قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 10:49
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
مُعتصم
معتصم شاب ،لا يتجاوز الثلاثين من عمره ، وقف بثقة امام الكاميرا ليجيب على اسئلة مقدم برنامج اخباري تلفزيوني وبالعبرية . لقد تحدث بطلاقة وسلاسة وعَبر عن "قضيته" ، أحسنَ ما يكون .
وهو شاب من مهاجري العمل ، أو كما وصف نفسه ، بأنه باحث عن ملجا، فهو سوداني من دارفور. وكغيره ، هناك عشرات الألاف ، الذين قدموا أو تسللوا الى اسرائيل عبر سيناء ، بحثا عن عمل ومكان آمن.
الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ، تعاملت مع هؤلاء ، على أنهم مهاجري عمل ، لكنهم يُطالبون بإعتبارهم لاجئين فارين من بلدانهم ، نتيجة المخاطر التي يتعرضون لها في بلدانهم الاصلية ،جراء الحروب والصراعات .
وطالما كانت اعدادهم قليلة ، وسوق العمل بحاجة الى أيدٍ عاملة رخيصة ، فقد غضّت المؤسسات الرسمية عنهم النظر . لكن مع تزايد اعدادهم بشكل كبير ، فقد قررت الحكومات ،اتخاذ اجراءات احترازية وعملية بحقهم . فقامت ببناء سور على الحدود المصرية ، وبدأت بإلقاء القبض عليهم وحجزهم في معسكرات تجميع .
تدخلت محكمة العدل العليا في الموضوع ، واصدرت حكما ضد احتجازهم ، بناء على التماس تقدمت به جمعيات حقوق الانسان . فقررت المحكمة بتفريغ مراكز التجميع ، بشرط عدم دخول المحررين مدينتي تل – ابيب وايلات . خاصة وان بعض التقديرات لنسبتهم من سكان مدينة ايلات تبلغ ال 10% .
أما في تل – ابيب ، فقد "خرج" اهالي الاحياء الفقيرة ، والتي يسكنها أيضا ، المهاجرون غير الشرعيين ،في مظاهرات تطالب بإخراجهم من أحيائهم ، بإدعاءات بأن المهاجرين يشكلون خطرا على سكان هذه الاحياء .
وجوابا على هذه الادعاءات ، قال معتصم ، بأنه يتفهم مرارة سكان الاحياء الفقيرة ، ويطالب معهم بإعادة تأهيل هذه الاحياء الفقيرة ، وتجديد المباني والبنى التحتية فيها . فالمشكلة هي في عدم تخصيص الميزانيات من الحكومة وليس في العمالة المهاجرة .
لكن ،ما لفتَ انتباهي وحفزني على الكتابة ، هو وضع الشباب في العالم العربي .. فالبطالة والفقر ، يدفعانهم للهروب الى اقصى بقاع الارض ، بحثا عن لقمة ..!!
هذا هو حال الامة العربية المجيدة ذات الرسالة الخالدة .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟