حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 18:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رجال الدين والسياسة ..
أخلاق رجال الدين لا تظهر في تعاملهم مع الأكابر ، فقد يكونون مضطرين لتحسين سلوكاتهم معهم تصنعاً أو تملقا لهم أو خوفا منهم ، و إنما يظهر فضلهم و يتبين نبلهم في تعاملهم مع من دونهم ، و أعظم ما يمكن أن يقدمه رجال الدين لأي إنسان ، ليس فقط أن يفرض عليه عقائدهم ، و إنما أن يترجموا تلك العقائد إلى تصرفات يومية و إنسانية بسيطة ، لأن العقائد لا تفرض على الجماهير بسهولة ، لأنها بكل بساطة ، ليست مسبحة درويش و لا عمامة متمشيخ ، ولا سجادة متعبد تمنح هدية ، إنما هي علم و عمل ، دين و دنيا ، روح و مادة ، وقار واستقامة ، تخطيط و تنظيم ، تنمية وإنتاج ، إتقان و إحسان ، تفكير وتغيير .
فرجال الدين وفقهاؤه ، بفعلهم و خلقهم و ليس بنطقهم و مقالهم ، وقد صدق ابن تيمية حين قال فيهم : "فلا يغرنكم من قرأ القرآن ، إنما هو كلام نتكلم به ، ولكن انظروا من يعمل به"
وقد أصاب ملكنا نصره الله حين أصدر قراره التاريخي بمنع الأئمة والخطباء وجميع المشتغلين بالمهام الدينية من "ممارسة أي نشاط سياسي أو نقابي في الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي "المساجد" ، والاشتغال فقط بالأعمال العلمية والفكرية والإبداعية ، التي لا تتعارض وطبيعة مهامهم ، مع وجوب التحلي بصفات الوقار والاستقامة والمروءة و ارتداء اللباس المغربي ، حفاظا على ثوابت الأمة وبناء مجتمع متراص متضامن، ومتمسك بمقوماته الروحية، و متفتح على روح العصر ، ومبتعد عن كل تعصب أو غلو أو تطرف يخل بطمأنينة وسكينة وتسامح وإخاء المغاربة ..
حميد طولست[email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟