ابراهيم الحريري
الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 02:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشكل أحداث الجمعة الماضية في ساحة التحرير، التي اخذت شكل إعتداءات جبانة، ومحاولة تخريب التحشد الرائع وحرفه عن شعاراته، تشكل اشارة تحذير ينبغي عدم الإستهانة بها .
ومع انه جرى تطويقها، وعدم الإنجرار وراء الإستفزاز، وهو امر يسجَّل للحشد ولناشطيه ويقظتهم، فانها، اي هذه المحاولات الجبانة، هي تأكيد آخر على ما كان حذر منه الكثيرون من ان قوى الفساد والظلام لن تستسلم، وستدافع عن مصالحها ومراكزها، بضراوة، حتى لو أدى هذا الى عواقب وخيمة على البلاد و الناس .
واضح ان الهدف المباشر لهذه الإعتداءات الجبانة هو نشر الذعر بين المحتجين، وشل بعضهم عن المشاركة في الفعاليات القادمة، ومنع آخرين ممن كانوا يتهيأون للإلتحاق بموجة الإحتجاج ودفعهم الى البقاء في بيوتهم .
اما الهدف الأبعد فهو تعبئة قواهم، التي أرعبها الحراك الشعبي، و دَقّعها الى التجمع والتهيوء لمعارك قادمة.
ولن تُخفى هذه الأهداف على الحراك الشعبي ولا عن ناشطيه، وستدفعهم الى المزيد من التحشيد، من جهة، والى اليقظة والمزيد من اليقظة، وعدم الإنجرار وراء الإستفزازات المحافظة على الطابع السلمي للحراك، من الجهة الأخرى .
يبقى الهدف الآخر، اي التأثير على مركز القرار في السلطة، اي السيد العبادي، ودفعه الى إيقاف مسيرة الإصلاح تمهيداً للتراجع عنها .
سيرتكب السيد العبادي غلطة عمره إذا توقف في منتصف الطريق، او تراجع، متوهماً ان بإمكانه امساك العصى من الوسط او عقد مساومة مع القوى المعادية للتغيير، لأن هدف هذه القوى، ليس الحراك وناشطيه ورأسه فقط، بل رأس السيد العبادي ذاته. و اذا لم يتحقق لهم هذا الهدف، مادياً، اي بتصفية السيد العبادي جسدياً، فان الوقوف في منتصف الطريق، او التراجع، سيعني نهايته و تصفيته سياسياً .
لا طريق امام العبادي سوى مواصلة الطريق الذي بدأه، مستنداً الى إرادة مئات الألوف الذين احتلوا الساحات والشوارع، ودعم المرجعية لهذه الإرادة. وسيتضاعف دعمهم له كلما تقدم على طريق الإصلاح، وقاوم قوى الردّة .
فمن أجل قطع الطريق على قوى الفساد والظلام والردّة
ومن أجل شلّ اي ميل للتراجع او الوقوف في منتصف الطريق
ومن أجل المضي قدماً في طريق الإصلاح والحرية وبناء دولة المواطن
الى المزيد من الإندفاع نحو ساحات التغيير في كل مكان
الى الأمام! الى الأمام !
#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟