أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام المنفي - نقد التراث الديني .














المزيد.....

نقد التراث الديني .


حسام المنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 07:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كثيرة هي الأفات التي علقت بعقولنا نحن العرب والمسلمين عبر قرون خلت كان سمتها الإنحطاط والتخلف ، وكثيرا ما تعمل هذه الأفات بطبيعة الحال على تسطيح وتخريب عقولنا حتى أصبحنا غير قادرين على ممارسة التفكير المنطقي سواء في مشكلاتنا الحياتية أو عندما نريد التوصل إلى حقيقة أموضوع مجرد مثل الحرية والأخلاق و الجمال و النفس والألوهية ، والتفكير الفلسفي أو المنطقي هو ذلك التفكير الذي يبحث في علل الأشياء وأسبابها ، والإنتقال من مقدمات قد إقتضى صحتها إلى نتائج تلزم عنها بالضرورة . . . إلخ وإذا سألتني ما هي الأفة التي تكون أشد خطرا على عقولنا في الوقت الراهن ؟ لن أتردد مطلقا في القول بأنها غياب " مهارة النقد " عندنا ، فنحن في أغلب الأوقات غير قادرين على تفنيد وتحليل وتمحيص ما يعرض على عقولنا من أفكار وتصورات ومعتقدات ، أو ربما تنقصنا الشجاعة في نقد بعض التصورات خاصة إن كانت مستقاه من الدين ، فعقولنا اعتادة على تلقي الأجوبة فضلا عن طرح الأسئلة . يعلق د. مصطفى النشار مبينا ضرورة النقد في المسار الحضاري للأمم والشعوب فيقول "إن التفكير العفلي و النقدي ضروري لحياة الأمم والشعوب التي تسعى للنهضة والتقدم . ولا مجال أمامنا الأن ونحن نسعى لذلك إلى أن نعطل العقل أو نلجمه بشروط مسبقة للتفكير ، بل كل ما علينا أن ندربه على كيفية التفكير العقلي عموما والتفكير النقدي خصوصا ، لأن هذا هو الأساس لنهضتنا وتقدمنا المنشود . (التفكير الفلسفي ص131) " أي أن نمو وتقدم ورقي المجتمعات البشرية مرهون بقدرة هذه المجتمعات على ممارسة مهارة النقد فإننا لا نستطيع مطلقا أن ننشد رقي وتقدم ونهضة بلادنا ومجتمعاتنا ما دمنا لا نجرأ على وضع تراثنا الفكري تحت مجهر النقد وخاصة التراث الديني ، لأن معظم الأفراد في مصر والبلدان العربية والإسلامية مازالت تستقي قيمها وأخلاقها ومعايير سلوكها من التراث الديني الذي ما زال حتى يومنا هذا يأبى الخضوع لمعايير العقل والمنطق لأنه ما زال معيار تقيمنا له هو صحة السند (أي قال فلان) ولكن المشكلة تكمن في الحالات الغير قليلة التي يتعارض فيها النص الديني مع منطق العقل أو عندما يتعارض النص الديني مع قيم الأخلاق والجمال التي جائت الأديان لتحض عليها وتغرس بذورها في وجدان المتلقي ، ففي هذه الحالات إما أن نؤول النص الديني لنزيل أوجه التعارض القائم بين النص الديني من جهه والعقل من جهه أخرى كما فعل قديما الفيلسوف الإسلامي الكبير ابن رشد وحديثا الإمام محمد عبده ، أو نرفض قبول النص الديني كلية في حالة التعارض السافر الذي يتبدى أمام أعيننا بين النص والعقل واستحالة التوفيق بينهما ، وفي هذه الحالة سيكون الدين هو أول الرابحين لأننا سننقيه من الشوائب والأدران التي علقت به عبر أزمان خلت . يقول د. حسن حنفي "التراث هو مجموعة الأجوبة لمجموع الأسئلة التي طرحها جيل معين في ظروف تاريخية خاصة . ولما كان الزمان متغيرا فلكل جيل أسئلته وأجوبته التي قد تتفق وقد تختلف مع أسئلة جيل أخر وأجاباته ، لذلك رأى بعض الأصوليين القدماء أن إجماع عصر سابق ليس بالضرورة ملزما لعصر لاحق ، وأن تقليد المجتهد اللاحق لمجتهد سابق لا يجوز لأن التقليد ليس مصدرا للعلم " وتنشأ قدسية التراث عندما يعجز جيل عن وضع أسئلته وبالتالي استحالة الإجابة على شيء . ثم يزايد في إيمانه على نفسه وعلى الله وعلى الناس كلما اشتد الكرب ، وعظم العجز ، وسدت أمامه السبل . يهرب إلى الوراء بعد أن يعجزه التقدم إلى الأمام ، ويدافع عن تراثه القديم بعد أن عجز عن إبداع تراث جديد . (هموم الفكر والوطن ص589) " أي أن أسلافنا كانت تشغلهم قضايا فكرية مختلفة تماما عن القضايا التي تسيطر على فكرنا نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين ، فقديما لم تظهر إلى الوجود مفاهيم ومصطلحات مثل الديموقراطية أو العلمانية أو العولمة ، الليبرالية ، الرأسمالية ، الإشتراكية ....إلخ وكما أن أسلافنا استطاعوا أن يتوصلو إلى بعض الإجوبة التي تخص القضايا التي كانت تشغلهم في ذلك الوقت فمن حقنا نحن أن نبحث عن حلول وأجوبة للقضايا المطروحة على أذهاننا دون التقيد بأراء وأفكار وتصورات مسبقة تعيق حركة تفكيرنا وتقيد من قدراتنا الإبداعية . وأخيرا أود أن أقول : إنني لا أستطيع مطلقا أن أكون عبدا لأقوال وأراء ومعتقدات أرسوا قواعدها أناس رحلوا عن عالمنا منذ مئات السنين ما دام قد وهبني الله عقلا أتخذه إماما ومرشدا أستطيع أن أميز به وأفرق بين الصحيح والسقيم وبين الصالح والطالح وبين القبح والجمال .



#حسام_المنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الفلسفة عند ستولنيتز .
- كل ما أعرفه إني لا أعرف شيئاً .
- لا سلطان على العقل إلا العقل نفسه
- ديالكتيك الفكر الإسلامي
- المدرسة الملطية . أول المدارس الفلسفية عند الإغريق . -مجموعة ...
- أنكسيمندروس [610 - 547] ق.م
- طاليس الملطي . أول الفلاسفة الإغريق
- مدخل الفلسفة اليونانية القديمة . عصر ما قبل سقراط .
- الإضطهاد الديني . وإغتيال الكلمة
- انتكاسة عقل
- جيوردانو برونو . والمحرقة
- محنة -ابن رشد-
- قتل الحلاج . وتحريم الفلسفة
- هيباتيا . شهيدة التعصب الديني
- مبحث في الجانب الأبستمولوجي -نظرية المعرفة- في الفلسفة الحدي ...
- سقراط . الرجل الذي جرؤ على السؤال
- أنكساجوراس . والحجر الأسود
- العلم والدين بين الفكر القديم والفكر الحديث
- نظرية المعرفة من منظور فلسفة ابن سينا
- الغزالي واهدار قيمة العقل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام المنفي - نقد التراث الديني .