أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عذّبني العرب














المزيد.....

عذّبني العرب


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذه الصرخة ليست مني ، فأنا أوقن أن العرب العاربة والمستعربة ، الذين تصالحوا مع مستدمرة إسرائيل حتى قبل تأسيسها ، لا يولون مثل هذه الصرخات أدنى إهتمام ، وقد أرسل الأمير فيصل رسالة إلى القاضي الأمريكي اليهودي فيليكس فرانكفورتر عام 1919 رسالة جاء فيها ": نحن العرب وبخاصة المثقفين بيننا ، ننظر بعين التعاطف العميق مع الحركة الصهيوينة، وسوف يلقى اليهود ترحيبا حارا في بيتهم ، فالحركة اليهودية هي حركة قومية وليست حركة إستعمارية"؟؟!!!!
هذه الصرخة المدوية ، جاءت من دبلوماسي آسيوي خلال زيارتي له قبل أيام ، وسؤاله عن أحواله فصرخ في وجهي : أنا معذوب والله أنا معذوب "أي معذب " من العرب ، لأنهم لا يحترمون مواعيدهم ، وعندما يأتون متأخرين لا يعتذرون ، بل يشعرونك أنك أنت المقصر وليسوا هم ...
هكذا كانت الصرخة ،عتابا حادا ممزوجا بالألم ، إذ أنني لم أعهده هكذا ، وكان يحتفل بي عندما أزوره مرة في العام ، ويشعرني أنني أنا المضيف وهو الضيف ، لكنه هذه المرة إستشاط غضبا ، وكشف الطابق المستور وقال: "الحمد لله أنني بلغت الستين هذا العام وسأتقاعد وأرتاح من عذاب العرب؟؟!!
حاولت تهدئته والتخفيف عنه ، فأنا لست بحاجة لمن يوقد النار في حطبي المشتعل أصلا ، ولكنه واصل ، وكان أحيانا يتحدث مع نفسه ، وأقسم بالله أن العرب يحرجون الدبلوماسيين مع عواصمهم ومع المسؤولين عندما يزورون الدول العربية.
قال الصارخ المعاتب أن فرقة فنية كبيرة جاءت من بلاده للإشتراك في مهرجان جرش الفني ، وكم عانى أركان السفارة المعنيين من الإحراج ، لأن القائمين على المهرجان لم يوفروا حافلة لنقل الفرقة إلى مسرح الإحتفالات بجرش ، كما أنه أكد أن الحرج يتواصل عندما يزور مسؤول دولة عربية ، ويكون قد أخذ صورة شاملة عما تم إنجازه من إتفاقات وتفاهمات مع المسؤولين في هذه الدولة أو تلك ، عندما يجد أن المسؤولين العرب غير معنيين بما تم الإتفاق عليع.
فجأة ضرب مضيفي المحتج تحت الحزام فأوجع ، عندما قال :أنتم العرب خضتم أربع حروب مع إسرائيل الصغيرة ، وأنتم كثيرون لكنكم فشلتم في هذه الحروب ، وكانت إسرائيل تنتصر عليكم وتحتل أراضيكم ..ودون أن يسمح لي بالكلام ردا على مقولة الحروب ، قال لي : أرجوك لا تبرر ولا تقل أن أمريكا تدعم إسرائيل ، فأنتم أيضا كانت الصين والإتحاد السوفييتي السابق يدعمانكم ، ومع ذلك لم تسجلوا ولو نصرا واحدا على إسرائيل ...إن المشكلة فيكم وليس في الآخرين.
لم يوقف مضيفي الغاضب قصفه المدفعي ، وقال بإندفاع أن زميلا له يعمل في سفارة بلاده في القاهرة كان يستغرب من سرعة المصريين وهم يقودون سياراتهم في الشوارع وبطء عملهم وأدائهم أثناء العمل ، وخرج بنتيجة بعد أن قام بدراسة معمقة لهذه الحالة أن المصريين يخرجون من بيوتهم متأخرين مما يضطرهم للسرعة بسياراتهم في الشوارع ، حتى لا يصلوا متأخرين إلى مقار عملهم.
فشلت كل محاولاتي الرامية لتهدئة مضيفي ، لكنني فشلت ، وقال :تعاملت مع اليهوديين "الإسرائيليين"وكانوا قمة في الإلتزام والحذروالحرص عند الحديث أو التعامل مع الآخر ، وأنهم كانوا يخططون لكل شيء ، ولذلك ينجحون في التعامل مع الآخر ، عكس العرب الذين لا يحترمون أحدا .
صمت مضيفي قليلا من تلقاء نفسه وقال بكل الفخر : عندما تخرجت من الجامعة قبل أربعين عاما وعملت في وزارة الخارجية ، طلب مني المسؤولون أن اكون ملتزما هادئا في تصرفاتي مواظبا في عملي ،لأن كل تصرف مهما كان بسيطا سينعكس إن سلبا أو إيجابا على وزارة الخارجية وعلى بلده وعليه شخصيا... وقالوا لي : منذ الآن يجب أن تعد عليك خطواتك وتراقب تصرفاتك وأن تكون حريصا قبل النطق بالكلام .
شعرت بالحرج أكثر عندما قال متألما : الثقافة العربية فيها خلل ،لأن أفعال العرب ليست بسبب حكامهم ، بل بسبب ثقافتهم ، علما أن اللسان العربي مسموع ومفهوم في العالم أجمع ،لكن ماالذي يحدث عندكم يا عرب؟
لم أحاول التبرير لأنني أومن أنه على صواب ، بل إكتفيت بإجترار ألمي ، وخاصة عندما قال : العرب لا يصلحون إلا للصداقة والترحيب والكرم ، فهم عندما يلتقونك يقبلونك ويصافحونك بحرارة ، لكن العمل معهم مصيبة.
أعلم أن معاناته كبيرة ،وأن معه الحق في كل ما قاله ، وهو محق بإختيار الطريقة التي عبر فيها عن معاناته ، ولكنني كأي عربي لا أتحمل أحدا أن يكاشفني بعيوبي.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتفاق النووي الإيراني ..الرابحون والخاسرون
- يهوه ..العراق أولا وفلسطين ثانيا ومصر ثالثا
- أمريكا لن تغادر العراق..مسمار جحا
- الأردن السعيد
- إيران قوية
- -داعش ..النشأة والتوظيف - جديد الزميل الباحث أسعد العزوني
- -الغرداية- شرارة الإنفجار المرسوم في الجزائر
- 2016 عام بداية الحسم
- المحروسة مصر ضحية الأطماع الإسرائيلية
- بوادر عملية الكماشة في سوريا
- موجة إرهاب صهيوني ستعم العالم
- رمتني بدائها وإنسلت
- جنسيتان للمستدمر الإسرائيلي
- الأردن يتورط
- إشهار ومناقشة كتاب -النفط والهيمنة- لكمال القيسي في منتدى ال ...
- بوش الثالث
- ما لم نكن أحرارا فلن يحترمنا أحد
- التفاهمات الأمريكية – الإسرائيلية تحسم جدل : من يحكم من؟
- مقاطعة إسرائيل ..كرة ثلج تتدحرج ..ولكن..
- بيان ختامي حول إطار العمل بشأن الأمن الغذائي والتغذية في الأ ...


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عذّبني العرب