غالب العاني
الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 00:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
النجف / العراق
بعد التحية،
من أجل أن يكون موقفكم من الأحداث في وطننا المنكوب معبراً عن صدقية الموقف إزاء الشعب والرأي العام العالمي، أعتقد بضرورة قيام المرجعية الدينية الشيعية في النجف بالاعتذار العلني الشجاع للشعب العراقي عن مساندتها ودعمها لما يسمى بالعملية السياسية التي بنيت على قاعدة المحاصصة الطائفية والأثنية والحزبية المقيتة، وما جلبته، وما تزال، من مآسي وويلات وظلم وسرقة للمال العام وتمييز مذهبي وأثني لعموم الشعب العراقي.
وفي الوقت ذاته أعتقد بضرورة قيام المؤسسات الدينية السنية التي سكتت عن جرائم صدام حسين خلال الفترة المنصرمة، وكذلك الأحزاب والقوى السياسية، سواء أكانت عربية أم كردية، ساهمت في العمل السياسي حتى الآن والتي لم تتلوث أيديها بالسرقة والجريمة، أن تقدم اعتذارها للشعب العراقي، لكي تكون بداية للشروع في المدخل الحقيقي للمصالحة الوطنية المنشودة.
وللتذكير, أشير إلى موقف الپاپا عندما أعلن عن اعتذاره للعالم الإسلامي أمام العالم كله، عما حدث إبان الحروب الصليبية من عدوان على المسلمين؟
إن تفهمكم للمطالب المشروعة للمواطنين العراقيين وتجاوبكم الايجابي لها بإعلان مبادرتكم الوطنية، وإعلانكم الشجاع في ضرورة إصلاح القضاء ومحاربة الفساد والمفسدين، وإنهاء المحاصصات الطائفية والأثنية والسياسية، التي كانت وما تزال الحاضنة الحقيقية للفساد المالي والإداري الممول الرئيسي للإرهاب وداعش ومساعديها، وثم إطلاقكم شعار من أين لك هذا، والدعوة لوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص؛ كل هذه الخطوات التي طالب بها المواطن العراقي وقدم آلاف الضحايا من اجلها, تمثل بحق خارطة طريق وطنية سليمة للمصالحة الوطنية الحقيقية، ولبناء عراق المواطنة الحقة الجديد.عراق استقلال القضاء, والفصل بين السلطات, عراق يحترم ويصون حقوق الإنسان, عراق العدالة الاجتماعية والضمانات.
ولنطبق شعار: الثقة جيدة، لكن الرقابة أجود.
مع التمنيات لكم بالصحة والعمر المديد.
الدكتور غالب عبد العزيز العاني
هامبورغ / ألمانيا في 17/08/2015
#غالب_العاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟