|
الإسلام والأصنام
ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 22:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قال أستاذنا الكبير أبو العلاء المعرّي:
يَرْتَجِي الناسُ أنْ يقومَ إمـــام ناطقٌ في الكتيبة الخـرساءِ كَذَبَ الظَّنُّ، لا إمامَ سوى العقل مُضِيئَاً، في صُبْحِهِ والمساءِ إنما هذه المذاهب، أســبابٌ لِجَلْبِ الدنيا إلى الزعـماءِ
كثير من البشر في أمس الحاجة إلى الأصنام كي يؤلهونها ويقدسونها ويعبدونها ويجدون فيها ذواتَهم، فتندمج ذواتُهم مع ذات الصنم الذي يقدسونه ويعبدونه. ويصبح الصنم جزءًا لا يتجزأ من هوية معتنقه فيصعب عليه الانفصال عنه، بل ويدافع عنه بالنيابة حتى الموت. من هنا تعددت الأصنام وتنوعت بين الأحجار والأشجار والقمر والبشر وآلهة أخرى لا تعد ولا تحصى .
فالإنسان لم ولن يتوقف أبدا عن صناعة الأصنام ووضعها في جيبه أو بيته أو في معابد خاصة بها، ولم ولن يتوقف أيضا عن تقديسها وعبادتها وتقديم القرابين والأرواح لها، مهما كانت مسمياتها: هبل أو يهوذا أو بوذا أو زدادشت أو عيسى أو موسى أو الله ( من "الإله" بعد حزف الألف الوسطى ) أو عبد الناصر أو عبد العزيز أو الشعراوي أو القرضاوي أو ابن لادن أو البغدادي. آلاف مؤلفة من الأصنام التي لا غنى عنها للكثير من البشر.
الآن تأكد العالم أجمع بأن الديانة الاسلاموية هي الديانة الوحيدة بين الديانات جميعا الأخطر على وجه الارض وبدون استثناء. وأنها بالفعل ديانة ارهابية عدوانية عنصرية توسعية احتلالية (أسوأ أنواع الاحتلال) على العكس من الديانات الأخرى التي لا تعد ولا تحصى. والسبب في ذلك أنها ديانة وثنيَّة بامتياز، إذ تزخر بكم هائل من الأماكن والرموز التي تحتل مكانة من التقديس لا ترقى إليها أية ديانة على الإطلاق ، بداية بمكة "المكرمة" وكعبتها "المشرفة" مرورا بيثرب (المدينة) "المنورة" وصولا إلى القدس "الشريف"، والأزهر "الشريف" بالمثل، فالنجف الأشرف وكربلاء ، فـ" قُٰ-;-م " في إيران وليس انتهاءً بالقرآن "الكريم" وكتب التلفيق المنعوتة بـ"الصحاح"...... كم هائل من الأصنام المقدسة القائمة بهدف التبرك بها والثورة عليها، ومن ثم ضربها بالمنجنيق والمدافع والقنابل وتدنيسها - عند الضرورة - من قبل المتأسلمين أنفسهم قبل غيرهم، والعودة إلى بنائها من جديد... وهكذا!!! .
لا يمكن لإنسان عاقل أن يقتنع بأن يكون بناء من الطوب والحجارة مكرمًا أو مشرفًا أو منورًا .... إلخ . وأن كتابًا من ورق وحبر يكون "كريما"، وكتبًا أخرى ملفقة تكون "صحيحة"!!، وفي نفس الوقت يمكنه أن يدمرها ويدوس عليها بقدميه ويدنسها!! هل لأن فيها من التناقضات والخرافات والهلوسات ما يكفي لإشباع كافة الأذواق والميول والرغبات المتباينة، أم لأنها أصنام تهدئ النفوس وتخدر العقول وتعمي القلوب.
ولكن الأدهى والأمرّ من ذلك هو تقديس الأشخاص في جميع الدول الموبوءة بوباء الأسلمة المحمدية ، والذين إذا خروجوا عن النهج المحمدي المفروض عليهم، يتم تكفيرهم وقتلهم - عند الضرورة أيضا - من قبل المتأسلمين أنفسهم. فلقد ترسخت فكرة تقديس الأشخاص وعبادتهم في هذه الديانة على أساس تأليه نبي الأسلمة وتقديسه وعبادته، فنبي الأسلمة المدعو محمد - الذي صلى الله عليه وسلم - هو الصنم الأكبر لدي المتأسلمين جميعًا يليه بقية الأصنام الأخرى . وتم تقديسه وعبادته ، بحيث يرى كل متأسلم ذاته في ذات النبي، أو أن تصبح ذات النبي هي ذاته نفسها ، ودونها يذهب بنفسه إلى الجحيم !! فكيف حدث هذا ، ولماذا؟؟!!
لا يخفى على أي إنسان سوي، ويمكنه استعمال جزء ضئيل من عقله أن الديانات جميعها - سواء كانت معلقة بالسماء أو ملتصقة بالأرض - ما هي إلا صناعة بشرية، وأن الآلهه مهما كانت مسمياتها لا توجد إلا في عقول السذج والبسطاء والمطحونين والمقهورين والبؤساء. وهي عادة صناعة هشة للغاية لأنها تستغل ضعف الإنسان وقلة حيلته أمام حملات القهر والظلم الذي يتعرض لها - يوميا - من قبل أخيه الإنسان ، لذلك فجميعها تخاطب العاطفة من دون العقل، بل وجميعها تعمل قدر المستطاع على إلغاء العقل أوملئه بالجهل (إنها أفيون الشعوب كما وصفها العبقري كارل ماركس).
ومن الواضح والثابت أن الديانة الإسلاموية أكثر الديانات هشاشة ، وفسادا وإفسادا للبشر ، والعمل على إبقائهم أمد الدهر في معمعة من الجهل والفقر والمرض، إنها مثل النباتات الشيطانية التي لا تنموا إلا في الروث، ولا تزدهر إلا في القمامة. هذا الأمر اقتضى وجود طبقة من العملاء السدنة والشيوخ وقطاع الطرق والمجرمين القتلة تزداد تتورما كل يوم، ولا عمل لهم سوى النطق ليلا ونهارا في الكتائب الخرساء، والتفنن في الترويج بينها للعقيدة الهشة الفاسدة والمفسدة والتربح الهائل من ورائها، والعمل قدر استطاعتهم على ترقيعها وسد ثغراتها بتبريرات واهية واستخفاف لا نظير له بعقول البشر !!
إنهم كغيرهم يحافظون على أرزاقهم الوفيرة، ويعملون على دعم مناصبهم الأثيرة ، وتأكيد سطوتهم الكبيرة ، طالما هناك دائما أصحاب السلطة الذين يدعمونهم ويفـرضون هذيانهم وهلوساتهم النبوية عـلى الرعاع بحد السيف، وطالما تعمل الكتائب الخرساء في صمت تحت إمرتهم.
فمفبركوا هذا الديانة يريدون لها ان تكون هي الديانة الوحيدة الموجودة على وجه الارض، والقضاء على اي ديانة اخر سواها، ويأمرون اتباعها ان يمارسوا الارهاب والقتل في كل ارجاء الارض ضد الاخرين (الانفال 12 ، 60 والحشر 2 والاحزاب 26 وغيرها الكثير والكثير)، ويجبرون الناس على الايمان بها كرهًا وبحد السيف "من بدل دينه فاقتلوه".
إن هذه الديانة عبارة عن حدث ظرفي تم توليفه وتشكيله على مر السنيين لاستغلاله في تحقيق المصالح الشخصية تحت غطاء من شرعية إلهية مزعومة، ونبي تمت صناعته بحيث تشبع شخصيته كافة الميول والأهواء المنحرفة في المقام الأول والأخير.
ربما كان محمد شخصية بلهاء مثله مثل آلاف الشخصيات التي نلقاها كل يوم على قارعة الطريق في القرى والمدن بملابسهم الرثة وأجسادهم التى لم يلمسها الماء طوال حياتهم، وننعتهم عادة بلقب "الشيخ" أو "ولي الله الصالح". إذ تفيدنا كتب التراث الإسلاموية المقدسة بأنه كان يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ، وَتَفْلِي رَأْسَهُ من القَمْل، أو من حشرات أخرى، فَينَامَ في حجرها. وربما كان قاطع طريق وقاطع رقاب، أي أنه كان مجرمًا محترفًا بإسم الله "الرحمن الرحيم" مثل ابن لادن والدواعش وعشرات المئات غيرهم، ولكن الملفقين والعملاء أعادوا اكتشافه بعد ما يزيد على 200 عام بعد موته، وقاموا بتشكيل شخصية له تجمع في ذاتها كل المتناقضات السلوكية للبشر. شخصية تزعم أنها بعثت لتكمل مكارم الأخلاق، وفي نفس الوقت تكذب وتقتل وتسبي وتزني وتفاخذ صغيرات السن وترتكب جميع الموبقات !! جعلوا منه شخصية سيكوباتية (معتلة نفسيًا) https://ar.m.wikipedia.org/wiki/سيكوباتية وشيزوفرينية (تعاني من الفصام) في نفس الوقت.
وقد اعتمد الملفقون العملاء في دعم البناء الديني الهش على ركائز أساسية كاذبة أهمها: .1 التسليم بأن دين الأسلمة هو "الدين الحق" من دون عشرات بل مئات الأديان الأخرى. .2 التسليم بأن البدو العربان "خير أمة أخرجت للناس" من دون أمم العالم أجمع. .3 التسليم المطلق بأن نبي الأسلمة خير البشر أجمعين ، وأنه آخر الأنبياء والمرسلين كعلاج غير ناجع لمرض إدعاء النبوة والقداسة بين البشر. هذه الركائز الخادعة تصيب المتأسلم بالغرور والغطرسة وحب الذات واحتقار من يخالفه الرأي، والانتقام منه.
خلق الملفقون والعملاء الأوائل - وجميعهم من غير العربان - نبيا ليتأسى بأفعاله المخزية ويقتدي بسلوكه المريض كل من يعتنق ديانته، بلا رجعة. وإذا تعذر عليه ذلك في العلن فعله في السر ووراء الجدران وفي ظلمات الليل الدامس .
هذا التعلق المرضي بذات النبي وبأفعاله الشاذة يرفع الإحساس بالذنب عن نفوسهم المريضة ويريح ضمائرهم المـلـوَّثة.
لا ريب في أن الذين وضعوا هذه الديانة كانوا من أخبث البشر وأكثرهم ذكاءً، وأنهم بلا أدنى شك أرادوا للعربان الأغبياء ولغيرهم ممن يعتنقها أن ينهمكوا في الانحطاط الخلقي والتخلف السلوكي مدي الحياة. فنجحوا في ذلك نجاحا باهرا .
من خلال الدراسة العميقة والمتأنية لتعاليم الديانة الإسلاموية المملة للغاية، يدرك المرء مدى اهترائها واستهانتها بالعقل البشري وكل المحاسن التى تبدوا فيها هي في حقيقتها عبارة عن تغطية لمساوئها، فدين الحق - هو في الحقيقة - دين الباطل، وخير أمة أخرجت للناس - هي في الحقيقة - أسوأ وأحقر أمة أخرجت للأمم على الإطلاق. ومحمد، الذي ادعى أنه جاء ليكمل مكارم الأخلاق لم تكن لديه أخلاق، فكان أردأ البشر وأسوأهم على الإطلاق. أما الزعم بأنه آخر الأنبياء فهو كذبة كبيرة وخداع لا نظير له، فادعياء النبوة في هذه الديانة الشاذة لا حصر لهم، ولكنهم جميعا محمد، هو الأسوة الحسنة والقدوة الباهرة بالنسبة لهم. هو صنمهم الأكبر، وهم أصنامُهُ التابعون، وينادون دائما لهدم الأصنام الأخرى لتبقى الساحة خالية لهم وحدهم. ولما لا؟ فهم جميعا يجلبون الدنيا إلى الزعماء.
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العبث الديني والتاريخي
-
العبث الديني والتاريخي
-
المتأسلمون يَرَوْن مجدهم في خذيهم ... مثال: عائشة
-
وجهة نظر - العسكر والأفنديات في مصر
-
الآن عادت إيران
-
الكذب الإسلاموي المقدَّس
-
الدواعش والذئاب في زي حملان
-
قراءة للأحداث الجارية في الشرق الأوسط
-
المتأسلمون ومرض الزينوفوبيا
-
تفكير المتأسلمين والديانة الربانية
-
الديانة الهشة تترنح
-
الذكاء والغباء الجمعيان
-
الغابة السوداء والديانة الإسلاموية
-
المرأة والهوس الجنسي عند المتأسلمين
-
العميان الذين لا يَرَوْن من الغربال!
-
المد -الشيزوفرينيي- بين العربان والمتأسلمين
-
الذكاء الشعبي و - ...... !!! -
-
الدواعش والجدار الفولاذي
-
الإنسان بين الخير والشر
-
إذا كان الله موجودا !
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|