عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 08:59
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
في عالم يسوده التخلف والكراهية , كعالمنا العربي, نادراً ما تجد مجلة , أو صحيفة ذات منهج ديمقراطي , ومنذ أن ظهرت هذه الدورية الصحافية / الثقافية , حتى نرى الأحقاد والسموم تنهال عليها , وتحاول إجبارها على إغلاق أبوابها , فاستمرّ موقع الحوار المتمدن , جلياً واضحاً مضيئاً , مُعَزّزا ً بالعلم والمعرفة , والإرادة الفولاذية , فكان , ولا زال فتياً مملوءاً بالتصميم والحياة , التي جعلت كل مَن يتعامل معه يزهر حباً وحرية ومعرفة ، نافذةٌ فُتحت على العالم , ريحها مِسْكٌ وطيبها أناشيد أمل , وأشواكها سموم ، لا مجال فيها للمرتزقة والدجالين , مشَرّعة ُ الأبواب على الحرية والمحبة ، كُرّاهُ الحوار المتمدن , مذعورون , يخافون وهجه المضيء , لأنهّم خفافيش ليل, مرعوبون من الفضيحة , ويخافون من جرأة كتّابها وأقدامهم , وما زَجُّ بعض كتاب الحوار المتمدن في السجون , أو التضييق عليهم ( حدث هذا عبر تاريخ موقع الحوار المتمدن ولازال ) أو مساومة البعض الآخر , وفتح منافذ لهم في بعض وسائل أعلام هذه الدول أو تلك المنظمات , إلا دليل حالة الرعب التي بدأت تنتابهم , وما التضييق على الكتَّاب واستدعاءاتهم إلى أجهزة الأمن وتهديدهم , لمنعهم من الكتابة في موقع الحوار المتمدن , إلا دليل أكيد على أهمية هذا الموقع العظيم الحر , وخوف هذه الأدوات الرخيصة منه ، موقع الكتروني يتحدى الطغاة , وأزلامه , وكتَّابهم من المرتزقة الذين يرضون الذل ويُرَخَّصون أنفسهم , على ما هي رخيصة ،
فالحوار المتمدن هو عنوان الكتّاب الشرفاء الذين صَلّبَتْهُم الحياة , وأفْهمتهم لغة المعرفة ومعنى الحرية , فهم تقاطروا عليه يحملون تجاربهم وآلامهم , سلاحهم في ذلك المعرفة والصبر وقوة الإرادة يحملون صلبانهم كأفضل ما يكون الشرفاء , من أصحاب العزيمة , أما الذين كتبوا ليتسلوا في الحوار المتمدن , فما لبثوا أنْ ذهبوا أدراج الرياح , أو سيذهبون ، لأنها هكذا هي أبواب الحرية لا تعطيك سوى أشهى الأطايب , وألَذِّ المنتهى , فأنت الآن في عالم التعبير الحرّ , فإن كنت لست حراً من الداخل , ومتحرراً من المفاهيم البالية , فلا ينتابك حينئذ ٍ سوى الخيلاء الكاذب , وهذا درس آخر عظيم يقدمه الحوار المتمدن للذين يريدون مراجعة أنفسهم , والسير في ركاب الكلمة الحرة لا على حوافها
فردود الفعل " وفشّات الخلق " أيضاً لها مكان في الحوار المتمدن , لأنها تعبير عن رغبات إنسانية ,
* أن موقع الحوار المتمدن , لعب دوراً هاماً في الحياة الثقافية والإعلامية , على مستوى العالم العربي وغيره , فلا يوجد تيار يساري أو ديمقراطي , أو علماني , أو ليبرالي , أو ديني معتدل أو من أصحاب الفكر القومي , وممثلي الطوائف والأحزاب إلاّ وجدوا لهم المكان الأنسب للتعبير عن آرائهم , وطرح قضاياهم في موقع الحوار المتمدن , فهو كان ولا زال سباقاً في طرح وتبني قضية الأقليات والمظلومين والطوائف , بكافة أشكالها , ومن الذين يحترمون الأديان وكرامات الناس , والحوار المتمدن له الفضل في رفع صوت المقهورين الذين لا صوت لهم وفي المقدمة صوت المرأة , إذ هو ليس مع أي انحياز , لأنّه ينحاز إلى حفظ كرامات الناس , ويدافع عن حقوقهم في العيش المشترك والكريم
* هيئة تحرير الحوار المتمدن تمتلك روح التسامح الذي يليق بالبشر , وتضرب المثال الأكثر نصاعة على فتح الطريق واسعة لأصحاب الآراء المختلفة , لتجعلهم يتعلمون كيف يتحاورون وهذا ما نحتاج إليه تماماً , وأنا أعرف أنّ البعض من الكتاب يداري جراحه , ليستمر في الكتابة متجاوزاً كل المغريات تماماً وأسوة بهيئة تحرير الحوار المتمدن
*إنني أقول أن موقع الحوار المتمدن هو ومنذ البداية مع الإنسان , وهذا ما جعله متميزاً
* وأقول أيضاً سوف يأتي الزمن الذي يعرف فيه الناس أهمية هكذا موقع , ليس الناس فقط بل أيضاً المنظمات الحقوقية , والأحزاب الديمقراطية , والعلمانية , وأصحاب الرأي الحر , وكل المجتمعات المقهورة , أو التي تسير باتجاه التمدن , وخاصة أصحاب الرأي منها , بل الشيء المؤسف والمحزن بآن , أن لا تقف هكذا منظمات , أوفعاليات ودول تدعي الحرية والديمقراطية وتدعو إلى سلام البشر مع هكذا موقع , ولكن في الوقت نفسه , من المفرح أيضاً والمشعر بالأمل , وجعل الحياة تستحق أن تعاش , هو أن نجد , مجموعة من الكتاب أصحاب الرأي الحر , والفكر الوثاب يستمرون في الحوار المتمدن , متحدين الصعاب يداً بيد ٍ مع طليعتهم المتفانية هيئة تحريرالحوار المتمدن فتحية محبة وعرفان لهذا الموقع الجليل, وكل النبل والإكرام لهيئة تحريره , وهي تمثل ذروة الرقي فيما يصبوا إليه الإنسان من حرية الرأي
* وكل المحبة لهم وهم وضعوا أنفسهم في الطريق السائر إلى الأمام , في زمن ذهب أغلب أصحاب المواقع والصحف والمجلات والتلفزة ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة الى بيع أنفسهم تحت نعال أسياد المال ، وتزوير الحقائق ،
*ومن هنا تكمن أهمية الحوار المتمدن , نصير المظلومين في كل مكان , وفي مقدمتهم المرأة , التي كان لها الريادة أيضاً في هيئة تحريره - هذا المنارة التي ستبقى مع الأيام أنه يعرف ما يريد , لأنه وضّاء ولا يخون المظلومين
(هذه المقالة مكتوبة منذ زمن ومعدلة )
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟