أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد المرخي - - الانظمة الدكتاتورية تعمل على تدني مستوى الوعي السياسي و الديمقراطي في صفوف الجماهير-















المزيد.....

- الانظمة الدكتاتورية تعمل على تدني مستوى الوعي السياسي و الديمقراطي في صفوف الجماهير-


جواد المرخي

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هكذا تعيش الشعوب العربية منذ عقود من الزمن مضت تحت رحمة الانظمة العربية الدكتاتورية متنوعة الاوجه, لكن الاهداف كانت و لا تزال واحدة في ظل الملكيات و الجمهوريات, ومنهم من مارس ابشع انواع الاضطهاد الفاشي بحق شعوبنا العربية التي عانت ولا تزال تعاني من انواع الظلم و الاضطهاد بصورة ممنهجة, لدرجة تفتيت النسيج الاجتماعي العربي و مسخ الهوية وتوطين الاجانب, ومن ثم ان نظام صدام حسين في العراق كان نمودج صارخ لنوعية الانظمة العربية الفاشية التي قد مارست اقصى انواع الاضطهاد و التهميش ضد شعوبها في العالم.

حقيقةً لقد عاصر المناضلون الشرفاء في الوطن العربي و معهم جماهير الطبقة العاملة, و الشباب, و النساء, و المثقفين الثوريون بمختلف التوجهات الفكرية و السياسية, وبالخصوص القوى اليسارية حجم الاضطهاد الشامل و الممنهج في ظل العيش مع الانظمة العربية الاستبدادية ان كان في ظل حقبة الاستعمار او بعد الاستقلال الوطني.

لقد عملت هذه الانظمة على الغاء شعوبها من الوجود وجعل المناضلين عرضةً للتنكيل و الزج بهم في السجون او المنافي, وتشجيع الهجرة للتخلص من الشعوب وخصوصا القوى المحركة في ساحات النضال تحت شعار اما ان تكون الشعوب العربية مطاوعة لسياسات القمع و التهميش, وفرض نمط العيش التي تتراجع فيه كل القيم و الاخلاق الانسانية التي تفتقد فيها اسس الحياة الكريمة الحرة, و التي يناضل من اجلها الشرفاء و في المقدمة القوى العربية اليسارية.

من المعروف وبعد الاستقلال الوطني لمعظم البلدان العربية, و التخلص من هيمنة الاستعمار العسكرى بقوة نضال الشعوب العربية في سبيل الحرية و التحرر الوطني, الا اننا نرى الان ان البرجوازية العربية الراسمالية و معها بقايا الانظمة شبه الاقطاعية بالتحالف مع الاستعمار الجديد في ظل الهيمنة للامبريالية العالمية حليفة الصهيونية, و الذين هم الان القابضون على مفاصل الحياة الاقتصادية و بيدهم القرار السياسي العالمي, وقد استحوذوا على جل الثروات للشعوب العربية, و التلاعب بالاموال العامة خصوصا الثروات النفطية و مشتقاتها بما ان 90 في المئة من الشعوب العربية تعيش تحت خط الفقر و ادنى, بما ان من يتحكمون بالثروات هم الاقلية من اسر الحكام و الشركات الوطنية و الاجنبية صاحبة الامتيازات, ومنها الشركات الانجلو-امريكية وغيرهم من المؤسسات الراسمالية العالمية, ومنها البنوك الدولية و الشركات المصرفية.

حقيقة ان ما يحصل من مآسي لتدمير الشعوب العربية ما هو إلا نتيجة لسيطرة الانظمة العربية الدكتاتورية, ثم ان من سياسات هذه الانظمة العربية هو تعميق جذور الانقسام و التفكيك لأواصر الاخوة بين الشعوب العربية من خلال بث الافكار المشبعة بالاحقاد, منها القومية الشوفينية, و العنصرية الطائفية, و عقلية الانتقام و التشفي ضد القوى المعارضة للسياسات الرجعية, و التسلطية جراء الحكم الشمولي العربي الذي قد ربط مصيره كلياً بالمصالح للامبريالية العالمية, و الصهيونية و الرجعية المتخلفة, ومن ثم اصبحوا دعايات حروب ضد شعوبهم وليس ضد النظام العنصري في اسرائيل.

ومن ابشع ما تروج له الانظمة العربية هو المحاولة لتدني مستوى الوعي الحقيقي في صفوف الجماهير العربية, بما فيه الوعي الاجتماعي و السياسي و الفهم الحقيقي لمعنى الديمقراطية ذلك من خلال محاربة الافكار العلمانية, و التقدمية, و اليسارية, و تغييب الاسس للديمقراطية الحقيقية مع تغييب كل ماله صلة بنضال الطبقة العاملة و الفلاحين وسائر الشغيلة اليدوية, و الفكرية, و التلاعب بالعقول العلمية و العمل على تهجيرها.

كل ذلك في سبيل اخلاء الساحة من القوى الحية و المؤثرة في وسط المجتمعات المدنية العربية التي تستطيع ان تنتقد اماكن الخلل و معرفة الاسباب الرئيسية لمجمل المشاكل السياسية, و الاقتصادية, و الاجتماعية, و الثقافية بحيث ان تخلق هذه الانظمة اجواء الاضطهاد للقوى النشطة لخلق اجواء سياسية بدون معارضة, بل اجواء تصبح الناس فيها مطاوعة لسياسات الانظمة الشمولية, و منها شديدة القساوة و الرجعية كي تسمح الظروف لهذه النظم ان تتمادى في التحكم في ثروات الشعوب العربية و الاستمرار في الفساد المالي و الاداري, والتلاعب بالاموال العامة وتدمير الاقتصاد الوطني, وتشجيع اجواء الاستغلال من قبل القوى الراسمالية العربية, و الاجنبية, للمزيد من التحكم و الهيمنة على مقدرات الشعوب العربية.

ومن ثم اخذ العمل في اللعب على نشوب الصراع الداخلي بين الشعوب العربية على شكل طائفي, او قبلي, او قومي كي تتخلص هذه الانظمة من الصراع السياسي و الطبقي الحتمي و الموجه لها, وعليه فأن هذه الانظمة تعمل على تقليص المساحات في مسألة الحريات العامة, و الخاصة, و العمل على عدم المساواة بين الشعوب و الهروب من تطبيق اسس المواطنة و تغييب العدالة الاجتماعية, ونتيجة لمثل هذه الاوضاع الماساوية التي تعيشها الشعوب العربية من المحيط حتى الخليج حدث ما كان في الحسبان للانظمة العربية الانتفاضات العارمة في الوطن العربي التي زلزلت عروش الظلم و الاستبداد في حركة ربيع عربية عام 2011, بالرغم من الاخفاقات و عدم النجاح لهذه الثورات نتيجة في عدم النضوج الفعلي للقوى المحركة اليسارية, ودخول القوى الدينية على الخط لقطف الثمار و حدوث الثورات المضادة في مصر و ليبيا’ و ما يحدث في لبنان و اليمن و سوريا و العراق انه لمخاض عسير.

حقيقةً لقد اهدوني الرفاق كتاب عن المواد للفعالية الفكرية المركزية الخامسة بعنوان الطائفية السياسية الي اين ؟ ورهنات الواقع و خيارات المستقبل,, من اصدارات الحزب الشيوعي العراقي الشقيق.
من فصول هذا الكتاب القيم يحكي عن ما حصل في العراق ابان حكم حزب البعث الفاشي, حيث قد تعرض الشعب العراقي بكل طوائفه و قومياته و طبقاته الكادحة و مثقفوه من الرجال و النساء وكل القوى المناضلة بمافيهم الشيوعيين الى اشد انواع القمع, و القهر, و الاضطهاد, و الحرمان, و الفقر, و الاذلال, و تفشي ظاهرة الجهل و الامية, و هو عمل متعمد من اجل تغييب الوعي الاجتماعي و الوطني, ومن اجل مسح الهوية و منع الانسان العراقي من التفكير الحر السليم, ومن اجل عدم اعطاء الفرصة للمطالبة بالتغيير الديمقراطي الحقيقي السلمي.


ثم لمثل تلك الاسباب في تلك المرحلة السوداء التي عاشها الشعب العراقي في فترة قد حصل فيها نقوص و تراجع شديد في عملية التطور الاجتماعي, و الذي كان السبب في تدمير وعي الانسان العراقي جراء التدهور الحاد في حياة الجماهير جراء التنكيل و الملاحقات, و التصفيات الجسدية لخيرة مناضلي الشعب العراقي في صفوف الحركة الشيوعية, و الوطنية الديمقراطية, و ممارسة الاضطهاد الديني و القومي.

هذا جزء من الحقيقة, نعم ان كل ذلك من الممكن ان يحدث في اي مجتمع عربي و هو الشايع, فلا بد من حدوث التدهور ومن ثم تدني في مسالة الوعي الحقيقي في صفوف الجماهير جراء الاضطهاد الممنهج من قبل الانظمة العربية الدكتاتورية التي تحارب الشعوب العربية في مواقع عديدة.





#جواد_المرخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوادر عمالية من الطراز الجديد
- وحدة الطبقة العاملة مع سائر الشغيلة بمثابة الصخرة التي تتكسر ...
- حول الورشة الفكرية عن اليسار في البحرين و الخليج العربي
- نضال القوى التقدمية في الوطن العربي من اجل تحرير المرأة من ص ...
- خيانة البرجوازية العربية للحقوق و المصالح للطبقة العاملة وسا ...
- بمناسبة مرور ستون عاماً على تأسيس جبهة التحرير الوطني البحرا ...
- اليساري و مهمة النضال من خلال الايمان الحقيقي بأهمية تغيير ا ...
- دول الخليج العربي وسياسة اضعاف الطبقة العاملة الوطنية
- ما هي صفات الشخصية النقابية القيادية المؤثرة؟
- الطائفية في تحليل مهدي عامل
- حول ضرورة النضال للقوى اليسارية العربية في صفوف العمال من اج ...
- الحركة العمالية العالمية ارتباط وثيق بالفكر الاشتراكي
- الاختراق للنقابات و الاتحادات العمالية عن طريق تغلغل الانتها ...
- الطريق لتحرير الطبقة العاملة وسائر الشغيلة من القيود والتسلط ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد المرخي - - الانظمة الدكتاتورية تعمل على تدني مستوى الوعي السياسي و الديمقراطي في صفوف الجماهير-