أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - الفارس -بدر عبد العاطي-














المزيد.....

الفارس -بدر عبد العاطي-


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 18:16
المحور: المجتمع المدني
    


ما أكتبُه في هذا المقال، هو ما وددتُ أن أقوله في الحفل الذي أقامته السفيرة الجميلة مشيرة خطاب، الأسبوع الماضي ببيتها على شرف السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السابق، احتفاءً بجهوده النبيلة، وتوديعًا له حيث يتركنا ليتسلم منصبه الجديد سفيرًا لنا في برلين أوائل الشهر القادم. لكنني آثرتُ أن أسجّل كلمتي هنا، لأن "ما لم يُكتب، كأنما لم يحدث”، كما تقول ڤ-;-رچينيا وولف.
والحقُّ أن عشرات المقالات قد كُتبِت عن نُبل هذا الرجل ووطنيته وحرصه على سلامة المصريين وكرامتهم خارج أوطانهم؛ في اللحظات العسرة، فضلا عن تكريمات شتّى نالها من رموز وطنية باذخة. ولهذا ستكون كلمتي هذه مجرد رقم من أرقام، وزهرة نحيلة لا يحتاجها هذا الفارسُ ضمن زهور كثيرة تُرصّعُ إكليلًا يزيّن جبينَه. على أنني أكتبُ كلمتي من أجلي، لا من أجله. أكتبُها لأُسجّل على التاريخ أنني شهدتُ رجلَ دولة من الطراز الذي نقرأ عنه في كتب التاريخ، ولا نصادفه كثيرًا.
قرأنا ما قامت به الخارجية المصرية من استئجار أماكن على طائرات وسفن أمريكية وروسية لاستعادة المصريين المحتجزين في اليمن مع بداية حرب السعودية على ميليشيات الحوثيين. لكنني لم أقرأ، بل عايشتُ بنفسي ما قام به ذلك الفارس النبيل لاسترجاع أبناء مصر في ليبيا بعد تفجير مطار طرابلس العام الماضي. حيث اتصل بي مواطنٌ مصري يستغيث لإنقاذ شقيقه ورفقائه من بسطاء مصر ممن يعملون في مجال المعمار، بعدما سطا عليهم بعض البلطجية وسرقوا أموالهم وجوازات سفرهم. اتصلتُ فورًا بالسفير بدر عبد العاطي، وبعد دقيقتين هاتفني سفيرُنا المصري بليبيا ليستوضح بعض التفاصيل، وخلال ساعات علمتُ أن سفارتنا المصرية في طرابلس اتصلت بالمحتجزين الفقراء وطلبت منهم التواجد بالمطار في اليوم التالي للعودة إلى مصر، بعدما استخرجوا لهم وثائق سفر. وفي التاسعة صباحًا كان مندوب السفارة في انتظارهم بالمطار لتيسير إجراءات السفر، حتى لحظة ركوب الطائرة. وفي المساء، وصلتني رسالة جميلة من المواطن المستغيث: “أكتب لك من مطار القاهرة. وصولوا بالسلامة.”
حكايةٌ لا نقرأ مثلها إلا في الدول التي تحترم قيمة الإنسان، وتكتب على جواز سفر أبنائها: “جيش الدولة وأساطيلُها يتحركان من أجل هذا المواطن.” ولولا أنني كنتُ شاهد عيان على هذه الواقعة، ربما ما صدقتُها. ساعاتٌ قليلة فصلت بين استغاثة مواطن حزين كان يتهيأ للقب "شقيق الشهيد"، وبين رسالة فرح تقول: “شقيقي وصل إلى أرض الوطن سالمًا.” لهذا تجرأتُ وقمت بعمل، قد يراه البعضُ غير أخلاقي، حيث نشرتُ للقراء رقم هاتف السفير بدر عبد العاطي في مقال نشرتُه بالمصري اليوم بتاريخ 7 أبريل 2014، عنوانه: “النبلاء ينقذون أبناءنا في ليبيا" مشيدةً بمسؤول محترم يؤدي دورَه في صمتٍ بعيدًا عن الأضواء. وما فعلتُ هذا إلا ليجد أقارب المحتجزين جسر تواصل مباشر مع هذا الرجل النبيل، وليسامحني على ذلك.
يتصارعُ الآن داخلي شعوران نقيضان: الحزنُ لأننا سنفتقد رجلا كهذا نحتاج إليه في الوطن، والفرح بأنه سيكون سفيرنا في ألمانيا. لكن شعور الفرح ينتصرُ في النهاية لأن وجوده هناك سيعود بالخير على مصر، نظرًا لهول مكانة ألمانيا صناعيًّا واقتصاديًّا، وكونها الدولة التي لم ترحّب كثيرًا بثورة 30 يونيو الخالدة، والأخطر، بوصفها المعقل الثاني عالميًّا لتمركز الإخوان المجرمين بعد بريطانيا. لهذا فوجود رجل بحجم بدر عبد العاطي صوتًا لمصر هناك، سيكون له بالغ الفائدة في دعم مسيرتنا الشاقة في دحر الإرهاب وتنوير العقول المُضلّلة، وتبصير الألمان بموقف مصر الحقيقي ومشيئة المصريين الحاسمة باستعادة مصر ونهضتها.
أيها الفارسُ النبيل بدر عبد العاطي، بحجم حبّنا لك، وبقدر ما سنفتقدك هنا، بقدر ثقتنا أنك أهلٌ للمهمة الشاقة التي تنتظرك في برلين، وبحجم دعائنا لك أن يسدد اللهُ خطاك.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال الغيطاني، ستعيشُ ألفَ عام
- سجّلْ يا زمان
- رئيس الغلابة
- قالت المحروسة
- قبطانةٌ على صفحة مياه القناة
- ماذا قال لي يختُ المحروسة؟
- هل تغفرين لنا يا مصرُ؟
- على متن يخت المحروسة
- هالةُ الأموات … تُجرّم نقدَ ما فات
- صخرتان من أرض القناة
- بلحةُ المحب... قضية
- نفرتيتي.... جميلةٌ أتلفها الهوى
- على شرف علي الحجار
- يقول الدواعش... يقول المصريون
- هديتي للرئيس
- التكبير في ساحة الكنيسة
- لا تقتلوا الخيرَ... والتمرُ خيرٌ
- 30 يونيو رغم أنفكم يا هالوك الأرض
- الله يسامحك!
- فارسٌ وجميلة وبعض خيال


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - الفارس -بدر عبد العاطي-