أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي فاخر الموسوي - إلى السيد العبادي .. يا بنيَّ إركب الفلك معنا فالطوفان قادم















المزيد.....

إلى السيد العبادي .. يا بنيَّ إركب الفلك معنا فالطوفان قادم


قصي فاخر الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لندن 17/8/2015
إفترضنا في الرسالة الأولى التي أرسلناها مفتوحةً إلى السيد حيدر العبادي - والمنشورة على صفحتي في الفيس بوك على الرابط التالي:
(https://www.facebook.com/kussayf/posts/10204761402491356) - بأنَّ الرجل لدية النيّة والعزم على تصحيح الوضع الخطير الذي آل إليه العراق ..
وقلنا بأنَّه ورغم أنَّ حجم الفساد في البلاد قد فاق كل التصورات وأدى إلى تراكم تركةٍ ثقيلة لا يمكن له وحده أن ينهض بها .. قلنا، أنَّه سيتمكن من حلحلة الوضع وإحدث فرق وتغيير لأنَّه مدعوم من مرجعيات داخليّة هامة كتفويض المظاهرات الغاضبة التي خرجت تطالب بالإصلاح ومرجعية السيد السيستاني التي لها وزنها وألقها في الشارع العراقي.
وقلنا أيضا بأنَّ الرجل قد يكون مطلوباً منه القبول بمنصب (الشهيد على الإصلا)ح لأنَّه مقتول لا محالة إذا أخلص في عملية الإصلاح، إما عبر التصفية الجسدية - التي هي قاب قوسين أو أدنى - أو بالتصفية السياسية التي يتحضر لها المراهنون على إبقاء الأوضاع على حالها لغاية في نفس يعقوب.
دعونا نوضح للسيد العبادي اليوم كيف إنَّ عليه أن يُسلم رقبته للجلاد إذا أراد حقا أن يغيِّرَ مجرى االتاريخ ويقف على منصّة الخلد شامخاً.

التحديات الرئيسة:
هناك تحديات أساسية لن يتمكن العبادي من تجاوزها حتى لو لبس بدلة الرجل الحديدي أو بدلة الوطواط ومطلوب منه أن يضعها في إعتباره ويحسن التصرف إزاءها وهي التالية:
• مصالح الولايات المتحدة الأمريكية: وهي المتواجدة على الأرض بمخطط مرسوم لتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات متصارعة ومتعادية ومتطاحنة - وربما أكثر إن أفرزت التطورات كياناً جديداً - وبجيش من المستشارين وقوات النخبة يصل تعداده على ما يبدو إلى أقل من عشرة آلاف مجنّد وضابط. وهنا لن تنفع (القفشات الخفيفة) إذ المطلوب التعامل مع هذا الوجود كحقيقة جاثمة على الأرض لا بدَّ من التعاطي معها بمكر ودهاء وسياسة خاصة تعتمد على شجاعة ورباطة جأش من جهة وعدم تهور من جهة ثانية وحذر شديد ومتواصل وقدرة على فهم قواعد الإستباك القائمة بين واشنطن وطهران وواشنطن والمملكة السعودية وواشنطن وتركيا وواشنطن وإسرائيل وواشنطن والاكراد وأخيرا واشنطن والقيادات السنيّة المعروفة.
• مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية: وهي التي تقوم سياستها المركزية على حفظ أمنها القومي من خلال عراق ضعيف بأيَّةِ طريقةٍ كانت ضمن السياسة الإيرانية العامة التي تقوم على أساس التمدد في المحيط وتكوين مناطق نفوذ وتحويل دول الجوار الى توابع وحواضن للسياسة الإيرانية الهادفة لإقامة النسخة الإيرانية من الحكومة الإسلامية العالمية. وهنا لا ينبغي التعامل مع إيران بإستخفاف وغباء كما هو حال القيادات السنيّة التي تفكر في نقل إيران من المنطقة - وهو أمرٌ غير ممكن، فإيران اليوم تمتلك جيشا جرارا من الخبراء ورجال المخابرات في العراق ومخابراتها ناشطة فاعلة في العراق وتفهم الأرض وتمسك بها أفضل ستين مرة مما تقوم به الحكومة العراقية – ولا بتبعية او طأطأة رأس فالإيرانيون يحتقرون الضعيف ولا يحسبون له حساب ويحترمون القوي العزيز النفس كثيراً ويقربونه ويجعلونه موضع سرهم وثقتهم إذا تمكن من إثبات ثقته بنفسه وإحترامه لذاته.
• أغراض وأمراض مملكة الشر الوهابية السعودية: وهي التي أصبحت اليوم - وبعد ان انفقت المليارات لإثبات وجودها وإرهاق عدوها الموهوم (إيران) ولكن دون طائل - بين فكي كماشة هما (داعش) التي ولدتها هي وأصبحت الإدارة الامريكية تغذيها وتستخدمها كفزاعة لإبتزاز دول المنطقة، فضلا عن السياسة العدائية المباشرة التي بدأت واشنطن بإنتهاجها إزاء الرياض. ومملكة الموت هذه تمتلك طائرات ومخابرات وتنسيق ضمن الحلف الدولي لمحاربة داعش - كما يزعمون - تصول اليوم وتجول هي وربيباتها من الأماراتية والقطرية والأردنية التي انعشت إقتصادياتها الاموال المنهوبة من العراق بعد سقوط حكم الرئيس السابق صدام حسين سواء من اتباعه وزبانيته او من عرابي المافيات الجدد - في حالة إستباحة تامة للقرار والاستقلال العراقي الذي اصبح وهما وذكرى من الماضي.
• خلو الشرق الأوسط حاليا من شرطيّ قادر على الإدارة والإمساك بزمام الأمور: وهذا من أخطر التحديات التي تواجه العبادي اليوم .. فبعد فشل قطر في تنفيذ ما أُنيط بها من قبل الأمريكان خلال العقد الماضي وتداعي البيت السعودي من الداخل وقرب انهيار هذا الكيان المتحجر بعد تورطه في اليمن .. ورغبة السيسي في مصر بتقديم نفسه كشرطي للمنطقة قادر على الإمساك بالعصا من الوسط والموازنة بين المصالح الإسرائيلية الأمريكية من جهة ودول الخليج القلقة من التخلي الأمريكي عنها وصعود نجم طهران كشرطيٍّ ند قد يخطب ودَّ الامريكان.
• الخزانة الفارغة: وهذا هو التحدي الداخلي الذي أشعل فتيل الحراك الأخير والذي لن يتوقف - كما أسلفنا الإشارة في موضوعٍ سابق موجود أيضا على صفحتي على الرابط التالي:
(https://www.facebook.com/kussayf/posts/10204794692363582) - حتى يطيح بالنظام بكامله سواء نجح العبادي في إمتصاص الغضب مؤقتا أم فشل في ذلك .. الطوفان قادم لأن الجرح بلغ العظام .. ولم يتعرض ايُّ شعب في العقود الماضية لعمليات مختبرية مخزية ومقيته كالتي تعرض لها الشعب العراقي بتخطيط عمدي من الأمريكان والإسرائيليين منذ عام 2003 وحتى اليوم وبمشاركة ومباركة من قبل الأسرة الإقليمية بأسرها.
• الفساد المالي والإداري: وهو الذي ينخر بكيان الدولة والمجتمع ويطيح بكل القوائم التي يمكن أن يقف عليها النظام في اي بلد في العالم .. والمشكلة في الفساد العراقي أنَّه ممنهج ومبرمج ومدعوم ومتفق عليه من قبل كل الشركاء السياسيين الذي استهانوا بالدم العراقي وبالعقل العراقي وبالإنسان العراقي الى حدِّ الإسفاف .. فمن رئيس للجمهورية يمتلك 85 مستشاراً لم يتمكن واحد منهم ان يخبره بأن يعود إلى العراق حينما ذهب الى مملكة الشر السعودية معزيا بوفاة الملك السابق .. حينما خرج لإستقباله في المطار محافظ مدينة الرياض!.. الى مجموعة من رؤوساء الأحزاب الفاسدين الذين يتراكضون الى الكويت للتعزية بسقوط ضحايا المال الخليجي الذي كان يصيب العراق بمقتل ولا تهتز لهم شعرة حينما يسقط المئات من أبناء العراق.. الى الأموال التي إستنزفوها من قوت الناس لتكون أرصدة رقمية في بنوك الخليج والأردن ومصر وأوربا والولايات المتحدة الامريكية. الى تراكضهم الى طهران والذي بدأ بالكبار وسينتهي بالجميع في القريب العاجل...

العراق اليوم يمثل لبنان الستينات والسبعينات حيث كانت تعقد الصفقات الدولية وتباع الحكومات والأنظمة وتوزع الأدوار .. العراق اليوم ساحة تجول فيها اكثر من 40 مخابرات دولية وتتنازعها اكثر من عشرة شركات نفطية كبرى وتتصارع فيها روسيا والولايات المتحدة الامريكية واوربا لتسويق السلاح والموت .. ويضع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عينهيهما عليه.
والمصيبة أنَّ رئيس مجلس الوزراء الاستاذ حيدر العبادي مع ما أُتيح له - مما لم يُتح لأحدٍ سواه - يريد أن يمشي على حدِّ السيف وأن يكون رابحاً لدى الجميع ومن الجميع وهذه أم المراثي والمآسي.. فهو لا يزال يحاول تضبيب الأجواء ومخادعة الناس عن مطالبهم وكأن الناس في العراق مجموعة من الأرانب الذين يمكن إستغفالهم ..
البلاد بحاجة الى ثورة إصلاحية حقيقية جناب الاستاذ حيدر العبادي فــ(الشعوب قد تستسلم ولكنها لا تموت) كما قال الراحل محمد باقر الصدر.
المطلوب الآن إعلانها صريحة واضحة كجيد الفجر من خلال القول والممارسة ..
• مصلحة العراق لا يمكن أن تتحقق على سبيل التساوي والتكافؤ مع تحقق مصالح الجيران والحلفاء الغربيين جميعا.
• الحقوق تنتزع ولا توهب وفي مجتمع الذئاب من لم يكن ذئبا أكلته الذئاب.
• لا مكان للدولة الدينية في العراق .. الملاذ والمفر هو الى الدولة المدنية التي تتمكن وحدها من حفظ هذا التنوع الرائع في العراق العريق.
• مكافحة الفساد لا تتم بأنصاف الحلول، وكل الفريق الحكومي فاسد.
• لا للمحاصصة ولا للأحزاب الفاسدة ونعم للتكنوقراط.
• إما أن تطلق النار أو لا تسحب سلاحك من غمده أصلاً.
• لا تستخف بعقول الناس وجراحاتهم فالعراقييون لم يستبقوا شيئاً لم يقدموه.
• الوقت على وشك أن يأزف والطوفان قادم وعلى الجميع أن يحذروا فالقبول بتقاسم الغنائم أفضل من ذهابها جميعا في مهب الريح..

التظاهرات الإسبوعية مستمرة لتحقيق أحد أمرين:
• إما تحقيق التغير الشامل بدءاً من القواعد وبشكل تصاعدي كما حصل في الثوارت البرتقالية في دول عديدة وإن شاء الله دون ان تراق قطرة دم واحدة من قبل المتظاهرين.
• أو النجاح في تغيير قلب العبادي من قلب شاة إلى قلب حصان - والأمثال تضرب ولا تقاس - والله من وراء القصد.
قصي فاخر الموسوي

يمكن مراسلة الكاتب على البريد الاليكتروني: [email protected]
او من خلال الصفحة الخاصة على الفيس بوك على الرابط التالي: https://www.facebook.com/kussayf



#قصي_فاخر_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل وداعش .. وحدة المضمون وتعدد الأدوار ... والخديعة الك ...
- الطائرات المدنية في خطوط الاشتباك .. ماهي خطوة داعش المقبلة؟


المزيد.....




- -لجنة التحقيق الإسرائيلية الخاصة بهجمات 7 أكتوبر: -الحكومة ف ...
- ما جحم الخسائر في لبنان وإسرائيل منذ بداية الحرب؟
- جامعة مصرية تعلق بعد التداول الواسع لفيديو أستاذ يجبر طالباً ...
- لبنان.. القوات الإسرائيلية تطلق النار بعد ساعات من بدء الهدن ...
- غرف متفحمة وقصف متتال.. طبيب يوثق غارات إسرائيلية مستمرة على ...
- لجنة التحقيق الروسية تؤكد مقتل مدنيين في كورسك بصواريخ -أتاك ...
- رئيس إدارة تايوان يشكو لمسؤول أمريكي -التهديد الصيني المستم ...
- افتتاح مترو سالونيك الجديد في اليونان بعد 20 عاماً من البناء ...
- اليوم الـ418 للحرب الإسرائيلية على غزة: وقف إطلاق نار في لبن ...
- أبرز ردود الفعل على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي فاخر الموسوي - إلى السيد العبادي .. يا بنيَّ إركب الفلك معنا فالطوفان قادم