حسين علي الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 22:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل يمكن أن ننتظر من البرلمان العراقي أن يصلح ما أفسده هو؟ سؤال أطرحه الآن وأجد إن الإجابة عليه مهمة خاصة وإن الحكومة والبرلمان معا إستخدما أسلوب الوعد ثم التصويت دون أن تكون هنالك ثمة حلول جذرية لمشاكل العراق الخدمية والإقتصادية والأمنية.
الحل الذي يهرب منه الجميع الآن يتمثل بحل البرلمان فورا والدعوة لإنتخابات مبكرة وقد يقول البعض إن الإنتخابات تحتاج لأموال طائلة والحل موجود إن رواتب (البرلمان المنحل) والمقررة ضمن الموازنة لعام 2015 كافية لأن تجري الإنتخابات قبل نهاية العام الحالي وهذا الإجراء سيؤمن لنا أشياء كثيرة أولها رفع الحصانة عن المطلوبين للقضاء العراقي من البرلمانيين وهو أمر مهم جدا، ثانيا إنتاج طبقة سياسية جديدة تخرج من رحم الشارع العراقي وليس من رحم دول الجوار،وثالثا إستثمار الوعي الشعبي الآن بما يؤمن عدم وصول هؤلاء ثانية لقبة البرلمان خاصة وإن رؤساء الكتل الكبيرة سيكونون خارج إطار السلطة التنفيذية مما سيحرمهم من إستخدام نفوذهم الوظيفي والحزبي من أجل الإنتخابات.ولا بأس أن تجري هذه الإنتخابات بإشراف الأمم المتحدة وليس المفوضية العليا للإنتخابات المشكوك في مصداقيتها لكونها شكلت من قبل أحزاب السلطة .
قد يعترض البعض ويقول إن حل البرلمان يحتاج لآليات وأجد إن هذه الآليات متوفرة وتتمثل المادة (64): أولاً:- يُحل مجلس النواب، بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث أعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية، ولا يجوز حل المجلس في أثناء مدة استجواب رئيس مجلس الوزراء.
ثانياً:- يدعو رئيس الجمهورية، عند حل مجلس النواب، إلى انتخاباتٍ عامة في البلاد خلال مدةٍ أقصاها ستون يوماً من تاريخ الحل، ويعد مجلس الوزراء في هذه الحالة مُستقيلاً، ويواصل تصريف الأمور اليومية.
وهذه الآلية الدستورية يجب أن ينطلق منها المتظاهر العراقي من أجل الإصلاح ولا ينتظر إصلاحا من برلمان فاسد بنسبة عالية جدا ،وكل الحلول التي قدمها رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب لن تقودنا للإصلاح طالما إن ذات الوجوه تحكم وتتحكم وتحاول كسب الوقت وتجاوز الأزمة التي تمر بها حاليا ولن تتردد هذه القوى في البطش بالشعب العراقي عبر ذراعها داعش التي نالت من ألأبرياء في سوق جميلة ومن قبل في ديالى وغدا في مناطق أخرى وجميعا يعرف إن الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة ،فساد القوى السياسية إنتج داعش التي ولدت من رحم الفساد .
#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟