أكبر مقبرة في التاريخ

عمار عرب

الحوار المتمدن-العدد: 4902 - 2015 / 8 / 20 - 02:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قال إبن خلدون رحمه الله : إن إتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء بل يعني أن الأحياء اموات ..
و تصديقا لهذا الكلام أقول : إن مجتمعاتنا الشرقية إلى حد كبير لا تتبع التقاليد فقط بل و تعبدها إلى حد كبير فإذا كان إرضاء عقلية المجتمع الفاسدة و الخوف من لوم فلان وعلان أهم من إتباع الله عز وجل نفسه فنحن إذا لا نعبد الله ولكن نعبد صنما وهميا في عقولنا إسمه ( العادات والتقاليد ) ..
نمارس بسببه القمع والاضطهاد والدكتاتورية الثقافية والفكرية على أولادنا وخصوصا بناتنا اللواتي فرضنا عليهن تقييدا مجتمعيا مخيفا في اللباس (كجريمة النقاب ) و السلوك النفاقي و أضطهاد التفكير ففقدن كيانهن و انسانيتهن و ضاع تميزهن في طريق إرضاء المجتمع الذكوري ...فلا خير في مجتمع يختصر فيه معنى الشرف في فرج امرأة بدلا من شموله كل معاني التطور الإنساني من العطاء في العمل مرورا بالصدق والأمانة و انتهاء بحماية التعايش والسلم الأهلي ونبذ العنصرية والتطرف ..
و بذلك كنا نحن أحد أهم الأسباب في تحويل أبناءنا إلى كائنات آبائية مشوهة عقليا غير قابلة للتطور بل تستمتع باجترار كل تخلف أصنام السلف وإعادة إنتاجه ولو مئات وآلاف المرات دون أدنى قدرة على المحاكمة المنطقية الإنسانية ولو حتى على الأقل لكلام الله عز وجل في قرآنه الذي ذم الآبائية و الإتباع الأعمى للعقل التراثي الجمعي وخاصة المجتمعي منه ..
يقول الله جل وعلا في قرآنه عن هؤلاء الآبائيين (( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ))
و بالتالي لو قمنا بإسقاط كلام ابن خلدون على أرض الواقع فنقول بكل راحة ضمير إن هذه المنطقة الشاسعة في شرقنا هي (( أكبر مقبرة جماعية في تاريخ المجتمعات البشرية ))..
اهيب بإخوتي المهاجرين الجدد إلى بلاد النور لأي سبب من الأسباب ممن نجوا بأنفسهم من بلاد الخوف والقمع بأن يتركوا أصنامهم في بلدانهم ولا يحضروها معهم كي ينجوا بعقولهم وعقول أبناءهم أيضا ...فأنتم الأمل في إعادة بناء هذا الشرق في يوم من الأيام على أسس من الخيرية الإنسانية والحب المجتمعي و السلم الأهلي و إحترام الحرية كقيم أساسية لا غنى عنها لنهضة أي أمة ..
و العوض بسلامتكم

د. عمارعرب 19.08.2015

#عمار_عرب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات