مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 10:48
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
أناركي في غرام ماو - رسائل هربرت ريد "من الصين" .. مع مجموعة من التقييمات المثيرة للجدل لثورات "ناجحة" , من روسيا إلى روجافا
في العام الثاني من القفزة العظمى نحو المجاعة العامة - التي ربما قضى فيها ثلاثين مليون إنسان , زار "الأناركي" هربرت ريد الصين ضمن وفد رسمي . قبول ريد للقب الفارس على إنجازاته الأدبية هز مصداقيته بين الكثير من الأناركيين . لكنه في وقت تلك الزيارة , عام 1959 , كان ما يزال الأناركي الأكثر شهرة في بريطانيا و كان لأعماله المنشورة تأثير كبير على الكثيرين , و من بينهم موراي بوكشين .
تظهر "رسائل من الصين" لريد , كم من السهل على مثقف راديكالي أن يفسر الواقع بشكل خاطئ تماما . أكثر المرات شبها لتلك الحادثة ( التي تكرر فيها ذلك ) كانت عام 1967 عندما استخدم نعوم تشومسكي مصطلحات من قبيل "المساعدة المتبادلة" و "السلطة الشعبية" و "اللاعنف" عندما تحدث عن سياسات ماو في "جمعنة" الزارعة . ( فيما بعد , في 1977 - 1979 , تردد تشومسكي أيضا في الاعتراف بفظائع نسخة بول بوت من تلك السياسات ) . هذه المقتطفات تذكرنا اليوم بأن نبقى متشككين في أي تقييم يزعم أن مجتمعا ثوريا جديدا يجري بناؤه خارج الثورة العالمية للطبقة العاملة .
مقتطفات من "رسائل من الصين" لهربرت ريد - 1959
بعد ظهر اليوم كان مخصصا للمدينة المحرمة ( في بكين ) .. في كل مكان كان البشر يتجولون بحرية و سعادة . كان الأطفال المبتهجون , مندهشين من رؤية أجانب . كان هناك جو استثنائي من السعادة و الرضا في كل مكان , لكن الجميع كانوا يعملون ( لا توجد بطالة , بل نقص في العمال ... )
( الصينيون ) أخلاقيون بشكل مبالغ فيه , إنهم في الواقع بوريتانيون ( طهريون ) . الجريمة , ما عدا "الجرائم التي تقع بسبب العاطفة" و التي ما تزال تقع أحيانا , اختفت عمليا . في كل شارع لجنة تحل كل الإشكالات , و هناك جمعيات من النساء تراقب أخلاق السكان . السرقة التي كانت شائعة هي الآن غير معروفة ... الطعام كثير و رخيص ...
بدأنا يومنا بأكثر الأشياء إمتاعا حتى اليوم - زيارة لكومونة زراعية . نشأت هذه الكومونات بشكل عفوي في الاثني عشر شهرا الأخيرة ( سابقا كانت هناك أشكال متعددة من هذه التعاونيات , حيث كان التشارك بالعمل و أدواته جزئيا فقط ) . هناك الآن 24 ألفا منها , تغطي عمليا كامل البلاد , يعمل فيها 450 مليون فرد . هذه هي فكرتي عن الأناركية و قد أصبحت واقعا , بكل تفاصيلها , و في الممارسة .
تقسم الكومونة إلى خمسة ألوية - كنا في لواء السلام ... ثم استمعنا للإحصائيات عن هذا اللواء , ثم لشرح كيف يعمل , الأكثر إثارة - و الأكثر أهمية في الحقيقة - أن هذه الكومونات مسيرة ذاتيا , مما يجعلها أناركية من وجهة نظري , و هي ناجحة - لقد تضاعف الإنتاج مرات , و تضاعف مردود الفلاحين , و أصبحت المدارس و العيادات الطبية متوفرة ( في هذه الكومونة يوجد 33 طبيب , بينما لم يكن هنا أي طبيب قبل عشرة سنوات ) . و تحسينات كثيرة أخرى ....
هناك في كل مكان فخر بهذه المنجزات و شعور بأن ملاك الأرض الأشرار قد ذهبوا إلى غير رجعة . نسيت أن أسألهم ما الذي حل بصاحب تلك الأرض - لا شك أنه كان يملك أحد مزارع الخنازير تلك . كل هذا قد يبدو باهتا , لكني وجدته رائعا - أشبه بحلم أصبح حقيقة
تمنيت لو أنكم تستطيعون أن تروا كيف تسير الأمور هنا على المستوى الاجتماعي و الاقتصادي - إنها أكبر و أكثر الثورات نجاحا في التاريخ , ملهمة جدا . قضينا صباح اليوم في جامعة بكين و هناك أيضا ( في التعليم ) لديهم طرقهم المقنعة تماما
قلت للمترجم أني لم أر شرطيا واحدا , و جاءت إجابته كما توقعت , أنه لم تعد هناك أية حاجة لهم منذ التحرير
ما يزال هناك الكثير من الفقر رغم أن معدل الدخل قد تضاعف أربع مرات منذ التحرير - من 15 جنيه استرليني سنويا عام 1949 إلى 65 جنيه اليوم - لكنهم الآن يحصلون أيضا على طعام مجاني ( يدفعون مقابله 18 .. شهريا ) . و أيضا أدلة جديدة على الثورة الأخلاقية - كما قال رئيس الكومونة , في الماضي الكثير من الاقتتال , و المشاكل و الأنانية , الآن راحة البال و الشعر و الغناء ....
كل هذه الكومونات تدعم نفسها بنفسها - الأشياء الوحيدة التي يحتاجون للحصول عليها من الخارج هي الآلات الثقيلة , كالجرارات , و ربما الفحم و المعادن مثل الكوبالت . هذه لا مركزية كاملة للصناعة كما نادى بها كروبوتكين في كتابه "المزارع , المصانع و الورش" ...
حذرت بعضهم ( من التدمير الذي يمكن أن تسببه التكنولوجيا للجمال الطبيعي ) لكنهم ابتسموا و قالوا أن الأمر سيكون مختلفا معنا - سيصبح عمالنا متعلمين , و سيطلبون الجمال و الراحة لكننا لن نكرر أخطاء العالم الرأسمالي . تحصل على نفس الأجوبة في كل مكان , و هذا ليس فرضا لعقيدة واحدة على الجميع , بل إيمان يمكنه تحريك الجبال ...
هناك شعارات و بوسترات في كل مكان , و أدبيات الحزب موجودة في كل استراحات الفندق , لكن كما قال البروفيسور هذا المساء , و على الرغم من إيمانهم اليقيني بها , فإنهم مستعدون ليناقشوها بطريقة حرة و منفتحة ........
هربرت ريد
فيما يلي بعض التقييمات الأخرى التي كتبت بعد زيارات مشابهة لأنظمة "اشتراكية" مختلفة :
فيكتور سيرج , العام الأول من الثورة الروسية
- الذي يدافع فيه سيرج , و هو أناركي سابق نفي إلى روسيا , عن حزب البلاشفة , قائلا أنه على الحزب "أن يعرف أحيانا كيف يقف بثبات ضد الجماهير" و أن "يجبر المتمردين على الخضوع"
سيدني و بياتريس ويب , الحقيقة عن روسيا السوفيتية
- يلخص هذا الكراس كتاب , الشيوعية السوفيتية : حضارة جديدة , الذي كتب بعد زيارتهما إلى الاتحاد السوفيتي أثناء المجاعة الأوكرانية الفتاكة . في هذا الكراس يتجاهل المثقفان البارزان تلك المجاعة بينما يزعمان أن "ستالين ليس ديكتاتورا" و أن الاتحاد السوفيتي ليس "ديمقراطية سياسية بل ديمقراطية صناعية"
سيمون دي بوفوار , المسيرة الكبرى
- الذي قالت فيه دي بوفوار عن ماو "أن السلطة التي يملكها ليست ديكتاتورية أكثر من سلطة روزفلت مثلا" . زارت دي بوفوار الصين مع جان بول سارتر , الذي قال بعد زيارته السابقة إلى الاتحاد السوفيتي أن "للمواطن السوفيتي في رأيي , حرية كاملة لانتقاد من يشاء" .
بول م . سويزي , كوبا : تشريح ثورة
- الذي قال فيه سويزي أنه لا توجد هناك أية "ديكتاتورية شمولية" أو "خط أو إيديولوجيا" دوغمائية في كوبا
جوان روبنسون , "المعجزة الكورية"
- الذي قال فيه هذا الاقتصادي الكينزي البارز أن كم إيل سونغ "يتصرف كمسيح أكثر منه كديكتاتور"
"تصريح مندوبي الفهود السود إلى كوريا الشمالية"
- الذي وصفوا فيه كوريا الشمالية على أنها "جنة"
نعوم تشومسكي , في فيتنام الشمالية
- يقول فيه تشومسكي أنه "يبدو أن هناك درجة عالية من المشاركة الديمقراطية على مستوى القرى و المناطق"
دان بورستين , "تقرير شاهد عيان حصري من كمبوديا"
- يقول فيه بورستين أنه "لم ير أية علامة على الإكراه" في كمبوديا بول بوت . و في مقال آخر , كتب أنه هناك "ديمقراطية هائلة جدا في التعاونيات"
ميشيل فوكو , بماذا يحلم الإيرانيون
الذي قال فيه فوكو أن "فيما يتعلق بالحكومة الإسلامية , لا أحد في إيران يعني بهذا المصطلح نظاما سياسيا يمارس فيه الشيوخ دور المراقبة أو السيطرة" . يبدو أيضا أن فوكو كان مؤمنا بأنه في ظل حكومة إسلامية كهذه "لن يوجد عدم مساواة بين الرجال و النساء فيما يتعلق بالحقوق"
أليكس ميتشيل , عندما تأتي الثورة
- يتضمن هذا الكتاب وصفا لرحلات عدد من قادة حزب العمال الثوري إلى ليبيا للحصول على تمويل من "نظام القذافي الثوري"
طارق علي , الثورة من أعلى
- الذي يذكر فيه علي كيف حاول إقناع بيوتر سويدا , أحد الناجين من مجزرة نوفوتشيركاسك عام 1962 لينضم إلى الحزب الشيوعي الروسي . أهدى علي كتابه ذلك لرئيس الحزب في موسكو , بوريس يلتسين , على أمل أن تقوم قيادة الحزب بإعادة إحياء الشيوعية السوفيتية
مايكل ألبرت , طريق فنزويلا
- الذي يمتدح فيه رفيق تشومسكي , مايكل ألبرت , ثورة هوغو تشافيز البوليفارية على "رؤيتها التي تفوق أي مشروع ثوري آخر منذ مشروع الأناركيين الإسبان" . في 1980 , كان ألبرت أيضا ساذجا فيما يتعلق بالماويين الصينيين , زاعما أنهم ربما أرادوا "سلطة أكبر للعمال و الفلاحين" .
ديفيد غريبر , "كلا , هذه ثورة حقيقية"
- الذي يوضح فيه غريبر أن "قوى الأمن ( في روجافا ) مسؤولة ( أي تخضع للمحاسبة ) أمام البنى القاعدية في الأسفل" و أنهم يريدون "إلغاء الشرطة .. في نهاية المطاف"
جانيت بيهيل , "انطباعات من روجافا : تقرير عن الثورة"
- الذي تقول فيه بيهل أن "النساء يشكلون لهذه الثورة ما شكلته البروليتاريا للثورات الماركسية - الللينينية في القرن الماضي" و أنه "رغم أن صور عبد الله أوجلان في كل مكان , لكن لا يوجد في ذلك أي شيء أورويلي" ( نسبة لجورج أورويل , الذي وصف الأنظمة الشمولية في كتبه خاصة مزرعة الحيوانات و 1984 )
قد يبدو من غير المنصف أن نضع معادين حقيقيين للستالينية مثل تشومسكي و غريبر إلى جانب من صدقوا أوهام الستالينية و الماوية . لكن التفكير النقدي شيء لا غنى عنه في العمل على صنع ثورة تنجح بالفعل . من الضروري أن نكشف كيف أن التخلي عن التفكير النقدي يمكن أن يصيب أي واحد منا
تعليق غيريك على المقال : هنا بعض النقاط
1 - كان السير هربرت ريد دائما شيئا تافها , حقيقة أنه كان يسمي نفسه أناركيا تخبرنا الكثير عن طبيعة الأناركية البريطانية . بينما جرى تبني وصف "أناركي" من أولئك الذين يعارضون هذا المجتمع حقا , و مثل كل "ي" ( أية صفة كما في لفظ اشتراكي أو شيوعي الخ ) , كانت أيضا شيئا ادعاه أشخاص تقليديون جدا ( مثل تيري جونز , راسل براند , بيل أودي - و كوميديون مشهورون لم يعرضوا أنفسهم لأية مخاطرة - كل هؤلاء وصفوا أنفسهم في أوقات مختلفة بأنهم "أناركيون" ) . رغم "لتذهب الثقافة إلى الجحيم" للسير هربرت ريد فإنه في الواقع أيد الثقافة المعاصرة مثل أي عضو في مؤسسة الفن المعاصر ( كان خازنا لغاليري تيت , و قيما على متحف فيكتوريا و ألبرت و مشاركا في تأسيس معهد الفنون المعاصرة مع رونالد بينروز ) . لم تكن لديه أية فكرة عن تحقق أو عن تجاوز الفن , كان في الواقع يعارض فقط بعض أشكاله القديمة . حتى داخل إطار الفن لم يصنع أي شيء خلاق كالسورياليين مثلا ... رغم أن مجرد دعم السورياليين في ظل الثقافة التقليدية السائدة في بريطانيا قد يبدو عملا جريئا بعض الشيء .
2 - عندما يقول المقال أن "ثلاثين مليونا ربما ماتوا" أثناء القفزة الكبرى نحو المجاعة الجماعية و التراكم الرأسمالي الأولي الوحشي فإن هذا يبدو تقديرا متحفظا بعض الشيء . الدولة الصينية نفسها , التي ما تزال تعتبر ماو إلها قوميا , تقدر العدد بخمسة عشر مليونا . آخرون , أقل حماسة في عبادة ماو , يقترحون أن العدد خمس و أربعين مليونا . الرقم الأرجح يبدو حوالي خمس و ثلاثين مليونا . الرجل الذي كان مسؤولا عن الزراعة هو تان زينتين , الذي قال عام 1958 أن "الثورة الشيوعية تعني أن تجعل الناس شيوعيين" . نظريا , كان هذا يعني إجبار التعاونيات الصغيرة على الاندماج في كومونات كبيرة , و الإلغاء الفوري للفصل بين وحدات الإنتاج , و إلغاء الملكية , و الأجور و قطع الأرض الفردية . في الممارسة عنى هذا أن تقوم جماعات من كوادر الحزب الشيوعي بالذهاب إلى كل مكان لتدمر بيوت الفلاحين , و تستولي على كل أدواتهم و حتى أواني الطبخ الخاصة بهم . أجبر الفلاحون على الانضمام في معسكرات عمل عبودي جماعية . أية وسائل خاصة لجمع أو تخزين الطعام و حتى طبخه انتزعت منهم و فرض هؤلاء الكوادر احتكار تقديم الطعام في قاعات الطعام الخاصة بتلك الكومونات , و استخدم هذا كسلاح للسيطرة الاجتماعية . أما أولئك الذين لم يوافقوا على الانضمام فتركوا عمدا ليجوعوا حتى الموت . في هاينان على سبيل المثال , منذ شتاء 1959 حتى ربيع 1960 جوع مليون شخص على الأقل حتى الموت - ما يعادل 12,5 % من سكانها . أن يقول ريد أن هذه الكومونات قد نشأت "بشكل عفوي" يشبه القول بأن معسكرات الاعتقال النازية قد ظهرت "بشكل عفوي" .
3 - كان أوجلان ماويا . و حسب ما أعرف فإنه لم ينتقد ماو علنا حتى اليوم , كما يفترض أن يفعل في حال أنه قرر أن يعيد تقديم نفسه على صورة بوكشين . إن عبادة شخصية ماو , المتأصلة في الصين الماوية , انعكست في عبادة شخص أوجلان أيضا , حتى درجة التطابق في بعض الصور الفنية لأوجلان ( التي تظهره وسط السماء و أشعة الشمس تسطع خلف رأسه , مثلا ) . كم هو سخيف لأناركي أن يصف كوباني على أنها ثورة , عندما قارنها غريبر بإسبانيا 36 - 37 , في حين أنه لم يبق هناك إلا 5 % فقط من عدد سكانها الأصلي يعيشون في أسوأ الظروف , و هم يحاولون فقط أن يبقوا على قيد الحياة و ألا يجوعوا أو يتجمدوا حتى الموت . كم يجب أن يكون المرء يائسا لهذه الدرجة بحيث أن يصف شيئا مثل هذا بأنه تجربة أناركية ما ؟
4 - كان فيكتور سيرج دفاعيا أو اعتذاريا . أثناء انتفاضة كرونشتادت أصابه اليأس من افتراءات لينين و تروتسكي لكنه مع ذلك برر سحق الثورة لأن البديل , كما كان يرى , هو "الفوضى" فقط . كم سمعنا مثل هذا الكلام ! و فقط بسبب سمعته العالمية , ربما كان الشخص الوحيد في روسيا الذي انتقد البلاشفة علنا و عاش بعد ذلك . أثناء محاكمة عصابة بونوت نأى بنفسه بكل حرص بعيدا عن الآخرين , الذين شعروا أنه قد خانهم . لكن هذا لا يعني أنه لم يكتب أشياءا جيدة , فقط لنقول أن ما يكتبه شخص ما ليس هو المعيار الوحيد أو الرئيسي للحكم عليه .
نقلا عن
https://libcom.org/library/anarchist-love-mao%E2%80%99s-china-herbert-read%E2%80%99s-%E2%80%98letters-china%E2%80%99-plus-list-dubious-accounts-%E2%80%98su
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟