أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داليا عبد الحميد أحمد - التعليم والثقافة أمن قومي للدولة المدنية














المزيد.....

التعليم والثقافة أمن قومي للدولة المدنية


داليا عبد الحميد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



علي إعتبار التعامل مع الأزمات العاجلة وليس حلها حل جذري، وعلي إعتبار أن الوعي والمعرفة المباشرة والآنية مسئولية الإعلام القديم (المساجد)، والحديث (الصحافة والإنترنت والفضائيات) تكمن فكرة الأمن القومي العسكرية فقط، ولكن مفهوم الأمن القومي السياسي لا يقتصر علي ذلك المنظور الضيق، بل يتسع للتنمية، وأولها تلبية الخدمات الأساسية لأكبر عدد من السكان، دون إشتراط أي جودة.
وقد كان أن زحف الكم علي الكيف، وتعطلت التنمية الحقيقية، لدرجة أننا لسنا في مواجهة أزمات بل كوارث، ولو بحثنا عن العنصر البشري لنجده الآن هو الكارثة، مع أنه جزء تنموي هام، وإستثمار أمثل أفضل وأبقي من إستثمار الأموال وثروات الطبيعة والتاريخ والجغرافيا.
فهل نحن بدأنا في إستثمار التعليم؟ لنحصد بعد سنوات أجيالا تعيش الواقع ومتطلعة للمستقبل
التعليم، فالتعليم والثقافة هما طريق الحياة المدنية والسِلم الإجتماعي والانتماء للعصر وللوطن معا.
سقطت مصر في مجانية التعليم، وتوسعة حجم الطبقة المتوسطة كما وليس كيفا، بزيادة الأبنية التعليمية المدرسية والجامعية، ورفع أعداد الملتحقين بها مع عدم القضاء علي الأمية، وإستمرار مقررات الحفظ والإنغلاق الفكري، والغش الجماعي، والدروس الخصوصية التي أصبحت وباء مصري خالص، والتعليم الديني الغارق في القدم وعفن كتب التراث، وزيادة أنواع التعليم الخاص والإستثماري دون رقابة وجودة حتي أصبح في أغلبة لا يعطي المرجو منه والمتوقع.
وما معني أن يلتحق بالجامعات كل هذه الإعداد، وأن المؤهل الثانوي العام شهادة غير ذات قيمة وغير منتهية؟!..
وعن وزارة الثقافة فكل ما نراه من قصور الثقافة والبيوت الفنية التابعة لها تعمل بأقل كفاءة وهدر مادي ومعنوي، وبطأ شديد وإنفصال عن الزمن، وأخيرا بدل أن ننتبه للواقع الثقافي ونسرع من خطواته لدعم الدولة المدنية جاء من يهدمه ويقضي عليه نهائيا إرضاء للأزهر والسلفية بوزير أزهري بميول إخوانية بوزارة الثقافة، ووزير تعليم لا يريد أن يواجه كارثة صفر طالبة الثانوية العامة والآن يدخل في ديلمة مع المشايخ حول حجاب الأطفال في المدارس يمنع أو لا يمنع، والسبسي في تونس منع الحجاب في المدارس بفضل تعليم أفضل منذ حكم الحبيب بورقيبة.
نعم الثقافة والتعليم أمن قومي. وإلا سيحكم ما هو أسوأ، فدون أن يشارك مجتمعيا وسياسيا ويعي ويعرف المواطن والفرد حقوقه ووجباته لتحقق الدولة المدنية بتدرج وتراكم، سيوجه ويكون لعبة في يد حُكم -ديكتاتوري أو معارضة -دينية -مذهبية -فاسدة -إرهابية أو إعلام خاص وفنون مفروضة عليه تسويقيا وإعلانيا، وحياة فارغة عقليا ووجدانيا بتفاهات إستهلاكية و تدين شكلي فلا يمكن من كل ذلك أن نجد تنوع وتعقل ومنطق وتجدد وتطور وإنتاج وتميز وإبداع، وبالتالي فالتنمية الحقيقية مستحيلة مع خلو الخطط عن مواكبة التعليم والثقافة لأخر ما وصل إليه العالم المتقدم. فحتي إحتياجات سوق العمل سقطت من الحسبان.
فلعلنا لازلنا نعيش في الأمن القومي العسكري ولا وجود للأمن القومي بمفهومه الشامل التنموي الحديث.
فلا ننتظر في مصر كفاءة سياسية ولا إقتصادية، ولكن سيظل الواقع ملئ بالفساد والصراعات العنيفة لا التنافس العملي والعلمي في الحياة المدنية، ولعلنا لن نستطيع الخروج من الدائرة المفرغة التي كتب عنها، وحذر منها المفكر فرج فودة وأحيلكم إلي كتابته:
"هنا تبدأ الدائرة المفرغة فى دورتها المفزعة. ففى غياب المعارضة المدنية، سوف يؤدى الحكم العسكري إلى السلطة الدينية. ولن ينتزع السلطة الدينية من مواقعها إلا الإنقلاب العسكري، الذى يُسلم الأمور بدوره، بعد زمن يطول أو يقصر، إلى سلطة دينية جديدة. وهكذا. وأحياناً يختصر البعض الطريق فيضعون العمامة فوق الزي العسكري، كما حدث ويحدث فى السودان.

الخروج من هذه الدائرة المفرغة، ضرورة..
والتواصل مع الشرعية الدستورية، مسألة حياة أو موت..
والشرعية الدستورية لا تتسع لهذا أو لذاك. فكلاهما خطر عليها، ومدمر لها، والذى يُفضل أحد البديلين على الآخر، يستجير من الرمضاء بالنار."
د. فرج فودة - حديث عن آفاق المستقبل
من كتاب "حتى لا يكون كلاماً فى الهواء"
1973



#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعلام الإسلام السياسي دعوة لحرب دينية
- تغطية المرأة لإرضاء المجتمع الذكوري
- عذابات وعقوبات نفسية من إبتداع السلفية
- لماذا إرتديت الحجاب؟!
- محاط بالشكوك إلي أن يثبت العكس
- هل حقا يوجد طب نبوي و طبيب مسلم؟..
- شعراء العامية ملامح مصر وذاكرتها
- ليس دفاعا عن د. خالد منتصر
- الاهتمام الفضيلة الناقصة ..
- لهذ لا ننتظر من الأزهر تجديداً ولا إصلاحاً
- لهذا لا ننتظر من الأزهر تجديداً أو إصلاحاً
- المربع صفر تكراراً ..
- عن المرونة كمفهوم قديم حديث
- التدين هروبا ..
- ننضج بالتدرج من الإحتياج إلي التعاون ثم المسئولية
- نكره التآمر! .. أم نخاف التآمر! .. أم لا نستطيع التآمر! ..
- سم الإخوان من الطبقة الدنيا لإنهيار المجتمع
- المربع صفر(2) إصرار
- في مواجهة مرضي العنف
- المربع صفر إختيار!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داليا عبد الحميد أحمد - التعليم والثقافة أمن قومي للدولة المدنية