أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء















المزيد.....

المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 364 - 2003 / 1 / 10 - 02:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بانتظار موعد صدور قرار المحكمة العليا الإسرائيلية يوم غد الخميس في قضية ترشيح قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي, وكل من النائبين عزمي بشارة واحمد الطيبي" مع الأخذ بعين الاعتبار الدوافع والأسباب", يقف المرء مندهشا من بعض ما يروج عن الديمقراطية الإسرائيلية, خاصة أنها سقطت عند أول اختبار واجهتته, حين رفض القاضي حيشين مسوغات المستشار القضائي للحكومة واعتبرها تفتقد لأي أساس قانوني, لكن بالرغم من قرار القاضي إلا أن السياسة العنصرية التي اجمع عليها ممثلي الأحزاب الإسرائيلية كافة هي التي حسمت الأمر وانتصرت على الديمقراطية,عبر شطبها قائمة التجمع وترشيح النائبين بشارة , وقبله النائب الطيبي.

عن أية ديمقراطية إسرائيلية يستطيع المرء أن يتحدث, ديمقراطية محاكم التفتيش الجديدة أم اللجان السياسية التي تحجب الضوء والنور عن الجهات القضائية. أم عن المؤسسة الأمنية التي لا صوت يعلو فوق صوتها. فإذا ما عدنا لتوصيات المستشار روبنشتاين, سنجدها تعتمد في معلوماتها اعتمادا أساسيا على المخابرات الإسرائيلية وجهازي الشاباك والموساد.

على مر الحرب العربية الإسرائيلية ومنذ نكبة فلسطين وما تلاها من مآس, كمذبحة كفر قاسم وغيرها, لم تكن الأمور بالنسبة للعرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر خطيرة ومصيرية مثلما هي اليوم. فالتصعيد العنصري ضدهم أخذ شكلا خطيرا, ينذر بحدوث انقلاب في التعامل معهم, ليس بالضرورة انقلابا ابيضا, خاصة إذا ما عدنا لسنة الانتفاضة الأولى, حيث وقعت هبة الأقصى, فكان الثمن 13 شهيدا ومئات الجرحى, سقطوا برصاص الديمقراطية الإسرائيلية!.

ولم تكلف إسرائيل نفسها عناء تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في المذبحة التي ارتكبتها أجهزتها الأمنية وسلطاتها السياسية ضد مواطني دولة إسرائيل من العرب الفلسطينيين. هذا إذا كانوا فعلا مواطنين في دولة إسرائيل, لأن الدلائل تشير إلى إن إسرائيل لا تعترف بهم كمواطنين, بسبب أن الدولة اليهودية لليهود فقط, أما الزوائد في الدولة فهم عبئ عليها يجب التعامل معه بطرق تحفظ عزله وتخلفه عن ركب المجتمع المدني اليهودي المسيطر على ارض السكان الأصليين. أي بمعنى آخر أرض عزمي بشارة والتجمع وصوت الحق والحرية وأحمد الطيبي وعرب 48.

إذا كانت مقولة عزمي بشارة ومطالبته الدولة بأن تكون دولة لكل مواطنيها قد جعلت منه الضحية التي يراد نهشها, فكيف ستكون الأمور عندما تلتف كافة الجماهير العربية حول هذه المقولة التي تعيد ترتيب الأوضاع من جديد. لأنها المقولة التي يجب أن تصبح شعارا حقيقيا, فضمن هذا الشعار الذي يكشف عورات إسرائيل ويعريها من داخلها, نستطيع فضح زيف الديمقراطية الصهيونية وزيف دولة لكل مواطنيها,لأنها دولة لكل يهودها وليس لكل سكانها. وعندما تلتف كافة القوى والأحزاب العربية حول شعار المواطنة الكاملة وتهب بشكل جماعي موحد للدفاع عن أي جزء من الحركة الوطنية يتم الاعتداء عليه, ستكون مردودات العمل فاعلة ونافعة أكثر, وقد تأتي بثمارها بشكل أسرع. لذا على الجميع الدخول إلى ساحة المعركة والتصدي للحملة الشرسة التي تستهدف الجميع ولا تستثني أحدا. فالبداية مع عزمي بشارة والتجمع والنهاية ستكون مع الجميع. لأنه لا يوجد بينكم من هو معصوم عن الشطب سوى الذين يرتهنون ويعملون لحساب العنصرية الإسرائيلية.

من المؤكد والمحسوم في هذه الحملة على العرب أن الحملة بدأت ولن تتوقف بسرعة, لأنها تلتقي مع حملة إبادة وتدمير الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية والعادلة, عبر إعادة احتلال الضفة والقطاع من اجل فرض حل إسرائيلي على الفلسطينيين. فالتصعيد الذي بدأ باعتقال عددا لا بأس به من المواطنين العرب بتهمة مساعدة "الإرهاب الفلسطيني" ومحاكمة البعض والزج بهم في السجون أو الإقامة الإجبارية في منازلهم, بالإضافة للاعتداءات اليومية التي يتعرض لها العرب في الداخل, كما حدث في جامعة القدس ومعهد صفد وبئر السبع, كذلك على خطوط و طائرات العال مع المسافرين العرب. ثم قرار إغلاق صحيفة صوت الحق والحرية, ومنع القيادات العربية من التحرك بحرية والسفر إلى الخارج, هذه كلها مؤشرات تدفعنا للاعتقاد بأن صدها وإفشالها لا يمكن أن يكون من جانب حزب واحد أو جهة واحدة, لذا مطلوب من الجميع مساعدة نفسه في هذه المواجهة بين الحق والباطل, وبين العدل والقوة, والاستعلاء والإرادة الحرة.

 

يوم غد ستوضع النقاط على الحروف, وستنكشف حقيقة هامة, تكمن في نزاهة القضاء الإسرائيلي وعصيانه على التدخل الأمني والسياسي والحكومي. فالقضاء الإسرائيلي على المحك وكذلك الجماهير العربية وقياداتها السياسية والروحية على المحك أيضا. لأنه بناء على قرارات المحكمة غدا سيتحدد المستقبل القريب وربما البعيد للأقلية العربية التي تمثل 20% من سكان البلاد. لأن هؤلاء يعتبروا العقدة التي يصعب حلها دونما أن تتخلى إسرائيل عن العنصرية التي تنتهجها وتنظمها وتنسقها منذ أكثر من خمسين عاما, وعلى أساسها تعمل ضد السكان الأصليين وتصادر أراضيهم وحقوقهم الطبيعية والبديهية.

إذا اتخذت المحكمة قرارا يؤكد منع قائمة حزب التجمع وبشارة والطيبي من الترشيح, فهذا سيعمق الخلاف الموجود أصلا بين العرب واليهود في دولة اليهود ووطن الفلسطينيين, كما انه سوف يفضح إسرائيل عالميا ودوليا, وهي ليست بحاجة لفضائح جديدة لأن سجلها حافل بالفضائح والنقاط السوداء والخروقات لكافة حقوق الإنسان والشعوب والمنظمات والسكان تحت الاحتلال. لكن العنصرية الإسرائيلية المنفلتة والتي لا تبالي بالعالمين العربي والغربي, لا تريد أن ترى العالم من حولها ولا تريد أن ترى الفلسطينيين بجوارها, لذا فهم يسجلون أعنف تعامل احتلالي دموي استعلائي استعماري مع الفلسطينيين في مناطقهم المحتلة عام 67 ومع الفلسطينيين من عرب الداخل في نطاق الكيان الإسرائيلي.

 هناك في الضفة والقطاع قتل وحصار وتدمير وتجريف ومصادرة واستيطان ومجازر ومذابح واحتلال يمارس كل أنواع البشاعة عن قناعة. أما في الداخل فيوجد نظام عنصري يمارس التفرقة العنصرية على مواطني الدولة الذين لا يعترف بهويتهم ومواطنتهم لمجرد كونهم من غير اليهود. وكون اعترافه بهم يلغي يهودية الدولة, تلك التي قامت من أجل إيجاد دولة للاستعماريين الصهاينة الذين تلاقت مصالحهم مع مصالح الاستعمار الغربي.  كما أنها لازالت تلتقي على أساس السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية وتحويلها لسوق اقتصادي خاضع لإرادة الغرب ورأس حربته الدائم الموجود هنا, أي إسرائيل.

هذا النظام الإسرائيلي الذي يعتمد في حياته على أنابيب الضخ الأمريكي واليهودي العالمي المتمثل بالحركة الصهيونية العالمية, وعلى التخبط والتشتت والضعف العربي الرسمي والكسل العربي الشعبي,أنكشف وتعرى أمام العالم , فلم تعد تنطلي أكاذيبه على الرأي العام العالمي. وهذه القضية هي المناسبة الأفضل توقيتا ومعطيات من اجل تعريته بشكل نهائي. لأن القضية تخص النظام من داخله وهي في صلب الديمقراطية الإسرائيلية التي طالما تغنت بها دولة اليهود وحدهم. هذه القضية تنتصر فعلا بوحدة الهدف الأسمى بالنسبة لكل القوى العربية داخل إسرائيل, أي القوى القومية والوطنية والإسلامية, فالوحدة شرط من شروط النجاح والانتصار, إذا فلتكن وحدتكم الحقيقية الآن في هذا الامتحان العسير ولتتفقوا على أن لا تختلفوا في مواجهة من يريد شطبكم. 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور
- قطر تحت المجهر
- السلطة الفلسطينية تحت المجهر
- لقطات من يوميات العنصرية الصهيونية
- إسرائيل تحت المجهر في أوروبا
- هشام البستاني وردة في بستان الحرية
- القاتل ينتحل شكل الضحية
- عن الانتخابات الاسرائيلية تجربة تعكس تقريبا حقيقة الواقع
- النرويج خطوة إلى الوراء
- إسرائيل تلعب بالنار
- تحية لمجلس النواب اللبناني
- الحوار الفلسطيني في القاهرة
- لصوص الأرض والمال
- لبنان وأمريكا والفلسطينيين


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء