رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4904 - 2015 / 8 / 22 - 21:30
المحور:
المجتمع المدني
حمار الدولة الأردنية
حركة التقدم في العالم أصبح ملازمة للإنسان في كافة نواحي الحياة، فسرعة التكنولوجيا جعل كل شيء يبدو قريبا وفي متناول اليد، لكن بعض الدول العربية ما زالت تعيش في العصر الماضي، عصر التنقل على حمار أعرج، فهذا الحمار ما زال يحمل الأوراق الخاصة بالمواطن الفلسطيني، وينقلها من دائرة الجوازات إلى دائرة المخابرات، من هنا نجد المدة التي كان يقتضيها الحصول على جواز السفر في بداية السبعينيات من القرن الماضي أسبوعين، مازالت كما هي حتى الآن، رغم وجود الكمبيوتر وعصر ألنت، فالحمار لا يمكن الاستغناء عنه في دوائر الدولة، فهو الذي يقوم بتعطيل مصالح المواطن، وبما أنه متخصص بالقيام بهذا الفعل، فلا بد من الاحتفاظ بخدماته.
والمسألة الثانية التي تتعلق بدور الحمار، تكمن في الأسلوب الذي يتم التعامل به مع المواطن الفلسطيني الخارج من جسر الأردن إلى فلسطين المحتلة، فهناك نظام خاص وضع للفلسطيني، يتمثل بتسليم جواز السفر إلى شخص خلف الشباك، ومن ثم يجلس المواطن، إلى أن يتم الصراخ عليه وكأنه مجرم مطلوب لغرفة التحقيق، وكل من يبدي الامتعاض أو التذمر، يأتيه نهيق الحمار مهددا، "سأبقيك حتى آخر باص".
فهذا الحمار/الموظف يمثل وجه الدولة، الدولة التي تتغني يوميا باحترام المواطنين والضيوف عليها.
كان في السابق يتم التعامل بنظام الأرقام، من خلال المناداة على الرقم صاحب الدور، لكن الحمار احتج على فقدانه لدوره، من هنا استجابة الدولة لاحتجاجه تم إعادة التعامل بهذا الشكل المهين لكي تلبي مطالب الحمار.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟