حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 10:17
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من يصدق أنه بعد كل هذه الجرائم والقتل والمقابر الجماعية والحروب والدمار والفساد .. أن هناك من يدافع عن حزب البعث الذي حكم العراق بالقوة والبطش لمدة ( 35 ) عاما ، بعد أن جاء هذا الحزب بإنقلاب عسكري في السابع عشر من تموز عام 1968 .
أن هؤلاء المدافعين عن جرائم حزب البعث اليوم يرتدون قناع ( الوطنية والعروبة والإسلام ) ، وهم أنفسهم الذين مارسوا كل أشكال التعذيب والمطاردة والإغتيال بحق كل المعارضين من العراقيين الوطنيين والديمقراطيين والإسلاميين وغيرهم ، وهم الذين أساءوا للقومية والعروبة من خلال غزوهم لدولة الكويت الشقيقة في عام 1990 ، وهم الذين شنوا الحرب على الجارة إيران عام 1988 ، وأن أعمالهم العدوانية في داخل العراق وخارجه لا يمكن ذكرها من خلال هذه السطور، لأنها لا تعد ولا تحصى .
وأن هناك من يقول ، بأنه ليس كل البعثيين ساهموا بهذه الأعمال الدموية فلذلك ينبغي التمييز بينهم ، هذا صحيح تماما ، أن هناك من إنتمى الى هذا الحزب بالقوة أو نتيجة للرغبة في للحصول على العمل والوظيفة وعدم الملاحقة اليومية من قبل جلاوزة النظام الدكتاتوري المنهار .
ولكن بنفس الوقت أن هناك الكثير من الذين ساهموا بشكل فعلي في هذه الجرائم التي لا يمكن أن تنسى على مر السنين ، فهل يراد منا اليوم أن نعتبرهم أبرياء ؟ ، وهل أن صدام وحده مع أعوانه قد قاموا بكل هذه الويلات والمصائب التي شملت كل العراق من أقصاه الى أقصاه ؟.
أن المجرمين من البعثيين يجب أن ينالوا عقابهم من خلال المحاكم العراقية ، على ما إرتكبوه من جرائم وحروب طيلة فترة حكمهم الأسود ، وأن من يريد أن يحمل كل هذه الأعمال الوحشية لصدام وأعوانه المعتقلين في السجون الآن ، فهو يريد تبيض الصفحة السوداء لباقي المجرمين من البعثيين .
وهذا من المستحيلات ، لأن شعب العراق لا يمكن أن يتنازل عن حقه بالمطالبة بمحاكمة هؤلاء محاكمة عراقية عادلة ، وعدم عودتهم الى الحياة السياسية مرة إخرى ، كما يريد ويعمل البعض اليوم ، ومنهم من إشترك في عملية كتابة مسودة الدستور العراقي !! ، حيث جعلوا من عملية الموقف من حزب البعث موقفا خلافيا .
وأنهم يقولون أيضا ، أن من حق هذا الحزب الدموي ذي النزعة الفاشية أن يعود ويمارس عمله السياسي ، وكأن شيئا لم يحدث خلال فترة حكمه الإستبدادي ، فكيف هذا يجوز ونحن لا زلنا نعثر بين الحين والآخر على مقبرة جماعية جديدة على إمتداد العراق ؟ .
أن البعثيين لا زالوا يتحركون سياسيا وبالعلن وتحت واجهات عديدة ومسميات مختلفة ، وإنهم من يدير أغلب العمليات الإرهابية والإجرامية التي تحدث في الوطن الآن ، لأنهم لا زالوا يملكون المال والسلاح ، ويتعاونون كذلك مع الزمر الإرهابية الوافدة من الخارج .
لذلك ينبغي أن يكون هناك وضوح حول الموقف من البعثيين الذين خططوا وقرروا ونفذوا الجرائم بحق العراق والعراقيين والجيران ، من الذين إجبروا قسرا على الإنتماء لهذا الحزب الدموي والتفريق بينهما
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟