أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن عماشا - حزب ام حركة؟..اشكالية، الاطارالناظم















المزيد.....

حزب ام حركة؟..اشكالية، الاطارالناظم


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 1349 - 2005 / 10 / 16 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مقدمة:
في ظل التحديات التي تواجه الأمة على كل الصعد الخارجية اوالداخلية وبابعادها المختلفة. تستحوذ على اذهان المثقفين عندنا فكرة مفادها: ان الاحزاب «العقائدية» بما تعنيه من التزام ايديولوجي صارم، «تجاوزها الزمن،اوثبت فشلها»!(...)، وان الحركة القائمة على التنوع والتعدد هي الاطار الناظم الأنجع، لصيرورة المجتمع في التقدم والارتقاء.
كنت حتى وقت قريب اعتقد ان هذه الفكرة، مجرد ترف فكري، من تلك التي تستعرض عادة في الاندية والمقاهي، غير ان تسللها الى اناس، هم في مواقع مختلفة، من المثقفين المنخرطين في حركة الصراع، وليسوا من رواد الاندية والمقاهي. قاموا بالتعبير عنها بطريقة واحدة تقريبا، رغم الاختلافات الكبيرة في المشارب الفكرية والادوات المفهومية لهم. ما جعلها مسألة مطروحة كاشكالية امام معضلة تكوين الاطار الناظم، لتوحيد وتفعيل طاقات الامة في مواجهة التحديات. فكان لابد من البحث في الاسباب التي استدعت هذه الفكرة الى هؤولاء المفكرين ـ المناضلين، اولا ومن ثم مناقشتها كفكرة بذاتها.

مم لا شك فيه ان حجم التحديات التي تواجهنا وطبيعتها، هي فوق قدرات اية قوة من قوى الامة على مختلف اتجاهاتها الفكرية – الايديولوجية -. او على الاقل ليس في امتنا قوة تستطيع ان تدعي انها تملك برنامجا شاملا لمواجة هذه التحديات. واكثرها تقدما تقف عند حدود رد الفعل وضمن الحدود المرسومة اصلا من قبل القوى المهيمنة عالميا.
الا ان الحافز الان للاهتمام بهذه المسألة يعود الى سببين رئيسيين:
1. عجز «حركة التحرر الوطني» في امتنا بتياراتها المختلفة عن تحقيق برامجها وشعاراتها سواء من وصل منها الى السلطة اوتلك التي بقيت خارجها اوالتي ارتضت شراكة شكلية غير فاعلة. ووصولها الى حالة الافلاس والعجز وانسداد الأفق، ما دفع بجيلا كاملا من ابناء هذه الحركة الى التخبط في البحث عن سبيل للخروج من هذه الحالة.
2. عجز الطليعة الثورية المتصدية للتحدي الخارجي المباشر، عن تشكيل مركز استقطاب للطاقات الثورية التي هي خارج عبائتها الايديولوجية. وعدم قدرتها على الاحاطة بمجمل العملية الثورية واقتصارها على الجانب الكفاحي تحت سقف الحدود الكيانية. واعني هنا بالتحديد:«حزب الله» في لبنان وحركتا«حماس» و«الجهاد الاسلامي» في فلسطين. واذا كنا نلمس ادراك هذه الطليعة لحجم التحديات الا انه لم يرشح عنها أي مشرع يمكن البحث فيه حول سبل المواجهة وتنظيم طاقات الامة في شتى المجالات. وهي بسبب صمودها الاسطوري والنجاحات التي تحققها في ميدان المواجهة المباشرة التي تمدها بالقوة على الاستمرار لازالت بعيدة عن الشعور في ضرورة البحث عن تكامل العملية الثورية لتطال الجوانب السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية. لذلك سوف يقتصر بحثنا في دائرة التيار الذي تشكلت منه تاريخيا «حركة التحرر الوطني»، كون الحالة الثورية الاسلامية المعاصرة لازالت حديثة العهد في مجال المواجهة المباشرة مع الاستعمار الجديد – الامبريالي-.

بعد هزيمة العام ۱۹٦٧، حيث اتخذ الاتجاه القومي ( الناصرية والبعث) على عاتقه تحرير فلسطين واقامة الوحدة العربية. وما تلاها من انشقاقات وتكرس معها التقسيم الاستعماري للوطن العربي تبعا لاتفاقية «سايكس - بيكو». وبتأثير الانتصارات التي حققتها بعض حركات التحرر الوطني في العالم ذات الاتجاه «الاشتراكي و الماركسي» (كوبا – فيتنام)، قامت بعض تيارات الاتجاه القومي ﺒ «تبني» الاشتراكية والماركسية. في حين كانت الاحزاب الشيوعية الرسمية تتبنى موقف الاتحاد السوفياتي تجاه الصراع العربي – الصهيوني القائم على اساس الاعتراف ﺒ«اسرائيل» والتعايش معها والقبول بقرار التقسيم.
فكان الصراع على السلطة والتناحر بين فصائل الحركة السياسية في كل قطر من الاقطار العربية يحتل الاولوية في سياساته وتعبئته، في الوقت الذي كانت فيه القوى الاستعمارية تخترق النسيج الاجتماعي للامة وتعمق التناقضات وتبني قوى سياسية في مجتمعاتنا وتوفر لها الدعم المادي والمعنوي لتجعلها ترتبط بوعيها ومصالحها مع مراكز الاستعمار في اطار التقاسم الوظيفي بين اطرافه.
ان خيبة الرجاء التي اصابت معظم«المثقفين التقدميين»، اثر انهيار «المنظومة الاشتراكية» و«الاتحاد السوفياتي». افقدت العديد منهم، التوازن، واخضعتهم الى المنطق البرجوازي، التعميمي والقبول المبدئي للافكار التي اطلقها مفكروا الرأسمالية الامبريالية، مثل:«سقوط الايديولوجيا»و«نهاية التاريخ». وتبرع البعض في التنظير لهذه الافكار والقول:«ان الرأسمالية قادرة على ان تجدد نفسها باستمرار»(...) و«ان التقدم الاقتصادي وتطور وسائل الانتاج اديا الى بروز طبقة جديدة واحتلالها المساحة الاكبر والدور الرئيسي في عمليات الانتاج وهي «طبقة الاداريين». ما يعني ان الطبقة العاملة لم تعد هي الطبقة الطليعية(...) وبالتالي تصبح «طبقة الاداريين»، هي القوة المحركة للتطور الاجتماعي. وبما لها من خصائص، ثقافية،ومستويات معيشة،وقدرات على التواصل وتحصيل المعرفة،وتعاملها مع التكنولوجيا، في عصر اصبحت فيه المعمورة «قرية صغيرة». تصبح هذه الخصائص قيما لاتتفق مع الصيغ التي يحتل فيها فردا، او مجموعة افراد، السلطة ومن ثم القرار. وبالتالي لابد من صيغ جديدة تتلائم مع قيم«الطبقة الجديدة»، صيغ تضمن الشراكة في القرار والتناوب على السلطة.
هذه ابرز الحجج التي يسوقها هؤولاء . وحلّت في ادبياتهم «مقولات جديدة» محل «المقولات القديمة» واستبدلت مثلا: مقولة الجماهير بمقولة الشعب، والوطن بالمنطقة، والامة بالانسان، والعدو بألآخر. الخ..
هكذا كانت دائما «الموضة الفكرية» تعبر عن نفسها.تهرب اولا من العالم الواقعي ـ الموضوعي، الى عالم الذهن الأرحب،(...) في مواجهة التحديات الواقعية.وتسقط من حسابها كل علم، وفي مقدمتها علم التاريخ، وتستهلك افكار جاهزة تصبح عندها اداة التفسير لكل ما يواجهها في الواقع ماضيا،وحاضرا،ومستقبلا. وبالكلمة السحرية (الديموقراطية) تجد ضالتها، هي الحل!، لو كانت عندنا لما كنا نعاني مانعانيه!، ولا سبيل امامنا الا الديمقراطية للخروج من حالة التخلف والضعف والبطالة والهجرة، وهلمجرا.. وعبرها يفسر كل اسباب «الاخفاق»و«النجاح» لسيرورة قرن من التاريخ، وهي وحدها جواب مريح لحل كل المعضلات بها نستغني عن «المادية التاريخية» (علم التشكيلات الاجتماعية) وعن «الديالكتيك» ( صراع ووحدة الاضداد ). ونسقط من الحساب كل الجهود البحثية حول الظواهر التاريخية، السياسية والاجتماعية، مثل: الفاشية، الديكتاتورية، الارهابية، والخصائص المكونة لكل تشكيلة اجتماعية في اطار علاقات الانتاج والتبادل وما تمليه من اصطفافات تبعا للطور لتاريخي المحدد. والشروط المادية لنشوئها او زوالها، وتحل محلها الخطابات الواعظة والشعاراتية.
- ان شعار "الديموقراطية" بات الاوسع انتشارا في العالم اجمع. ويكاد لا يخلو خطاب سياسي او بيان حكومي أونداء نقابي، بل وحتي موعظة دينيية من هذا الشعار.ولا فرق بين مطلقه يمينيا كان ام يساريا، علمانيا ام متدينا، ملكي ام جمهوري، اشتراكي ام راسمالي.
فلا علم يحتكم لقواعده ولا تاريخ نتعلم من دروسه ولا تجارب نتعظ منها ؟!!. صدق او لا تصدق: حاملات الطائرات والمدمرات تجوب المحيطات والبحار بصواريخها واسلحتها الفتاكة لنشر "الديموقراطية".
تغزوا الجيوش بلاد وتنهب مواردها ويباد شعبها وهذا"مدنية وديموقراطية" . يقتلع شعب من ارضه وتنسف منازله ويمحى تاريخه. وهو ارهابي عدو "الديموقراطية". اياك ان لا تصدق!!، وعليك ان تقدم ابنك ضحية على مذبح "الديموقراطية" واعتبار تاريخك نفايات سامة حذاري ان تكشفها. والا انت غير مصدق وعليه جهز نفسك وابنك وحفيدك للمحاكمة فانت مجرم حرب وارهابي عدو للانسانية، او اقتلهما بنفسك فتنجوا من هذه المحاكمة.
ان مراجعة سريعة للأدبيات والاحداث منذ العام ۱۹٦٧وحتى يومنا هذا تكشف الى درك انحدرت فيه القوى السياسية والثقافية في امتنا في الوقت الذي كان المناط فيها وضع الرؤى الاستراتيجية المضادة لاستراتيجة الاستعمار وحل المعضلات الاستراتيجية والتكتيكية لمواجهتها. فبدل من ذلك اصبحت اليوم في ظل المخططات الجديدة للاستعمار الجديد مطالب وطموحات لدى الغالبية العظمى من قوانا السياسية. حيث يتم تبني الرؤى والتوصيفات التي ينتجها مفكروا الدول المهيمنة على العالم والقيام بتعريبها ومن ثم تمصيرها( نسبة الى مصر)، وتعريقها (العراق)، وفلسطنتها، ولبننتها، الخ..
من هنا فان تحديد طبيعة القضايا التي تواجهنا، واعني هنا القضايا الملموسة. تشكل الاساس الذي يقوم عليه أي بحث ، كون المسألة هنا تتعلق بالصيغة، والصيغة بمعنى ما هي اداة، والموقف منها تمليه ماهية الدور المناط بها. وعلى الرغم من ان المسألة المطروحة هنا هي مسألة تاريخية لم تحظى بالاهتمام الجاد ولم تقم تجربة حقيقية يمكن الاسترشاد بها في امتنا وان ما قام من محاولات بقيت في دائرة التقليد المشوه لتجارب شعوب وامم اخرى.
وما غايتنا من هذا البحث الا ادراكنا لضرورة ان تتحد كل طاقات الامة لمواجهة التحديات التي تمليها المخططات الامبريالية والغزو الاستعماري لعلها تستطيع ان تحد من المخاطر التي تتهددنا في ظل التفاوت الكبير على مختلف الصعد, بين امتنا واعدائها الامبرياليين. من اجل حياة افضل لنا ولاجيالنا اللاحقة، في اطار قيمنا الراقية والتي يمثل فيها الانسان القيمة الاعلى والتكافل والتضامن الاجتماعيين التي تميزنا عن قيم الغزاة، العنصريين.
ان اشكالية الصيغة التي تنتظم فيها طاقات امة ما في التصدي لما يواجهها من تحديات تشكل معضلة يتوقف على حلها مصير هذه الامة او اقله المساحة الزمنية بين طور وآخر في سلم الارتقاء والتطور والثمن الاجتماعي لهذه الصيرورة. ولنا في تاريخ الامم والشعوب وتجاربها دروس غنية على هذا الصعيد، والتي يمكن من خلالها استخلاص العبر وتجنب الوقوع في تجارب مريرة واعاقات تضيع معها الجهود والتضحيات. دون ان يعني ذلك استنساخ أي من تلك التجارب مهما بدت في ظروفها الذاتية مشابهة للظروف التي تعيش فيها امتنا. حيث انه لكل امة خصائصها، والتحديات التي تواجهها أي كانت درجات الشبه بينها وبين تحديات واجهت امة اخرى تبقى مختلفة من حيث المكان والزمان والخصائص الذاتية من جهة، وطبيعة القوة – او القوى – التي تمثل هذا التحدي من جهة اخرى. بضوء الاوضاع والظروف الدولية الملموسة. والتي يمكن اختصارها بالعناوين التالية:

(اذا كانت هزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية تعود بشكل رئيسي الى القدرة على تعبئة وحشد القوى والارادة. فان هزيمة اليابان لعب الدور الحاسم فيها التفوق التكنولوجي والقدرة على الدمار الشامل. ما يعني انه ليس بالارادة وحدها يمكن مواجهة التحديات، بل وضع الاستراتيجية والتكتيك الصائبين والمورنة او الصلابة التي يمليانها يحقق النجاح في المواجهة. وحتى في حالة الهزيمة يمكن تحديد الخسائر الى ادنى مستوياتها ما يوفر للاجيال اللاحقة شروط افضل للحياة والنضال).


اولا": الاحتلال الاستيطاني الصهيوني في فلسطين.
ثانيا: الغزو الامبريالي ـ الأمريكي للعراق.
ثالثا: التجزئة والتخلف على كل الصعد.
رابعا: عجز وتكلس وتبعية النظام الرسمي العربي.
هذه هي القضايا المركزية التي اعتبرها الاساس في النظر الى التحديات، اما ما دونها من مسائل فهي بنظري تمثل ازمات مثل: الفساد المستشري في مؤسسات المجتمع والذي لايقتصر على مؤسسات السلطة وحسب وانعكاساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وتجاوزها هنا بسبب ادراكنا ان ايجاد الحلول لها مرهون بالتركيب البنيوي لمجتمعاتنا وليس بالمناشدات الاخلاقية العقيمة. وتبعا للتشكيلات الاجتماعية ودورها في عمليات الانتاج وطبيعة هذه العمليات من جهة، وعلاقة هذه التشكيلات بالسلطة وموقعها منها من جهة اخرى.
رغم تراجع الاهتمام بهذه العناوين وسيادة الوعي الكياني ـ القطري في اوساط الغالبية العظمى من المهتمين بالشأن العام الا انها تبقى اية مسألة مهما بدت،خصوصية كيانية، ترتبط بشكل او بآخر بتلك العناوين وليس بهذا أي تعسف. نعم ان الاتجاه السائد يعاكس هذه العناوين ففيما خص الصراع العربي ـ الصهيوني،هو التسوية على قاعدة الاعتراف بالكيان الصهيوني والتعايش معه واقامة "الدولة الفلسطينية". وان الغزو للعراق شأن عراقي. وان التجزئة تحولت عصبيات كيانية حتى في اوساط القوى "القومية". اما التبعية فحدث ولا حرج!!. لكن من يستطيع ان يزعم ان هذا الاتجاه له افق؟ او أي من رموزه خارج المأزق؟. قبل عشر سنوات كان الحديث عن المأزق التاريخي للكيان الصهيوني يعد ضرب من الخيال الا نقراء اليوم ان آخر ملوك الكيان الصهيوني وعصاه الغليظة اسقط في يده؟ والولايات المتحدة تتخبط في رمال العراق؟ ويبحثون بين اتباعهم من نسيج امتنا عن من يقاتل عنهم حفنة من المقاومين تأبى الخضوع ومؤمنة بالامة وسيادتها على ارضها ومواردها.
وفي الوقت الذي لاتغيب فيه قضايا العولمة واملاءاتها، الاقتصادية، السياسية، الثقافية، الامنية، الاجتماعية. وما تمثله من تحديات. فضلا عن ما تعانيه امتنا من تخلف اقتصادي وانمائي. لا يجب ان تضيع «البوصلة» التي تؤشر الى الاتجاه الرئيسي نحو العناوين اعلاه، وباتجاهها فقط يتحقق أي تقدم وعلى أي صعيد ودونها يعني المزيد من التفتيت والتبعية. لان العالم رغم كل التطور الذي حققته الدول الصناعية على الصعد الاقتصادية والتنمية الاجتماعية. لازال الاستغلال والسيطرة على مقومات الارتقاء والتقدم للامم المتخلفة بيدها وتستغلها لتأبيد سيطرتها وان التناقضات التي تبرز من حين الى آخر بين القوى المسيطرة في العالم تعود فقط لاسباب التقاسم للثروات الكونية وبالقوة بمعزل عن المبادئ التي لاتعدو سوى مجرد عدة تهدف بالنهاية الى تعظيم قوة كل طرف. وبالتالي لامكان في هذا العالم لمن يشاء ان يحيا سيدا،حرا، مستقلا، الا بالقدر الذي يملك فيه عناصر قوة تمكنه من تحقيق شراكة قائمة على تبادل المصالح وبذلك فقط يتحقق التفاعل الحضاري بين الامم .
مايدعو الى الدهشة: انه في الوقت الذي يطالب فيه المثقفون عندنا على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم، بتجاوز المفاهيم التي حكمت المسيرة السياسية الاجتماعية على مدى القرن السابق والتي يلقى على عاتقها اسباب التخلف في مجتمعاتنا. يعيدون انتاج هذه المفاهيم نفسها بصيغ مختلفة. وابرزها: الانبهار واللهاث خلف كل جديد، دون النظر في الخصائص الاجتماعية والطور التاريخي الذي نحن فيه وعلاقات الانتاج التي نعيش في ظلها مع ما تمليه من اصطفافات سياسية اجتماعية.فضلا عن الروابط الموروثة من عهود الاستعمار وما تشكله من اختراقات في النسيج الاجتماعي منسلخة في وعييها ومصالحها عن سير التطور الطبيعي للامة. اضف الى ذلك الهجمة الاستعمارية المتجددة والتي تهدف فضلا عن السيطرة على مواردنا واسواقنا وتدمير مقوماتنا الى تفكيك روابطنا التاريخية،القومية،الثقافية،الدينية،السياسية.
لا نتهم المثقفون عندنا بتجاهل كل هذه التحديات، الا ان السؤال ماهي الصيغة الملائمة لمواجهتها؟

ويتبارى المثقفون في استحضار النماذج القائمة في اوروبا. دون ان تترجم هذه الفكرة الى تجسيد واقعي لها ولو على أي مستوى، ولم تبرز بالمقابل افكار مخالفة تنقل النقاش من عالم الذهن الى العالم الواقعي الموضوعي . ما يوحي بان هذه الفكرة هي الطريق الوحيد التي يجب ان تسلكها كل قوة لتكون جديرة بالحياة ومتلائمة مع طبيعة العصر.!
اذا كانت تجاربنا التاريخية استهلكت المصطلحات والعناوين لا يجب ان يرهبنا تبني بعضها شرط ان تكون تعبيرا عن المضمون العلمي لها. فالحزب او الحركة او الجبهة او التيار، وما شاكل.. تبقى عناوين لاتشكل بذاتها دلالة عن المضمون العلمي والتاريخي لها في بلادنا.مثلا: في لبنان: هناك ما يسمى «التيار الوطني الحر» وهو اصطفاف يحكمه فرد دون ان يكون لديه أي نظام او مشروع ويعود له القرار بكل شأن كبير او صغير. ومؤخرا اصبح لدينا احزاب مثل «الحزب الشيوعي اللبناني» يحوي بداخله نماذج من كل اطياف التلوين السياسي والئقافي اللبناني من اقص اليسار الى اقصى اليمين ومن حثالة الطبقة العاملة الى الربويين والسماسرة.
من هنا ليس مهما الاسم الذي يحمله تشكيل سياسي ما بقدر ما يكون له استراتيجية واضحة وتكتيك يخدمها ومعايير نضالية تبيّن الفرق بين النظرية والممارسة والتماهي مع مقتضياتها. بحيث تكون التخوم واضحة لايتساوى فيها المناضل مع الانتهازي. وان تكون الامكانات متلائمة مع المهام فلا تضيع الحدود بين تلازم الحقوق مع الواجبات في شتى الميادين .
نعم لا يستطيع ان يزعم احدا انه مالك للحقيقة المطلقة لانها غير موجودة اصلا. الا ان نسبيتها تحددها الشروط الموضوعية وليس المزاج الذاتي وتبقى الحقيقة النسبية صحيحة طالما هي قائمة على اسس معرفية – علمية، وتعميقها طريقه العلم، والجهل ليس حجة لنفيها.
من هنا لاضير من تسمية حزب لو توفرت الوحدة في الرؤية الاستراتيجية والتكتيكية والبرنامج. دون ان يعني ذلك الانعزال عن تشكيلات وصيغ تلتقي في حدود البرنامج او التكتيك في مرحلة تااريخية معينة او حتى محطة تقاطع شرط ان يكون التفاعل هنا في خدمة الاستراتيجية وان لا يبنى على اساس اللقاء في موقف برنامجي او تكتيكى وهم الوحدة في الاستراتيجية التي لايمكن ان تتحقق الا من خلال الوحدة في المعاييرالمستخلصة من العلم والتجارب التاريخية.
واذا كانت شروط الوحدة في الاستراتيجية والتكتيك والبرنامج غير ناضجة كونها لاتقوم على النوايا الطيبة فهذا يحتم ان تكون الصيغة اكثر مرونة وتحتمل الاختلاف وهي بذلك تكون «حركة» أي كان الاسم الذي تحمله



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الى الشيوعيين اللبنانيين
- الموت في التيه...¨سقط جورج حاوي شهيدا..
- أزمة اليسار العربي: اللبناني نموذجاً وضرورة ولادة جديدة


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن عماشا - حزب ام حركة؟..اشكالية، الاطارالناظم