مؤتمر لندن ليس المرجعية الصحيحة للمعارضة العراقية !

علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 363 - 2003 / 1 / 9 - 04:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

             
                                                                      

الأخوة الأعزاء في " الحملة من أجل المجتمع المدني في العراق "/ واشنطن / الولايات المتحدة الأمريكية :

تحية طيبة وبعد
قرأنا بتمعن واهتمام بيان دعوتكم لعقد مؤتمر للحملة من أجل المجتمع المدني في العراق على عدد من مواقع شبكة الإنترنيت ،  وقد لفت انتباهنا اعتباركم مؤتمر لندن ، الذي عقدته مجموعة من فصائل المعارضة العراقية مرجعية  سياسية لكم ولمؤتمركم القادم ، وهذا ما يتناقض تناقضا صريحا مع ضرورات الفعل الجماهيري المدني السلمي الهادف لبناء المجتمع المدني الذي يتطلب الموضوعية والحيادية في تناول ومناقشة الشأن العراقي . فمن المعلوم لكم ولجميع أطراف القضية العراقية ، إن الشخصيات والمنظمات التي حضرت مؤتمر لندن تتبنى الخيار الأول للتغيير في العراق ،وهو خيار التغيير عبر الحرب والعدوان الأمريكي  على العراق ،  وقد قيل هذا الأمر مباشرة  ومداورة .
 فالمؤتمر المذكور وبجميع أطرافه لم يناقش أبدا الكيفية أو الطريقة المؤدية الى مرحلة أو حالة " ما بعد صدام " وكأنهم سلموا مفاتيح هذه القضية المصيرية للقاصفات والدبابات الأمريكية أما هم – معشر المؤتمرين - فمعنيون بما  هو بعد ذلك ، أي بعد التدمير والمجازر بحق شعبنا !
المؤسف ، إننا في التيار الوطني الديموقراطي ، وفي مقالات وبيانات عديدة صدرت عنا،  تساءلنا عن السر في عدم مناقشة المؤتمر لموضوع الكيفية التي ستوصلنا الى مرحلة ما بعد صدام ، ولكاذا لم يطرح أي خيار آخر  أو طريقة أخرى للتغيير ، ولكن  وللأسف ، فإن أحدا لم يتجرأ ويجيب على تلك التساؤلات أو حتى يشير إليها .
  معروف لكم أيضا أن خيار الحرب ودعاته يمثل وجهة نظر واحدة ، ولكنها ليست الوحيدة ، في ساحة المعارضة العراقية ، فهناك مثلا وجهة نظر أو خيار التغيير السلمي عن طريق التعويل على الشعب العراقي لإنهاء الدكتاتورية سلميا ، وباستغلال الضغط الشديد المسلط على الدكتاتورية في الوقت الحاضر،  و من خلال توفير ضمانات وآليات أوروبية وصينية وعربية  لبدء مسيرة التغيير عبر تشكيل حكومة إنقاذ تتمثل فيها جميع قوى المعارضة العراقية ومكونات المجتمع العراقي كلها . للأسف ، جاء بيانكم ليتبنى وجهة نظر خيار مؤتمر لندن الذي عقد تحت إشراف أمريكي مباشر وسارت وقائعه وصدرت وثائقه على أسس التقاسم الطائفي والعرقي والمناطقي وبصورة غير شفافة ، و على هذا ،  فإن أي كلام عن حركة تنشد المجتمع المدني و لكنها تجعل هذا المؤتمر مرجعيتها الأساسية والوحيدة  ليست من الديموقراطية وثوابت المجتمع المدني المحايد في شيء البتة بل هو مجر ترويج سياسي لطروحات مؤتمر لندن ومحاولة لتوفير دعم جماهيري له بأساليب لم تعد خافية على أحد .
نأمل أن تكون رسالتنا هذه مناسبة  طيبة لتقوية أواصر التضامن والتعامل التضامني النقدي بين مكونات الحركة الديموقراطية العراقية ، وننتظر  أن تجد ملاحظاتنا لديكم ما يناسبها من الاهتمام والمراجعة .
كما نرفق لكم بالمناسبة النداء الذي أصدره تيارنا بهدف عقد مؤتمر  جديد  للمعارضة العراقية المؤمنة بالتغيير عن طريق كبح الحرب وإنهاء الدكتاتورية  سلما والذي سيعقد على أسس وطنية لا طائفية ولا عنصرية وعلى أساس آليات وأساليب ديموقراطية وشفافة  تنأى عن منطق الصفقات وتوزيع الغنائم السياسية وسوف ستكون ملاحظاتكم وآراؤكم موضع ترحيبنا واهتمامنا من أجل خدمة الحركة الديموقراطية العراقية ومن أجل السلام والديموقراطية لشعبنا العراقي .
و تقبلوا أطيب تمنياتنا .

علاء اللامي
عن المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي
جنيف : 8/1/2003

#علاء_اللامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات