أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمنية طلعت - مصر ليست خريطة في الجغرافيا














المزيد.....

مصر ليست خريطة في الجغرافيا


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 11:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


أتابع بشغف كبير كل يوم على شاشة دبي الفضائية مسلسل نزار قباني الذي يسرد سيرته الذاتية والتي أجدها ممتعة للغاية، فهذا الشاعر الذي أثار الكثير من الجدل حتى يوم وفاته عاش حياة ممتلئة بالتفاعلات والأحداث الإنسانية التي استطاعت في النهاية تكوين شخصيته وقدرته على كتابة شعر يغير به وجه الكتابة الشعرية في وقته.
حديثي هذا لا علاقة له بشخصية نزار قباني كشاعر له ما له وعليه ما عليه ولكن أخص بكلامي كل من حاتم علي ووليد سيف الذين كتبا سيناريو وحوار المسلسل فبرغم براعتهما التي أقرها حيث أنها ليست المرة الأولى التي يقدمان فيها عملا دراميا هاما ومحبوكا، إلا أنهما وضعا البارحة جملة على لسان نزار قباني لا أظنه قالها فهي تتناسب كثيرا وحال العرب الآن الذين يحاولون في كل مناسبة متاحة التعريض بمصر والتقليل من شأنها، كأن تجد مثقفا لبنانيا يؤكد انه لولا هجرة اللبنانيين على مصر ما قامت النهضة الثقافية الحديثة في مطلع القرن العشرين في مصر أو قامت السينما أو المسرح وغير ذلك وانه بمجرد اختفاء اللبنانيين عن الساحة المصرية انهارت ولم يعد لها وجود او قيمة، او أن يؤكد آخر أن الشعر منهار في مصر وأن مصر لم تخرج شعراء حقيقيين منكرين حتى أمل دنقل وحجازي وصلاح عبدالصبور وغيرهم وما إلى ذلك من الأقوال المريضة التافهة والتي لا أدري لماذا يروجها مروجوها حيث أنه ليس من مصلحتهم تشويه صورة مصر أو تهميشها لكن للأسف هذا هو واقع الحال الآن.
نعود لمسلسل نزار قباني فقد وصلت أحداثه للفترة التي أمضاها نزار كملحق ثقافي بسفارة سوريا بالقاهرة، تلك الفترة التي ساهمت إسهاما كبيرا في إبراز اسم نزار كشاعر على الساحة الشعرية العربية ولولا مصر و مثقفي مصر ونقادها وأدبائها ما كان حقق نزار هذا الانتشار السريع عربيا في سنه المبكر، ففي هذه الفترة التي عاشها نزار في مصر استطاع الاحتكاك والارتباط بأسماء كبيرة كمحمد عبدالوهاب وتوفيق الحكيم و الناقد الكبير أنور المعداوي وبدلا من أن يظهر المسلسل ذلك بشكل جيد استقدم ممثلين متواضعين لتمثيل أدوار هؤلاء العمالقة وقدم صورتهم بشكل تافه بل أورد حملة على لسان نزار في أحداث المسلسل يقول فيها ( لولا الحكيم ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وغيرهم كانت مصر أصبحت مجرد خريطة في الجغرافيا) ...اختصر السيناريستان مصر في أربعة أو خمسة أسامي لعمالقة في الفن والأدب أتوا وذهبوا ولم تنضب ينابيع مصر بعدهم فلقد أنجبت الكثير من العظماء وإن كان الإعلام الذي روج لهؤلاء في عصرهم حيث كان هناك مدا حضاريا تدعمه سياسة البلد نفسها، لم يروج نفس الإعلام للعظماء من مبدعي مصر الآن حيث لم يعد إعلامنا المصري مهموما بإبراز عباقرتنا مصر.
لا يهم إذا كانت مصر مازالت تنجب عمالقة أم لا فمصر لا يمكن إختصارها في بعض أشخاص بهم تكون وبدونهم هي مجرد خريطة في الجغرافيا، إن مصر يا سادة أمة لم يشهد الكون مثلها، أمة استطاعت أن تبقى رغم كل صروف الزمان وتقلباته لأكثر من سبعة آلاف عام حتى الآن، امة رغم كل ما تعاني منه مازالت تمور بالأفكار والحراك الاجتماعي والثقافي والفني الذي لا تشهده دولة عربية أخرى، بعيدا بالطبع عن نانسي وهيفا وإليسا الذين يشكلون نهضة لبنان الموسيقية الحالية، فمصر لا تفرز مثل هذه النوعية من الفنون وإن شذ البعض وخرج على هذه الشاكلة فهو منبوذ من المجتمع، على من لا يعرف مصر جيدا ولا يهمه الآن سوى مهاجمتها في محاولة منه للتقليل من شأنها وهز مكانتها عربيا أن يلزم الصمت طالما لن يقول كلمة حق، وعلى من لا يعرف مصر جيدا أن يزورها ليعلم كيف يكون حراك الشعوب في الشوارع ويعرف كيف يكون الإبداع النابع من نبض البسطاء ويعرف كيف يكون الفنان قطعة من نسيج وطنه ويعرف كيف يشكل الشباب مستقبل أمة عاشت ومازالت تعيش، أمة بنت ومازالت تبني ، أمة ليست في حاجة لكيانات وهمية يتصارعون عليها حيث أنها كيان قائم بذاته كامل متكامل لا غبار عليه.
إن مصر لم تكن ولن تكون خريطة في الجغرافيا يا كتاب المسلسل العظماء وإلا كنا قلنا جميعا على سوريا أنها تحولت لمجرد حدود لمكان مجهول حيث أن بلادكم لم تفرز سوى العقم والثبات السياسي والفني والأدبي طوال عشرون عاما مضت، وأنكم للأسف لا تمتلكون سوى أصوات أدبية يبلغ أصغرهم سبعين عاما حيث لا وجود لمبدعين شباب لديكم .



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبهوا جيدا وأنتم تفتحون الصنبور
- سياسة تكسير العظم وحرق الدم
- ابتسم فأنت تتبع السفارة المصرية!
- عيد ميلاد أبو الفصاد
- لهذا السبب أقول لا وألف لا لمبارك
- الإعلام المصري بدأ بث رسائله المسمومة
- عالم الانترنت وحرية الرأي المفقودة
- مجرد كلام لإخراج شحنة غيظ
- في بلدي أصبح الناس يموتون جوعا


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أمنية طلعت - مصر ليست خريطة في الجغرافيا