أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عملية تل أبيب














المزيد.....

عملية تل أبيب


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 364 - 2003 / 1 / 10 - 02:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

مرة جديدة تعود المقاومة الفلسطينية لتضرب بكل قوة في تل أبيب, حيث فجر فدائيان اثنان من الفلسطينيين, نفسيهما وسط حشود من الإسرائيليين في شارعي "هجدود هعبري" و" نفي شأنان" بفارق 20 ثانية تقريبا بين الأنفجارين.

هذا وسمعت اللجنة الأمنية الإسرائيلية العليا وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي الدوي القوي الذي نتج عنهما. حيث كانوا يعقدون اجتماعا امنيا في مبنى مجاور, وحيث كان السيد شارون يجلس وراء مكتبه و يقود تلك الجلسة الأمنية. وللعلم فأن الفاصل بين مكان تواجد شارون ووقوع العملية ليس بالكبير, وحسب الصحافة فأنه قريب من مكان وقوع العمليتين, ونعتقد جازمين بأنه فهم الرسالة قبل أن يقرأها على مسامعه أي من مساعديه.

المشكلة الأساسية للسلطات الأمنية الإسرائيلية تكمن في تمكن الفلسطينيين من الوصول إلى هذه المنطقة بالذات, حيث تعتبر من المناطق الهامة أو من أهم مناطق تل أبيب حساسية وأهمية. معروف أن هذه المنطقة تعج بالتعزيزات والاحتياطات الأمنية من كل جانب ومن جميع الجهات وبكل الوسائل الممكنة. تعتقد السلطات الإسرائيلية بأن للعملية أهدافا سياسية واضحة, منها التأكيد على أن المقاومة الفلسطينية ليست في وارد تغيير استراتيجيتها في الوقت الحاضر, أو في فترة الانتخابات الإسرائيلية. وأن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين ومناطقهم عبر الاغتيالات والتصفية والتدمير وتجريف البيوت والمزروعات, والعقاب الجماعي لكافة فئاتهم, هذا كله لن يمر دون عقاب ودون جواب فلسطيني. وهذه العملية التي هزت تل أبيب وأعادت فرض الرعب على المجتمع الإسرائيلي من جديد, تعيد للأذهان سؤالا مهما, كانت فئات المجتمع الصهيوني استبعدته ولو مؤقتا من التداول.

السؤال هو هل السياسة الإسرائيلية التي اتبعت وتتبع في الضفة الغربية وقطاع غزة, كانت سياسة فاعلة ومفيدة للمواطن الإسرائيلي, وهل مازالت فاعلة أم أنها فاشلة وسقيمة تجلب لإسرائيل المزيد من الخسائر على كل الأصعدة. إذا كانت فعلا مفيدة إذن لماذا لم توفق ولم تنجح في لجم العمليات الفلسطينية التي أخذت في الفترة الأخيرة تتزايد بنوعية أفضل ونتائج كذلك أفضل. فالمقاومة تكيل الضربة تلو الأخرى للإسرائيليين من الجنود و المستوطنين وغيرهم, وكلما تمادت إسرائيل في عدوانها تزايدت إرادة الرد والتأثير عند الفلسطيني.

في مثل هكذا معادلة, ينعدم فيها الأمن للطرفين, وينكسر على صخرة تعنتها أي استطلاع رأي يعطي شارون ونهجه السياسي والأمني أولوية وأهمية ويعلق عليه الآمال, ما الذي يجعل المجتمع الإسرائيلي يراهن على اليمين الدموي, الهمجي في تصرفاته,العنصري في اختياراته وتحالفاته وممارساته؟

 أليس الفشل الأمني الموازي للفشل السياسي, عاملا مهما من عوامل نزع الشرعية عن الأب الروحي للهمجية الصهيونية الحالية. أليست التجارب تدل على أن الحل مع الفلسطينيين لن يكون إلا حلا سياسيا يعطي الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة ويعيد العقل للمجتمع الإسرائيلي الذي بات رهنا لأمزجة النخبة التي تتحكم بالكيان الإسرائيلي وبالسياسات الإسرائيلية. إذا لم يتعلم المواطن الإسرائيلي من التجارب  السابقة, فمتى سيتعلم ويصبح ناضجا لقبول التسوية التي تعطي الفلسطيني حقه الطبيعي والشرعي في تأسيس دولته الحقيقية وليس الدولة المسخ التي يراهن عليها كل من بوش وشارون ومعظم اليسار الإسرائيلي. لقد اثبت الفلسطيني على الأقل خلال فترة الانتفاضة الحالية وما بعد حملة السور الواقي, أنه لا وقاية لأحد من الرعب والهلع والعنف, مادام الشعب الفلسطيني بلا وقاية ومادامت ارض فلسطين محتلة ومستباحة.

بقي أن نسأل , هل لعملية تل أبيب علاقة مباشرة  بالحوار الفلسطيني في القاهرة؟

سؤال بحاجة لجواب مقنع خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن حوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة مازال حتى هذه اللحظات مجهول الهدف والنهاية. والمشاكل التي تواجه الأطراف الفلسطينية المتحاورة أكبر من أن تحل بحوار في القاهرة وبوساطة مصرية. القضية الفلسطينية بحاجة لدعم عربي حقيقي من الحكومات ومن الشعوب, والفلسطيني بحاجة لوحدة الصف على أسس وطنية واضحة وميدانية أكثر وضوحا, خاصة في المجالين السياسي والأمني. نقول هذا لأنه لا يوجد برنامج فلسطيني واضح الخطى والأهداف لا من جهة السلطة ولا من جهة المعارضة. والعمليات إذا لم تستثمر سياسيا فلا يوجد حاجة لتنفيذها.

 

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور
- قطر تحت المجهر
- السلطة الفلسطينية تحت المجهر
- لقطات من يوميات العنصرية الصهيونية
- إسرائيل تحت المجهر في أوروبا
- هشام البستاني وردة في بستان الحرية
- القاتل ينتحل شكل الضحية
- عن الانتخابات الاسرائيلية تجربة تعكس تقريبا حقيقة الواقع
- النرويج خطوة إلى الوراء
- إسرائيل تلعب بالنار
- تحية لمجلس النواب اللبناني
- الحوار الفلسطيني في القاهرة
- لصوص الأرض والمال
- لبنان وأمريكا والفلسطينيين
- الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد


المزيد.....




- قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا ...
- شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل ...
- التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن ...
- لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا ...
- فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
- شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا ...
- الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
- -الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
- -أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عملية تل أبيب