أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم هداد - ثغر العراق الباسم أم اللاطم














المزيد.....

ثغر العراق الباسم أم اللاطم


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1349 - 2005 / 10 / 16 - 10:35
المحور: المجتمع المدني
    


مدينة البصرة ، ثالث اكبر المدن العراقية ، ومنها يطل العراق الحبيب على فضاءات الخليج ، تحملت الجزء الأكبر من دمار وخراب وتداعيات الحرب العراقية الأيرانية , ولم تبخل الجارة المسلمة إيران بدكها بصواريخ ارض ارض ، ردا على حماقات الطاغية صدام وهي تعلم حقا ان اهل البصرة لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب ، ولا ينسى البصريون ماقامت به قوات الأحتلال الأيرانية عند احتلالها الفاو ، فأول ما قامت به تغيير اسماء شوارع وساحات المدينة مسمية إياها بأسماء إيرانية وباللغة الفارسية ، ونقلت ذلك شاشات التلفزيون .

ومن البصرة انطلقت شرارة انتفاضة آذار 1991 محطمة جداريات الصنم وداست بالأقدام صوره الملصقة والمعلقة بأعداد اكثر من سكان البصرة ، وفي " الشعيبة " في محافظة البصرة خاض المجاهدون العراقيون قتالا شرسا ضد قوات الأحتلال البريطاني عند غزوها لبلادنا عام 1914 ، وفي اوائل العشرينات تشكلت في البصرة اولى الخلايا للفكر التقدمي الأنساني ، وشهدت البصرة أولى الأضرابات العمالية في مسفن الدوكيارد عام 1918 ومسيرتهم الجماهيرية التي قمعت بوحشية من قبل قوات الأحتلال البريطاني .

وبعد سقوط الصنم تنفس اهلنا في البصرة نسيم الحرية ، وشمروا عن سواعدهم لأعادة بناء مدينتهم بعدما حل بها كل هذا الدمار ، وماهي الا اشهر قليلة ، وبعد ان احكمت سيطرتها على مدينتي العمارة والكوت ، بدأت سموم الريح الصفراء بالهبوب من الساحل الشرقي لشط العرب ، ناقلة معها كل التخلف والرياء والدجل ، فسرعان ما تشكلت احزاب وحركات ، يسمع بها لأول مرة ، وكلها تدعي القرب من الله ، فمن حزب الله، وثأر الله ,وشهيد الله ، وبقيت الله ، وقد تظهر في الأيام القادمة احزابا تتسمى بـ " حبيب الله ، وعزيز الله " ، وبالتأكيد فأن الله برئ من كل من يحاول تشويه سمعته والنيل من لفظ الجلالة بالأنتساب اليه دجلا وبهتانا .

ودخلت البلاد ايضا مؤسسات ظاهرها تقديم الخدمات الأنسانية ، وهي وكالات تتستر خلفها المخابرات الأيرانية ، حتى اصبحت البصرة وكأنها محافظة ايرانية ، تدار وتحكم من قبل ايران من خلال عملائها في مجلس المحافظة والمجالس البلدية وكافة مفاصل المحافظة الأساسية .

وفي ظل غياب السلطة ، شكلوا ميليشياتهم بدعم وتمويل من الجارة المسلمة إيران ، وبأشراف الحرس الثوري الأيراني ، والمخابرات الأيرانية ، ونتيجة التزوير واتباع سياسة " الترغيب والترهيب " البعثية سيئة الصيت ، فازوا في انتخابات مجلس المحافظة ، وكما كشف عنها مؤخرا مدير مكتب المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات في البصرة ، وبعد ان تم اعفاؤه من منصبه ، وكأنه يريد تبرئة ذمته .

وبعد ان احكموا سيطرتهم على المدينة ، من خلال استحواذهم على ملاكات الشرطة والحرس الوطني ، التي عادت تمتثل لأوامر احزاب الأسلام السياسي الشيعي الموالية لأيران بدل الأمتثال لقياداتها الرسمية ، وهذا ما صرح به مدير شرطة البصرة علنا وعلى رؤوس الأشهاد ،من انه لا يثق الا بربع رجاله ، وان الميليشيات هي القوة الفعلية في المحافظة ، وهذا ما اثبتته الحقائق ، وما جرى من تسليم الجنديين البريطانيين لرجال الميليشيا من قبل الشرطة العراقية ، خير دليل على ولاء تشكيلات الشرطة والجيش لسلطة الأحزاب بدلا من ولائها لسلطة الدولة العراقية، وما حدث من حسم للخلاف بلعلعة الرصاص بين البدريين والصدريين ، وانحياز افراد الشرطة والحرس الوطني كل لحزبه السياسي ، يؤكد ما ذكرناه .
والذي ينتقد ما يجري في البصرة اليوم ، او يطلق آهة حسرة لما آل اليه وضعها ، فمصيره يكون مثل مصير الصحافي الأمريكي " ستيفن فنسنت " الذي قتل في 2/8/2005 ، لتجرأه ونشره مقالا في 31/8/2005 ، اشار فيه الى ان الميليشيات الشيعية تخترق شرطة البصرة ، والصحافي العراقي " فاخر حيدر " الذي يعمل لصالح جريدة " النيويورك تايمز " الذي قتل في 19/9/2005 ، لتجرأه هو الآخر وارساله تقريرا لجريدته عن ما يجري في البصرة من انتشار لغربان الظلام والتخلف .

هؤلاء الذين شمروا سواعدهم لنشر ثقافتهم الظلامية ، ثقافة القرون الوسطى ، وتحت شعار " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " سئ الصيت ، والذي نادى به المذهب الوهابي ، فشنوا حملاتهم وبقوة السلاح ، لأنهم لا يفهمون لغة الأقناع ، ولم يقرأو ا او يسمعوا بـ " جادلهم بالتي هي احسن " و " ارسلناك رحمة للعالمين " و " لكم دينكم ولي ديني " ، فأجبروا النساء بغض النظر عن ديانتهن على إرتداء الحجاب , واغلقوا صالونات الحلاقة النسائية بأستخدام سلاحهم الذين لا يجيدون غيره ، "العبوات الناسفة " ، وكذلك محلات بيع المشروبات الكحولية .

وبألم نقل الكاتب " رزاق عبود " في مقال نشره في عدد من المواقع الألكترونية ، عن اتصال تلفوني مع احد ابناء البصره والذي عبرت كلماته عن معاناة البصريين من قوى الظلام التي خيمت بظلالها القاتم على ثغر العراق الباسم وحولتها الى ثغر العراق اللاطم ، حيث قال مخاطبا مهاتفه الكاتب " رزاق عبود : " تعال وشوف شمسوين بينه ، خلوا الناس تترحم على عهد صدام المجرم ، حتى رمضان ماله طعم وياهم ،انت شايف عرس بليه زفه ، حتى الأعراس سووها مآتم " .

وللأطلاع على المزيد مما جرى ويجري في البصرة ، يمكن قراءة الدراسة القيمة والمعنونة " البصرة الحزينة .. البصرة المستباحة " للأستاذ البروفيسور كاظم حبيب والمنشورة في عدد من المواقع الألكترونية .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين ذهبت حصة كولبنكيان ؟
- إيران بلد اسلامي وجار للعراق!
- هل يلوح في الأفق طائف جديد ؟
- حماة آثار أم سراق آثار !!
- حقوق الأنسان ... والحجاب
- العراق القديم ... عراق أول قانون . العراق الجديد ... عراق - ...
- العراق الجديد ... عراق الفرهود
- العراق الجديد ... والتفاؤل
- الأرهاب ومسؤولية الحكومة
- مكافحة الأرهاب تتطلب اجراءات مكثفة وسريعة
- الحكومة العراقية وحماية الآثار
- من يقيم اداء الحكومة ؟
- من هو المسبب الحقيقي لفاجعة جسر الأئمة ؟
- احزاب الأسلام السياسي الشيعي وإيران
- الى خالد مشعل بدون تحية
- احزاب الأسلام السياسي الشيعي وحقوق المرأة
- - القومية الفارسية - ..... وراء الأكمة ما وراءها
- من اجل ان يكون العراق وطنا للجميع !
- لا لفيدراليات الطوائف .... نعم لعراق ديمقراطي موحد
- ايهما ينبغي ان ينتصر : التوافقية ام - الأستحقاقات الأنتخابية ...


المزيد.....




- وزير حرب الاحتلال: يجب منع تحول الضفة ومخيمات اللاجئين الى ن ...
- ثالوث الموت يتربص بنازحي غزة والأونروا تدق ناقوس الخطر
- البرد وغرق الخيام والأوبئة تفاقم معاناة النازحين في غزة
- بريطانيا: سنتبع -الإجراءات الواجبة- بشأن مذكرة اعتقال نتنياه ...
- شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم هداد - ثغر العراق الباسم أم اللاطم