فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 17:39
المحور:
حقوق الانسان
خلال الاسبوعين الماضيين، تزايدت الدعوات و المناشدات الموجهة للحکومة العراقية برفع الحصار الجائر المفروض على المعارضين الايرانيين في مخيم ليبرتي و التي کان آخرها المناشدة الانسانية الدولية للمنظمة الامريکية العراقية لحقوق الانسان، وبطبيعة الحال فإن تزايد هذه الدعوات و المناشدات ترتبط جدليا بالحالة السيئة للمعارضين في هذا المخيم في ضوء إستمرار الحصار و تشديده، غير إن النقطة التي يجب أن نلاحظها جيدا إن الحکومة العراقية لم تأبه أو تکترث على الدوام لکل هذه الدعوات و المناشدات و تواظب على تجاهلها، وهو مايبعث على الشك و التساٶ-;-ل عن الاسباب و الدوافع الکامنة وراء ذلك.
التظاهرات الواسعة للشعب العراقي على خلفية الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها على مختلف الاصعدة و التي أجبرت حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي على إطلاق حملة إصلاحات من أجل تحسين الاوضاع و الاستجابة لمطالب الشعب العراقي، ومن الواضح إن المعارضين الايرانيين في مخيم ليبرتي ومنذ أکثر من 6 أعوام، يعانون الى جانب الشعب العراقي من ظروف و أوضاع بالغة الوخامة بسبب الحصار المفروض عليهم بطلب من النظام الديني المتطرف في إيران و الذي تسبب لحد الان في وفاة 26 معارضا من جراء آثاره و تداعياته المختلفة، خصوصا وإن تشديد الحصار يوما بعد يوم وحتى إنه على سبيل المثال لا الحصر فإنه في وم الإحد 16 آب/ أغسطس 2015 منعت القوات العراقية وبأمر من اللجنة المشرفة على المعارضين من نقل 4 مرضى إلى مستشفى في بغداد لإجراء عملية جراحية في العيون طال انتظارها منذ فترة. سبق وأن ألغيت مواعيد للعملية الجراحية لهؤلاء المرضى الأربعة أكثر من مرة بسبب وضع عراقيل أمام توجههم إلى المستشفى من قبل، کما منعت القوات العراقية في نفس اليوم ذهاب 4 مرضى آخرين وهم يعانون من أمراض في آذانهم إلى مستشفى في بغداد وبذلك فقد ألغيت مواعيدهم الطبية التي كانت قد أخذوها قبل فترة وإن هذه الممارسات و الاجراءات اللاإنسانية يجب على حکومة العبادي أخذها بنظر الاعتبار و العمل الجدي من أجل رفع الحصار الجائر و تحسين أوضاعهم و ظروف معيشتهم.
سوء و رداءة الاوضاع في العراق بصورة عامة و سوء أوضاع المعارضين الايرانيين بصورة خاصة، ناجمة عن التدخلات الايرانية في الشٶ-;-ون العراقية المختلفة و التأثير عليها سلبا، وان مايعانيهالمعارضون الايرانيون هو أساسا بسبب أوضاع و ظروف لاترتبط بالعراق وانما بالنظام الحاکم في إيران و الذي ومن خلال طرق و اساليب ملتوية يعمل على التضييق عليهم و تعريض حياتهم للخطر، وان هذا الامر لئن کان بالاساس مخالفا و مناقضا و إنتهاکا صريحا للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الانسان، فإنه يعتبر في نفس الوقت أيضا إنتهاکا للسيادة الوطنية للعراق ولهذا فإن على الحکومة العراقية أن تأخذ هذه المسألة على محمل الجد و تسعى لحلها بعيدا عن تأثيرات و ضغوطات النظام الديني المتطرف في إيران.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟