أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد طولست - من وحي الانتخابات . متسلقو المجالس !!














المزيد.....

من وحي الانتخابات . متسلقو المجالس !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4902 - 2015 / 8 / 20 - 20:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من وحي الانتخابات .
متسلقو المجالس !!
السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانا ، لكن الغرور قد ينفخ البعض إلى حد الامتلاء ، لكنه لا يرفعهم إلى أعلى القمم بأي حال ، ورغم أن الخداع والكذب والغرور ليس عملا واعيا عند السياسيين ، لكنه يبقى غريزة فيهم ، لا يعدلها عمل آخر من سلوكياتهم ، لما يرون في أنفسهم من التميز وأنهم الأجدر بأرقى مناصب البلاد ، وأفضل خيراتها ، تثار كلما حال بينهم وبينها حوائل العرف والعدل وحقوق الوطن والمواطنين عليهم.. فلا يتورعون في اللجوء إلى أساليب قدرة لحيلولة دون وصول كل مناضل شريف لمراكز القرار، وذلك بتبني كل من ضعفت صلاتهم بالوطن والمجتمع من أنذال الحزب ، الذين يعيشون في أحضان ورعاية شفعائهم ،الذين يدفعهم لذلك قلق غريزي لترصين وجودهم المادي وتكديس أكبر كم ممكن من ضمانات البقاء في السلطة .. ويبدو ذلك بجلاء كلما راقبنا ما يدور بساحتنا السياسية والاجتماعية - التي أهوى تتبعها منذ أن وعيت – حيث نقف على قصص غريبة تأخذ العقل في رحاب متاهات الخيال الفسيحة ، قصة أحد الذين قلبت الانتخابات حياتهم رأسا على عقب ، فأصبح غنيا يملك السيارات الفارهة ، و العمارات الشاهقة ، والضيعات الممتدة ، ويرتدي السلاسل الذهبية المتدلية والأزياء "السينيي" الغالية ، بعد أن كان يتستر بخرق بالية ، ويستجدي السيجارة وأشياء أخرى أخطر ، يوم كان صعلوكا وقحا ، سليط اللسان ، سيء النية ، يكثر النفاق ، ويجيد التلاعب بالكلام ، لا يصون لسانه عن أكل لحوم البشر غيبة ونميمة وفتنة وسخرية ، إذا سمع خيرا عن أحد كتمه ، حتى لو كان من أصدقائه ، وإذا سمع عنه شرا أذاعه ، حتى لو كان من أقرب أقربائه ، لقد كان من أخلص شيعة إبليس وزبانيته ، الذين ووطدوا أنفسهم على كل ما يعيبها ، لا فرق لديه بين الخطأ والصواب ، ضعفت صلته بالحق والعدل منذ عقود ، عينه صغيرة لا ترى إلا الدنيا ، وقلبه ضيق لا يفكر إلا بها ، لا يحزن على قلة ما عنده ، ويغتم على ما عند غيره ، يدفعه تعطشه ليكون مهما لقبول أن يكون أداة تهديم ووسيلة تحطيم لآمال كل خلوق أمين ، بالوشاية والتزوير والكذب والخداع ، وقد يستعمل أحياناً كثيرة في تهشيم ضلوع كل مناضل أمين شريف ..
لابد انك صادفت أو تعرفت في مكان ما على شخص أو أشخاص في مثل مواصفات هذا الكذوب الخدّاع المنافق ، ممن يجيدون التسلق على أكتاف غيرهم بالخفة البهلوانية ، ويتقنون الصعود على الرؤوس بالقفزات الشمبانزية ، ليبقوا وحدهم في الصورة ، بحثا عما هو أعلى ، ليس بجهدهم ولكن بسلب جهود غيرهم ، وبمباركة شفعائهم ، الذين يمنون النفس بيوم يصبح فيه المناضل الصادق غريباً منبوذاً ، خالي الوفاض من إي تطلع إنساني ، لا يطالب بإصلاح أو بمحاربة فساد ، وقد تحول إلى عبد مستسلم ، لا يؤخذ له رأي، ولا تسند إليه أمانة، يتوارى من الناس حياء ، ويعتزل كل محافلهم خجلاً ، من مجتمع عمه الأنذال وأصبح سلوكهم وكأنه سنة من سنن الحياة ، أو كأنه من مبدأ من المبادئ الوطنية..
ونكاية في كل شريف عفيف في حزب كان عتيدا بهم وبمناضليه الغيورين ، وفي تواطؤ سافر مع أحد القادة نصف المشهورين، وجد أحد الأشخاص -الذين تنطبق عليه نفس الصفات السابقة- طريقه نحو الظهور والثراء والسلطة ، من خلال أيادي شفيع حزبي Sponsor، parrain متخاذل ، والذي كان صاحبنا المتسلق عينه المسلطة على المناضلين ، أي أنه كان مجرد "شكام " من باقي مخبريه وزبانيته ، وساعِده القوية الضاربة ، التي يُحملها أقدر أعمال التشويش وأخس أنواع البطش ، التي يندى لها الجبين ، كلما حال بينهم وبين تحقيق رغباته وأهوائه -التي لم تُنزل الله بها من سلطان في عالم الحزبية والتحزب .
وفجأة ، انفتحت أمام صاحبنا الباب على مصراعيه إلى عالم السياسة ، وإذا به يصبح ، وبدون استئذان أو مقدمات ، شخصا مهما في البلاد .. يلوح من وراء زجاج السيارات الفارهة ، بيد ملطخة بعار خيانة الأمانة ، ونذالة تبديل المبادئ وضرب القيم ، ويظهر على الفضائيات كخبير سياسي وزعيم نقابي ، بعد أن مهد له شفعاؤه خوض الانتخابات البرلمانية ، وفي ثقافة مطبوعة بالأميّة السياسية ، يروي الشفعاء متباهين ، من الحكايات عن صنيعهم أنواعًا وأصنافًا ، منوّهين بين الجمهور بفضائل الديمقراطية ، على أنه من إفرازها ، بينما هو وهم ينبعث من متطلبات النفوس المواطنين الحائرة ، التي تتلاعب بها الدعاية السياسية ، التي تساعدهم على خداع أنفسهم ..
كم أحزن لغباء أولائك الشفعاء parrains الذين يمهدون الطريق إلى خيرات البلاد ، سالكة أمام المفسدين من متسلقي جدران المجالس -الذين لا خطط لهم من اجل خدمة ورقي هذا الوطن، أو حتى من أجل مساعدته للخروج من عنق الزجاجة سياسيا.. واقتصاديا واجتماعيا - ليعيثوا في كل طيب فيها فسادا ، ويضيعوا عليها وعلينا مواعيد ثمينة ووقتا غاليا ، وهم لا يدرون أن ذاك الذي يشتروه اليوم بالمال ، سوف يأتي يوم و يشتريه غيرهم ، لأنه إرهابي لا دين له ولا لون ..



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نبخل بالكلمة الطيبة الساحرة؟؟
- -الإتيكيت- او أخلاقيات وذوقيات التعامل
- آه يا خوفي من آخر المشوار
- استراحة في الحي اللاتيني ، أقدم أحياء باريس
- من المستحيل أن أنتخب كذاباً غشاشاَ خداعاً ؟
- لاتظلموا قلمي !!
- علة تأخر المجتمع العربي والإسلامي .
- جلسة ممتعة بأحد مقاهي الحي اللاتيني بباريس
- مجالس الحشيش الرمضانية. مقهى اسطنبولي بفاس الجديد نموذجا
- ثقافة الانتماء السياسي !!
- الكفتة أكثر الأكلات المستهلكة بشراهة
- آيات القرآن الكريم نغمة للهواتف المحمولة !!
- الاعتياد على الشيء يفقد الشعور بوجوده !!
- ذكريات العيد التي لا تبلى ..
- إنما هي قضية أخلاقية بالمقام الأول !!
- تشابه الفكر الظلامي واختلاف طرق تصريف المواقف..
- ليس محض صدفة انتشار المرجعية الفكرية الظلامية على امتداد الب ...
- مقابرهم ومقابرنا ؟؟ -المقابر المَشَاهد-cimetières paysage نم ...
- ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..
- شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد طولست - من وحي الانتخابات . متسلقو المجالس !!