أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حضيري يبيع الورد في التظاهرات














المزيد.....

حضيري يبيع الورد في التظاهرات


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 21:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    





يتذكر العراقيون الأغنية الأسطورية ( عمي يبياع الورد ) للمطرب العراقي الراحل حضيري أبو عزيز ، وماذا كانت تحمل من شذى ذكريات أزمنة حلوة كانت فيها رؤى المودة والثقافة وألفة العيش تغمر عوالمنا من الطفولة الى الصبا وحتى أيام الجيش ، تلك الاغنية التي أطلقت صدى فؤادها العذب من مبنى الاذاعة العراقية في بواكر التأسيس في النصف الأول من القرن العشرين وما زالت تعيش ألقها الربيعي حتى في زمن العولمة والدبابات ومنتديات دافوس وتظاهرات ساحة التحرير في بغداد وباقي مدن العراق .
عادت هذه الأغنية التي تسكن البدن العراقي من الرأس حتى القدم ، تهيج في مخيلتي هوس محبة الوطن البعيد حين شاهدت على فضائية عربية أطفال ذلك البلد يؤدون هذه الأغنية الساحرة من خلال لوحة راقصة في احدى الكرنفالات فتمنيت ان احمل هذه الاغنية الان الى بلد المتظاهر من اجل احلامه وخنق اللصوص واشاهد الاطفال والمتظاهرين ببدلاتهم الملونة يؤدون الأغنية ــ العراقية ، الأممية ــ ( عمي يبياع الورد ) للمطرب العراقي ، والمولود في مدينة الناصرية / 360 كم جنوب بغداد / حضيري أبو عزيز والذي بدأ حياته خياطاً مع عمه في مدينة الناصرية ، ثم شرطيا ، ثم مطربا متقاعدا الى حين وافته رحمه الله بداية السبعينيات ، والذي شارك رفيق صباه والفن الراحل داخل حسن في رفد التراث الغنائي العراقي بمجموعة لا تُنسى من الأغنيات الساحرة والمثيرة .
وحتما كل الاطفال الذين رقصوا على أنغام هذه الأغنية المتوهجة في ذلك البلد العربي يعرفوا مطرب الأغنية الأصلي ولم يشاهدوا وجهه البريء برأسه المدور الكبير ولم يعرفوا إنه سجل أجمل اغنياته على أسطوانة بتسجيلات في مدينة حلب ، ولكنهم حتما يترحمون على تلك الحنجرة التي أطلت على خواطرهم البريئة بهذه الاغنية السومرية العذبة ويتمنون أن يلتقطوا صورة ذكرى مع مطربها دون أن يعلموا إنه رحل عن هذا العالم منذ عشرات السنين لاتعرفون مقدار بهجة عراقيو المهجر حين تطل موسيقى الحلم العراقي في شوارع الغربة ، ورغم إن امنيتي هي أن أرى أطفال العراق يؤدون تلك الاغنية بشجن البراءة في واحد من أعياد البلاد ومواسمها وتظاهراتها ، إلا ان هذا قد يكون مؤجلاً الان بسبب ما يحصل من عنف وإرهاب وأرتداء المدن ثوب الظلمة والحذر جراء نقص امدادات الطاقة وكثرة السيارات المفخخة .
مما يجعل الورد يهاجر مع أغانيه الى البلاد الاخرى كما يفعل غيره من مسببات الجمال والفن والادب .
لا تعرفون مقدار الفرح والحزن وهما يختلطان في دمعة واحدة ، وأنا ارى حنجرة حضيري أبو عزيز تداعب بالمودة والنغم صباحات الطفولة العربية وهي تحتفي بالورد . وقارنت ذلك بإحتفاء أطفال بلادي ، فبين الوردة والدبابة ، الف سنة ضوئية ، بين الوردة والحزام الناسف الف مجرة سماوية ، بين دمعتي وقبر حضيري رحلة كاملة لأبن بطوطة .
وبالرغم من هذا يتهيج شجن الشوق الى العراق وهو يرتدي في دمشق فرحة السماع لاغنية ( عمي يبياع الورد ..قلي الورد بيش)..وأتمنى للرائع حضيري ابو عزيز ان يحمل باقات ورده ويهديها للمتظاهرين مجانا لأنه لايقبل ابدا ان يبيع الورد لأناس يقفون تحت لهيب درجة الحرارة الخمسين من اجل ان يكسروا اصنام الفساد.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى كامل شياع
- مصلحة المبايعات الحكومية
- رسائل الطواحين والنواعير
- الأهوار أنموذجا لعطش ميزوبوتاميا ..............!
- الوزير والغجرية والعميد الركن حمودي
- فيزا للمتظاهر عادل امام
- سأجيء وبيدي لاب توب
- أريج الوطن وقلب أمْ........!
- سماء سنجار ومياه الأهوار
- ( سنجار من دون طاووس وقيثار )
- مطار لجراد الأهوار
- احاديث ليل الزعفران
- الطفل ونهد الدمية
- أكتاف خالتي بنية
- دراويش الأهوار
- صَباغُ ثيابُ الحُزن
- الدراعة الانجليزية
- محمد الجزائري ( قطار البصرة ساعة 11 )
- الوصيُ وداخل حسن
- دموع ليلة الجمعة


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حضيري يبيع الورد في التظاهرات