أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - علي عرمش شوكت - محكمة تأريخية تحت نصب الحرية














المزيد.....

محكمة تأريخية تحت نصب الحرية


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 15:23
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من حسنات الطبيعة جيولوجية في العراق، ان البلد غير واقع فوق خط البراكين الطبيعية، الا انه ينطوي على براكين بشرية، اشد وقعاً اذا ما انفجرت، والتاريخ شاهد على ذلك. ان انتفاضة 31 تموز 2015 كانت انموذجاً منها، انفجرت وقد سبقتها مقدماتها ، متجلية باضرابات ومظاهرات معلنة عن كوامن البركان القادم، لقد تجاهلتها الحكومة المأزومة هي الاخرى، لكونها متخمة حتى الثمالة بفساد مالي واداري واخلاقي سافر. وعليه امسى العراقيون لا يختلف من بينهم عاقلان على حتمية "الثورة" لذلك نزلوا سيلاً بشرياً قض مضاجع المفسدين المتسترين بالدين زيفاً وبهتاناً. وبخاصة عندما انطلقت حناجر الجموع الهادرة هاتفة " باسم الدين باكونا الحرامية ".
ان حرامية العراق اليوم لم يتمالكوا انفسم حتى غدا بعضهم هارباً مستعيناً مرجعه في الخارج البلاد، او مارقاً واتباعه من " الروازين " للنفاذ الى متن الانتفاضة بغية الاخلال بمدنيتها الحضارية واصرارها على تحقيق اهدافها، وعلى الصعيد الاخر، استشرست محاولاتهم لايقاف عجلة الاصلاح، التي بدأت خجولة وسلحفائية الخطوات، ولم تقترب من المطلب الاول للجماهير الا وهو، اصلاح النظام السياسي الذي افرز الازمة وانهيار هياكل الدولة. حيث لم يمض السيد الاعبادي رئيس مجلس الوزراء الى احالة الفاسدين للقضاء، انما اتجه لحد الان الى معالجات سطحية لدعم خطته للتقشف ليس الا. لان تقليص المواقع الوظيفية، لا يشكل علاجاً لقلع جذور الفساد المالي، طالما بقي الفاسدون دون قصاص، بل في احد اوجه معالجاته" دمج بعض الوزارات" قد عزز مواقع البعض من الوزراء الذين كانوا سبباً في الخراب وتثقل اعناقهم ملفات الفساد.
اما ساحة التحرير فلم تكن كلوحة لكلمات متقاطعة، انما لوحة شطرنج قد تميز فيها الاسود عن الابيض، من خلال الشعارات التي كانت تكشف عن الهويه السياسية لم ينادي بها، رغم ان الساحة قد تجسمت فيها وحدة الاغلبية المدنية الديمقراطية بصورة تشفي الغليل، انما ثمة اقلية ضئيلة من ذوي الاهداف الضيقة الذين ارادوا حرف التظاهرة عن مسارها وراحوا يطالبون بالغاء الدستور اولاً، والغاء الاحزاب السياسية دون تمييز،والغاء العملية السياسية برمتها. بمعنى العودة الى حكم الفرد على نمط "القائد الضرورة"، سواء كان دكتاتوراً عسكرياً، ام دكتاتوراً دينياً من طراز "ولاية الفقيه". وان الاجابة على مطاليب الاكثرية او الاقلية يفترض ان تأتي في الخطوات الاصلاحية المطلوبة المنتظرة.
وثمة رهان تأريخي يفرض نفسه في خضم هذه الانتفاضة الباسلة التي تذكرنا بانتفاضات شعبنا العراقي ضد الظلم والتسلط. فأن الطليعة الثائرة تراهن على تراص صفوف اطرافها، وتصاعد الحس الثوري لدى الجماهير المكتوية بنار الفساد والمحاصصة الطائفية المقيته، الامر الذي سيبلور بروز قيادتها الطليعية من داخل الميدان. ما الطرف الثاني من الرهان، فهم الذين فقدوا وسيفقدون اثرائهم من السحت الحرام، وهم اقلية، تسلقوا الى مواقع المسؤولية بفضل هذه الاكثرية !!. ومن ثم تنكروا لها، اليوم في ساحة الحساب، قدمت الجماهير مطالعتها لاتهام الفاسدين الفاشلين، فكان (النظام كله في قفص الاتهام). اذن قرار الحكم هو الغاء نمط النظام القائم على المحاصصة واللصوصية الى نظام حكم مدني ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية، واعلاء كرامة الانسان العراقي.
ومن الاهمية بمكان ان نشير الى ان هذه المحاكمة التي تجري تحت نصب الحرية قد خلت من احد اركانها المفترضة الا هو، جانب الدفاع عن المتهمين. واذا ما عنى ذلك شيئاً فانه يعني قطعاً، ان الجريمة المرتكبة بحق شعبنا لا تدع مجالاً لتبرئة اي من اركان نظام المحاصصة والفساد، الذي وضع البلد واهله في اتون الحروب وتحت رحمة أفة الفساد المطلق، وفي اسفل قاع الفقر المتقع المتزايد، فلا حكم اليوم سوى قرار قاطع ومباشر لبناء الدولة المدنية الديمقراطية المستندة على العدالة الاجتماعية الرصينة.







#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطفاء جدحة الكهرباء اشعلت جدحة الشارع..ولكن
- خطى العبادي.. وايقاع الشارع العراقي
- حينما تقتل الديمقراطية بنيران صديقة..!!
- يد الظلاميين امتدت لتطفىء قناديل النور
- مر عام من ثلاثة والترقب السلبي سيد الموقف
- اضرابات العمال العراقيين .. انذاراً ساخناً للحكومة
- العلاقة الجدلية ما بين العملية السياسية والمحاصصة.
- المال والبنون غيّبهم الفضائيون واسيادهم
- الطبقة العاملة ..ّ تحرر نفسها بنفسها
- غدت حتى حركة عقارب الساعة تلدغ المهجرين.!!
- المعادلة العراقية .. لمن الغلبة للسيادة ام للبشر..؟
- مظاهرات انصار المالكي.. ورفسة المذبوح !!
- تشكلت الحكومة العراقية.. ولكن
- شبح المحاصصة متلبد في محادثات تشكيل الحكومة
- الوضع العراقي ما بعد التكليف .
- مسيحيو العراق هم اصلنا واهلنا
- حل الازمة العراقية بعهدة التحالف الوطني
- غصة البرلمان.. بوحدة التحالف الوطني ام بوحدة العراق.؟؟
- اية حرب دفاعية هذه .. بلا حكومة وحدة وطنية..!؟
- من ام المعارك الى ام الازمات.!!


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - علي عرمش شوكت - محكمة تأريخية تحت نصب الحرية