|
مشكلتنا مع الاسلام
مهند احمد الشرعة
الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 01:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا الاسلام؟ لماذا المسلمين؟ هذا السؤال الذي دائما ما يردده المسلمين لماذا نحن؟ لماذا ديننا؟ حسنا سأقوم بالاجابة على هذا السؤال وكالعادة بوقاحة براغماتية. الاسلام اليوم هو الدين الوحيد الذي يحاول أتباعه اعادة فرضه على المجتمع بكافة طقوسه وتشريعاته الصحراوية بالقوة متناسين أننا قد أصبحنا في القرن الواحد والعشرين وبالرغم من هذا فهم يريدون رؤية قطع الايدي وجلد البشر في الشوارع وتعليق الرؤوس على المباني وصلب البشر على البنايات ورجمهم وقتلهم لأسباب لا تدعو المرء للتخلص من انسانيته والعودة الى العصور الحجرية ومع هذه المطالب الغوغائية فهم يقدمون لنا خطابات سفسطائية وديموغاجية مرددين كالببغاوات الاسلام دين انساني. لا أعرف ان كان في عقولهم ذرة من عقل فبعد كل التشريعات الوحشية التي يطالبون بها ويدافعون عنها يقولون أنهم انسانيون!!! (نحن بحاجة الى الكثير من الاطباء النفسيين لمعالجة الملايين من الحمقى). نضيف الى ذلك أن الاسلام والمسلمين يرفضون أي حركة اصلاحية اسلامية داخلية تطالب بإعادة النظر الى الاصول والاحكام التي تم وضعها في العصور الوسطى بمعنى أن هؤلاء الاصلاحيون يريدون التخلص من التراث النقلي واستخدام التفسير العقلي وهذا ما طرحته فرقة المعتزلة وتم اجهاض هذا الامر وبدأ هذا الموضوع يعود الى الشارع وذلك لتفسير القران بطريقة رمزية وادخال الابحاث التاريخية-الفيلولوجية على كلماته واياته ولكن.... ما دامت السلطة على السلطة فالضرطات لها رتب. وأقصد أن أي محاولة لاصلاح الاصول الدينية والمعلومات التاريخية يتم اجهاضها من الحكومات والكهنة واخيرا وفي هذا العالم الافتراضي المبلغين واطفال الكوبي بيست بطرق غير علمية تعتمد على التفاهات النقلية والتهديدات الارهابية الظلامية. وعلى هذا فالاسلام يقف بوجه المصلحين في الشرق الاوسط على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والايدولوجية والعقائدية مستغلا عاطفة الدهماء ودعم الطغاة الذين صبغوا سلطتهم بطابع ديني او طائفي وطبع حقبتنا بطابع شخبوطي. ولنقم ببحث اريكولوجي في سيكولوجيا عقل المجتمع المسلم فماذا سنجد؟ سنجد أن المسلمين ما زالوا يتغنون بأمجاد ماضيهم ووجودهم كدولة عظمى تمتلك مقومات حضارية ويتناسون أن هذه المقومات قد قامت على أكتاف الحضارات السابقة من فرس وروم ونصارى ويهود واقباط مصر وفلاسفة اليونان والحضارة الهللينية وغير ذلك من عاصر وحضارات ولاننكر ما للعلماء المسلمين من دور في الماضي الا أن ذلك لا يعني أن المسلمين اليوم قد رفع عنهم الحرج بل يجب عليهم المشاركة بالعلم حتى وان كان يتعارض مع افكار دينهم بل يجب أن يشاركوا الانسانية بتحمل واجباتهم واولها اصلاح دينهم- قام الاسلام باستباحتها ولو نظرنا جيدا لوجدنا أن العرب في بداية دولتهم كانوا مجموعة من البرابرة خاصة في العصرين الراشدي والاموي اذ لم يكن لهم أي انجازات تذكر سوى قيامهم بالاعمال الحربية وفي العصر العباسي الذي قرب العجم بدأت تظهر حركة فكرية لقيت مقاومة عنيفة من الاصوليين وأتباع النقل استطاعوا اجهاضها ويكفينا أن نذكر اسماء الكثيرين من العلماء الذين يتغنى بهم المسلمين دون أن يدركوا أن الكتب التي يعتمدوا عليها بدينهم قامت بتكفيرهم. اذن المسلم بحالة صدمة وبحالة انفصام وبحالة حقد أهوج فعندما تكلمه يشعرك بأنه قد امتلك الحقيقة المطلقة وأن قدمائهم قد ختموا العلم وهذا جهل واضح وحمق فاضح ولنرى لماذا لا نوجه الكثير من النقد للمسيحية. لقد استطاع المصلحون المسيحيون تشذيب براثن الكنيسة في اوروبا بل واستطاعوا نشر التفسير الرمزي للعهدين القديم والجديد وتقديم دراسات تطعن بلب العقيدة المسيحية ولا نجد اليوم من يقوم بتكفير اي عالم غربي او شرقي ينتقد الكنيسة من المسيحيين او يقومون بتهديده او قتله بل هم يحترمون رأيه ويناقشوه مع التشديد أنهم يقومون بذلك في سبيل الدفاع الفكري عن عقيدتهم لا للدعوة وكسب شخص جديد الى دينهم تذهب حسناته الى من ادخله للدين أي أن هدفهم أسمى بكثير ونشير الى أننا في منطقة ذات أغلبية مسلمةايضا. والى اليوم ما زال المسلمون يحاولون ويصرون على منع العلمانية وقيامها وذلك لما قام به كهنتهم من دعاية ضدها معتمدين على النصوص القروسطية التي يحاولون اسقاطها على الواقع بشتى الاشكال ومن المثير للسخرية أننا نجد الكثيرين ممن يرفضون داعش ويؤيدون الشريعة الاسلامية بالرغم من أن داعش تقوم بتطبيق الشريعة الاسلامية بحذافيرها فإذا ما قامت داعش بقطع يد سارق قال هذا ليس من الاسلام وعندما تسأله هل تؤيد حد السرقة يجيبك بنعم وعندما تقوم داعش بقتل مرتد يقول هذا ليس من الاسلام وعندما تسأله ما حد المرتد يقول لك القتل.أي فصام هذا؟!!. للأسف إن العقلية العربية الاسلامية ما زالت بمرحلة الطفولة فهي تحارب أي معارض لها بل وتستخدم أساليب الارهاب الفكري والجسدي لقمع أي فكرة معارضة سواء أكانت من داخل الاسلام أو من خارجه وهذا يؤكد على أن المنظومة الأبستمولوجية الاسلامية الحالية هي منظومة مغلوطة تعتمد على أسلوب النقل الاعمى والاجوف وأسلوب التلقين وغسل العقول وأسلوب اخرس ولا تفكر فقد فكر من سبقوك ونحن نفكر عنك وما عليك سوى اطاعتنا إن المسلمين اليوم عبيد لتراثهم وعلماءهم أكثر من عبوديتهم لله لا أعرف هل يقبل الهكم قتل وارهاب معارضيكم الذين لا يريدون سوى العيش بسلام وحرية تحت دولة علمانية تضمن لكم ولهم حقوقهم؟ هل يقبل الهكم القتل باسمه؟ هل يقبل الهكم بأن تبقوا بلا حضارة كما أنتم اليوم وتبقون عالة على غيركم بلا صناعة ضخمة ومكانة مرموقة وتعامل انساني لا تستغربوا عندما تصوركم هوليوود على أنكم حيوانات بل وادنى من ذلك.الاسلام محتاج لاصلاح داخلي ليصبح دينا حضاريا يتوافق مع معطيات القرن الواحد والعشرين لا أحد يريد القضاء على دينكم ولكن العالم يريد منكم اصلاح دينكم لتتمكنوا من الاندماج في هذا العالم.
#مهند_احمد_الشرعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هاوية الوجود
-
الصراع على السلطة في التاريخ الاسلامي
-
نظرات الى التاريخ الاسلامي
-
باستثناء أن أكون أبا.....
-
ما وراء عقل المتدين
-
النهاية
-
سقوط الانسانية
-
سدوم
-
في سيل الذكريات
-
على طاولة النقاش
-
الانسان...
-
وطني حبيبي وطني الاكبر
-
هموم الارض
-
ما وجدنا عليه اباءنا
-
لو كان موجودا
-
وما انا الا من غزية
-
أساطير الاولين(2)
-
اساطير الاولين
-
الاعدام والشعب العربي
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|