أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودت ناجي الحمداني - لا نصوت لدستور طائفي يظلم نصف المجتمع















المزيد.....

لا نصوت لدستور طائفي يظلم نصف المجتمع


عودت ناجي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1349 - 2005 / 10 / 16 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقترب من الحسم حملة التصويت على مسودة الدستور العراقي التي جاءت مخيبة لآمال العراقيين وتطلعاتهم في اقامة نظام ديمقراطي يقوم على فصل الدين عن الدولة.فقد كتبت مسودة الدستور باديولوجية الفقه الطائفي التي تبدء بتمجيد المراجع الدينيه واعلاء شأنها وتلزم المشرعين مستقبلاً بعدم جواز سن القوانين التي تستجيب لحركة تطور المجتمع وحقوق المواطن باعتبارها تعارض ثوابت السلام , وبذلك تصادر الوثيقة الحقوق الاساسية للمذاهب والطوائف العراقية من غير المسلمة وتصهرها في بوتقة التشريع الاسلامي باعتبار الاسلام وحده اساس التشريع. وان دعوة العراقيين لتزكية هذة المسودة المصاغة بنفس طائفي من قبل من قبل الجماعات الطائفيه والقوميه المتعصبة هو تواطأ ومساومة مع المشروع الطائفي الذي تدعمه الحكومة الايرانية والامريكية لأجهاض الحركة الوطنيه العراقية وطليعتها الاحزاب والقوى العلمانيه للحيلولة دون اقامة نظام وطني تقدمي معادي للاحتلال الامريكي والتوسع الايراني في العراق.

ان مواد مسودة الدستورمصاغة عن عمد بلغة ملتبسه تعبر عن الاستقطابات الطائفية والقومية والمناطقية اكثر مما تعبر عن الارادة الحرة للعراقيين. وقد اختزلت المسودة مكونات الشعب العراقي الواسعة بحفنة قليله ممثلة للشيعة والسنة والكرد.
ان تمرير مسودة الدستور ستكون وبالاً على مستقبل العراق اللاحق لأنها تؤسس لنظام ديني
يقوده المعممون ممن تربو في اوكار الحوزات الدينيه في ايران وتشربو بالافكار الطائفيه والتعصب الاعمى لولاية الفقيه في ايران. وهو ما يقود عملياً الى فصل جنوب العراق ووسطه من خلال الدعوات المشبوهه لما يسمى بفدرالية الجنوب التي تعني في مضامينها النهائية
اقامة كيانات طائفيه هزيله تكون معبراً للتوسع الايراني وتسويق سياساتة المعاديه للشعب العراقي .والسيطرة على الثروات الوطنيه ونهبها وفرض النظام الالستبدادي على ابناء تلك المناطق التي تتحكم في مصيرها العصابات الطائفية المنفلتة المدعومة بالمال والسلاح الايراني, ومثل هذة الدعوات تثير النشاز والاشمئزاز ولا تعبر عن اية رغبة عراقية بقدر ما تعبر عن رغبة الطائفيين وحنينهم الى اصولهم التبعيه. وان ما يتعرض له العراقيون من انتهاك فظ على ايدي العصابات الشيعية في الجنوب وغيره من المناطق الاخرى يجعلها بديلاً موضوعياً لاجهزة القمع الصداميه .
فلاول مرة في تاريخ الدولة العراقية تؤسس الاحزاب الشيعيه بتحالفها مع القوى الكردية المتعصبه نظاماً طائفيا رسمياً ادى الى دق اسفين عميق بين مكوناتة الشعب العراقي المتآخية وهو الهدف الذي ترمي الى تحقيقه الادارة الامريكيه والحكومة الايرانية المتواطئة مع الاحتلال الامريكي ومخططاته الاجراميه.
ان مسودة الدستور من حيث المبدأ تطمس هوية العراق العربية بكونه بلد عربي وأحد البلدان العربيه المهمة لما يشكله من ثقل حضاري وثقافي وتاريخي واقتصادي وبكونه عضوا فاعلاً ومؤسساً في الجامعة العربية والامم المتحدة. فعبارة الشعب العربي في العراق التي وردت في مسودة الدستور توحي وكأن العراقيين العرب ليسو بأهل العراق الاصليين ولا تميزهم عن غيرهم من العرب المستعربين ومن العرب ذو الاصول غير العراقيه,وهي تسوية مفضوحة للتغطية على الجماعات المتنفذة في الحكومة والتي تنحدر من اصول ايرانية وباكستانية وغير ذلك من التبعيات غير العربية. وعلية فالوثيقة ينبغي ان تؤكد على العرب العراقيين ولا تساوي بين العراقي الاصيل والايراني المستعرب لأن ذلك يشكل خلطاَ لا مبرر لة طالما ان مبدأ المواطنة قد غيبته الحكومة الطائفية .ولهذا فمن الأصح ان تؤكد الوثيقة ان العراق بلد عربي يتكون من قوميات واقليات وطوائف متعددة متساوية الحقوق والواجبات.
والى جانب ذلك الغت مسودة الدستور حقوق المرأة ومساواتها بالرجل وجردتها من مكتسباتها ا التقدميه كما الغت كافة المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية المرأة وحقوق الانسان.
ان النساء يشكلن اكثر من 55/ من المجتمع العراقي , وقد ناضلت المرأة العراقية بجدارة الى جانب اخيها الرجل ضد الانظمة القمعية فدخلت السجون والمعتقلات وتعرضت للتعذيب والاغتصاب من قبل الاجهزة القمعية, وقدمت صورة مشرقة للمرأة العراقية المناضلة في سبيل القضايا الوطنية, ولهذا ا فمن الاهمية بمكان ومن المصلحة االوطنية ان تنصف الوثيقة المرأة العراقية وتحترم تضحياتها وان تؤكد على تمتعها بكامل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحقيق مساواتها بالرجل.
وعلية فان مسودة الدستور التي تحرم اكثر من نصف المجتمع من حقوقه الاساسيه لا يمكن
ان تكون بأية حال مشروعاً لدستور يضمن العدالة والمساواة والنزاهه , وان هذا التوجه المتعمد على مصادرة حقوق المراة واضطهادها يعبر عن مخلفات الفكر الرجعي الذي سحقتة الحضارة الأنسانية . فعندما يتحرر الرجل من التخلف الاجتماعي وينعتق من زنزانة الجهل والوهم يدرك الاهمية لتحرر المراة .
وبذلك لا يمكن قبول المبررات التي تسوقها بعض القوى لقبول الوثيقة في محاولة للتستر على مواقفها التساومية والتوفيقية .

فالنفس الطائفي الذي طغى على المسودة والافراط في الخصوصية الدينية ستكون مدخلاً لنشوء النزاعات الطائفية والمذهبية والقومية , ولهذا ينبغي ان تواجة هذه المسودة بالرفض والادانة لوضع حد نهائي للمرض السياسي والخلل الفكري الذي تعانيه الجماعت الطائفية والذي سيؤدي الى تحطيم كل ماهو تقدمي ووطني حققه العراقيون بدمائهم الزكية.
ان استشراء الفساد الاداري والمالي والرشوة والمحسوبية والتمييز على الاسس المذهبية والعقيدة والاعتداء على المواطنين من قبل مليشيات الحكومة صفة مميزة لحكومة الجعفري التي فشلت في توفير ابسط اوليات مستلزمات المعيشية للمواطن العراقي .

ان تصفية الاحتلال ومخلفاته الوخيمة واستعادة وحدة الشعب العراقي ودوره على الساحة العربية والدولية والنهوض بأقتصاده الوطني وتحرير ثرواته النفطيه والخروج من الازمات المستفحلة في الاقتصاد والامن والبطالة والماء والكهرباء وفي ثقة المواطن بالمستقبل لن يتحقق الا باقامة نظام ديمقراطي يمثل المصالح الجذرية لكافة العراقيين على اساس المواطنة وليس المذهب والطائفة . وقد أكدت حقائق العصر وواقع حا ل المجتمع العراقي على فشل الطروحات والنظريات الطائفية .
وعليه فمن وجهة النظر المبدئيه ان حل الجمعيه الوطنية وانتخاب حكومة جديدة هو احسن بكثير من فرض مسودة دستور طائفي يؤسس لنظام مذهبي يتنكر لحقوق نصف المجتمع ويرسم افاقاً مبهمة لمستقبل العراق اللاحق.



#عودت_ناجي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل الماركسي لظاهرة الديون
- التحليل الكلاسيكي لظاهرة الديون
- المديونيه الخارجيه للبلدان الناميه وأثرها على اقتصاديات البل ...
- بعض انعكاسات الأزمه الرأسماليه على اوضاع ا لطبقه ا لعامله
- اذا كانت المحاصصة الطائفيه هي الحل فلماذا الانتخابات؟
- حصاد الانتخابات والتخويف الديني في العراق
- من اجل وطن حر وشعب سعيد نصوت لقائمة اتحاد الشعب
- المشاركة في الانتخابات مهمة وطنية


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم سودانيا قصاصا وتكشف عن اسمه و ...
- بدء معاينة الأضرار التي خلفتها حرائق الغابات في مناطق أتيكا ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- آب روسيا اللّهاب من كورسك الى كورسك
- رئيس كوريا الجنوبية: توحيد الكوريتين مهمة تاريخية يجب تنفيذه ...
- 7 سلوكيات غريبة تدل على العبقرية
- أفغانستان.. 2,5 مليون فتاة يحرمن من حقهن في التعليم
- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودت ناجي الحمداني - لا نصوت لدستور طائفي يظلم نصف المجتمع