أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابو حيان التوحيدي - الالحاد...الصديق القديم للعقل














المزيد.....

الالحاد...الصديق القديم للعقل


ابو حيان التوحيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 05:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الالحاد وجد دائما عبر التاريخ منذ القديم, حيث نجد ان كلمة azeosخرجت من zeos في اليونانية حيث ال ( a) تستخدم للنفي في اللاتينية, وهكذا فهم ينفون الاعتقاد بوجود زيوس. وسنجدهم يقومون باثارة تساؤلات عقلية فهذا هو ابيقور يتسائل:

هل يريد الله ان يمنع الشر , لكنه لا يقدر ؟

حينئذ هو ليس كلى القدرة

هل يقدر , لكنه لا يريد ؟

حينئذ هو شرير

هل يقدر ويريد ؟

فمن اين يأتى الشر اذن ؟

هل هو لا يقدر ولا يريد؟

فلماذا نطلق عليه الله اذن؟


عند العرب وعندما استقبلوا القران , اذا ما راقبنا الادلة التي اثارها من رفضه لوجدنا انها تستند على المعرفة العقلية الحسية, ونجد انهم طالبوا محمد بمطالب قابلة للمعاينة الحسية, ولذلك ما كان منه الا ان قال لهم " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها " !!!

سنجد القران يصف الاعراب بانهم"الاشد كفرا" , لان القران لم يخلبهم ب " اعجازه البياني و البلاغي" فهم اهل البيان واهل البلاغة.

في مرحلة لاحقة سنجد الكثير من الشخصيات كابن الراوندي وغيره , ولكن كثيرا ما يستوقفني هذا الكلام لعمر الخيام ولنتأمل هذا الكلام المؤثر الذي يدعونا للتأمل ويحرضنا على التفكير في تلك العلاقة بين الانسان و" الله" :

ونحو تلك الكأس المقلوبة التي تدعى السماء

التي تحتها نعيش ونموت كالحشرات ,

لا ترفع يدك طلبا للعون

فهي ايضا مغلوبة على امرها مثلي ومثلك

لكي نستطيع ان نفهم لماذا لم يتبلور الالحاد وينتشرالا بعد التنوير وانتصار العقل في اوروبا, علينا ان نفهم طبيعة الثقافة التي كانت سائدة في العصور الوسطى , يقول المؤرخ جاك لوغوف:

" ان التحدث عن الثقافة في القرون الوسطى يعني التحدث عن شئ واحد فقط: الكتاب المقدس او التوراة او الانجيل. فالكتاب المقدس هو الكتاب المرجع بامتياز, انه المرجع الاعظم في اوساط التدين واوساط اللاتدين, عند المؤمنيين كما عند المعارضين, عند الامتثاليين كما عند اللاامتثاليين, وايا كان مستوى ثقافتهم ومعرفتهم فان اناس العصور الوسطى كانوا يجدون في الكتاب المقدس اساس المعرفة والحقيقة "

بعد هذا الكلام, هل نسستغرب ان يقول اينشتاين مثلا ان الله لا يلعب النرد!!! المفكريين هم ايضا بشر وتربوا وعاشوا في محيط اجتماعي معين, ولا يستطيعوا ان ينفصلوا عنه الا بحدود قد تتسع او تنقص, لكي نتموضع اكثر في تلك اللحظة اعتقد سيبدو لنا من الاهمية تذكر ذلك القول الشهير لديكارت " الفيلسوف يتقدم مقنعا على مسرح العالم" , محاكم التفتيش كانت تشتعل في عصرهم , وهكذا سنجده يكتب كتابه الشهير" تأملات ميتافيزيقية" ويهديه لفقهاء السوربون ليكسب رضاهم, اهدى كتابه الى اولئك الذين كانوا يصدرون بايديهم فتاوي التكفير والقتل!!! هل كان ممكن بهذا الجو ان ينتشر الالحاد؟؟؟

لكي يتبلور الالحاد كما حدث في مرحلة لاحقة كان لا شك يحتاج الى وقت , كان يحتاج الى تغير تلك الثقافة التي تحدث عنها جاك لوغوف, كان عليه ان ينتظر انتصار العقل .

بعد القرن الثامن عشر سنجد ان الموقف بدأ يختلف وسيمتلك الملاحدة الدعم الفلسفي والعلمي الكبير والعلني, سنجد بول سارتر وسنجد راسل مثلا.

انتشار الالحاد كان يحتاج الى انتصار العقل وفرض نفسه في اوروبا, والمطالبة بان ينتشر الالحاد قبل انتصار العقل هو مطلب " لا تاريخي" فوق تاريخي. وهكذا وفي احدث الدراسات الصادرة عن مجلة " Nature بخصوص هذا الموضوع . سنجد ان 7% فقط من العلماء الرئيسيين في الاكاديمية الوطنية للعلوم يعتقدون بوجود احد انواع الالهة, في حين 93% الباقية منهم يعتبرون لا ادريين او ملاحدة.



#ابو_حيان_التوحيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابو حيان التوحيدي - الالحاد...الصديق القديم للعقل