرضيا عفويا كما تحاول اجهزة دعاية امريكا والغرب الادعاء. تلك الاجهزة تكذب حينما تقول ان الاوضاع المزرية في العراق (السيناريو الاسود) ان هي الا مرحلة عابرة من مراحل تطور العملية السياسية نحو الديمقراطية. هذه المرحلة ستسحب المجتمع الى الخلف ولن تدفعه سنتيما واحدا الى الامام.

كلما تعالى صراخ امريكا بالديمقراطية وانهاء الدكتاتورية كلما عملت اكثر على مغازلة القوى الاكثر انحطاطا وعداء للانسانية في المجتمع وتسليطها على مقدراته. ان التدهور الذي يشهده العراق ومجتمعه على كل الاصعدة هو احد نتائج السياسة الامريكية. ان وضعهم لدستور اسلامي رجعي وعمل عشرات الاستفتاءات المزيفة عليه لن يثني الاشتراكيين والعمال والعلمانيين والنساء والطلبة على النضال من اجل العلمانية والمجتمع المدني الحر المتساوي.

ان القوى الاشتراكية والطبقة العاملة قادرة، على نقيض البرجوازية العاجزة—الا من وسائل الدمار والقتل والتحالف مع قوى الدين والرجعية- على بناء الدولة العلمانية الحديثة والمجتمع المدني.

ادعو الجماهير المحبة للحرية والتمدن للانخراط معنا لدحر مشروع الدولة الاسلامية الرجعي وتأسيس الدولة العلمانية — دولة الحرية والمساواة والرفاه لكل المواطنين.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مريم نمازي تفوز بجائزة اروين الاولى - علمانية العام
- المجتمع المدني والعلمانية جبهة اساسية للصراع الطبقي في المجت ...
- انهم يخططون لرواندا جديدة في العراق حول دستور الدولة الفيدرا ...
- اليســار الغربي: تفجيرات لنـــدن وخرافة معاداة الامبريالية
- الى: الهيئة التحضيرية للجنة العراقية من اجل دستور ديمقراطي ح ...
- مشروع أمريكا في العراق من مجتمع المواطنة الى مجتمع المذاهب و ...
- الاناء بما فيه ينضحُ - حول تطاول الاسلاميين على حرية التعبير ...
- الجمعية الوطنية - جمعية الخصخصة ونهب العمال وزرع المذهبية وح ...
- كيف نتذكر جريمة حلبجة؟
- تقاسم المغانم - حول التمسك بالفيدرالية والصراع الرجعي بين قو ...
- تحرر المرأة بين النسوية الاشتراكية، والمعتذرة للاسلام السياس ...
- في 8 آذار يوم المرأة العالمي - تحية من القلب لكل النساء عاش ...
- السيد حميد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ...
- نشجب تطاولات - المرجعية الشيعية- على العلمانية والحقوق المدن ...
- اللعبة الأمريكية
- هنا الوردة ، ارقص هنا !! - - تعقيب على نداء عاجل الى رفاقي ي ...
- سؤآل برسم الجواب - رد قصير على مقالة السيد رياض العصري
- المقاطعين للانتخابات والتوغل في عمق الانتهازية
- الاشتراكيون وحدهم القادرون على تحقيق العلمانية في العراق
- هل يحقق مؤتمر البرجوازية الموالية لامريكا أغراضه؟


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عصام شكري - الغرب والاسلام السياسي بمواجهة الجماهير