عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 17:56
المحور:
المجتمع المدني
حماميل
اتّصَلَ بي ابنُ المدينةِ المقهورةِ المُبتلاةِ ، الصديق باسم خميس Basiem Khamies قبل قليل .. وأخبرني أنّهُ علم بوجود اربعة قتلى من الـ " حماميل " ، في " فرعٍ " واحدٍ من " فروع " مدينتهِ ، بتفجير " العلوة " صباح هذا اليوم البائس .
إنّهُم " حماميل " .
إنّهُم الكائناتُ البشريّةُ التي تجرُّ عربات ما قبل التاريخ باجسادها .. لكي تأكلَ خبزها كفاف يومها بكرامةٍ فقط .. وليس لـ " تعيش " كما ينبغي للبشر أن يعيشون ، في كلّ مكانٍ إلاّ في العراق وحده .
ماذا بوسعهم ان يفعلوا بعد .. ليبقوا على قيد الحياة .. ويأكلون خبزهم بكرامة ؟
لكي لا يتحوّلون إلى لصوصٍ و " قوّادين " ؟
ماذا يفعلونَ بعدُ ، لكي لا يموتوا ؟
ماذا ستفعلونَ الآن ؟
هل ستمنحونهم " ديّة " الحكومة ؟
وكم ستصولُ الأرملة ، وتجول ، لكي تحصلً على هذه " المكرمة " ؟
ومن هُم القتلة رجاءاً .. في هذه " الحالة " ؟
هل هُم ، فقط ، اولئكَ الذين فخّخوا " التريلة - المُجَمّدَة " بطولها الفارع .. وركنوها على الرصيف .. وفجّروها عن" قُرب " ؟
أمْ اولئك الذين تركوها تصولُ وتجولُ ، وتسرحُ وتمرحُ في شوارع بغداد ، إلى ان وصلتْ إلى "علوة جميلة " ؟
وقبلها كانت تسرحُ ، وتمرحُ إلى ان وصلتْ إلى خان بني سعد .
وقبلها كانت تسرحُ وتمرحُ ، إلى أن وصلتْ إلى سوق الهويدر وناحية كنعان .
وإلى الذين يبحثون عن " اولويّات " يمكنُ الأتّفاقُ عليها ..
اليستْ هذه اولويّة ؟
القصاص من القتلة اولويّةٌ قصوى .
لتكن هذه هي " الأولويّة " .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟