أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - مَن قتل الراهب مرقس ؟














المزيد.....

مَن قتل الراهب مرقس ؟


ارنست وليم شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 22:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




الخبر :
مرقس.. شاب بلغ من العمر 24 عام، اختفى منذ حوالي أسبوعين، بعد أن قرر السير بمُفرده من الجبل القلموني بدير الأنبا صمويل، لمسافة 30 كم، دون طعام أو شراب، مُكتفياً بصليب يرتديه في رقبته، وآخر يحمله بيده، إلى جانب "الإنجيل".
ظل رهبان الدير يبحثون عنه، دون جدوى، حتى وُجِدَ جُثة هامدة في نهاية شهر يوليو الماضي، لتكون الصدفة بتزامن ذلك اليوم، بيوم ميلاده.

السؤال :
هل ما حدث مع مرقس هو حادث ، وموت قضاء وقدر.. أم هو شهادة وتضحية بالنفس حبا في الله والالتحاق بمحفل القديسين .. أم جريمة قام بها المجتمع الذي علمه أن القديسين توغلوا في الصحاري والبراري حاملين درع الإيمان والاتكال والثقة في الله وعلى الله فما خاب سعيهم .. وكانوا بالروح القدس، الحافظ والضابط والمحيي والمعين والمُتكل والحصن الحصين في سلام ومأمن فلا خوف عليهم ومعهم الصليب الذي يقهر أعمال الشيطان والروح الذي يحيي الإنسان في البراري ويفجر من تحت الأقدام ينابيع ماء حي ؟؟

الواقع كما احسبه - وجهة نظر -
أظن الخطاب الغيبي العجائبي الموغل في الافتراض والخرافة والمنفصل والمقطوع الصلة تماما بالواقع والحياة كما خلقها من جعلها حياة .. هو من قتل مرقس .. فمَن علم مرقس أن القديسين و"السواح" قد بلغوا أعلى الدرجات الروحية بتوغلهم في الصحاري والقفار وشقوق الأرض حتى في القاحلة التي تموت عندها حياة الجماد .. وفي توحدهم وانفصالهم لا عن العالم بل عن أخوتهم في الإيمان .. فلم يهتموا بالزاد والمؤنة فهم خرجوا لله في رعاية الله القادر على كل شيء ... وعاشوا السنين الطوال ومنهم كوكبة عظيمة وكبيرة ، سحابة من الشهود وأرواح الابرار ، عاشت لم ترى وجه إنسان لمدة 40 عام .. فهم القدوة الحسنة والمثال الواجب الأتباع لمن شعر باختيار الله له في أعماقه ، والنموذج المثالي الذي صنع مجد الكنيسة وأبقى على العالم دون أن ينهار بفضل صلواتهم الحارة التي تصل لله كرائحة البخور الذكي مجدا وكرامة ....... ...... ...... إلخ .. أقول مَن علم مرقس هذا فقد قتله .. فمرقس رغم الإيمان الذي جعله يترك العالم ، والاتكال الذي قاده للتيه في الصحاري ، والثقة في التدخل الإلهي والملائكي في كل وقت ليحميه من كل شر كان من أنس أو شيطان .. وعدم تشككه في حضور ارواح القديسين حوله فيتشفعون له فيفك الله كربة، ويعين ضعفه، ويعطيه مراد قلبه، مع بلوغ درجة السياحة الروحية.. .... .... إلى أخره ، ناشر هذه الخرافات والمروج والمدافع عنها والمختلق جديدها هو مَن قتله ..

كم شخص مات قبله بهذه الطريقة البشعة ؟؟ .. الله أعلم ، ومنذ متى عرف الناس عن حياة الأديرة إلا ما تشوهه الأساطير .. فمن مات فلأن الله يريد تقريبه .. ومن عاش ، عاش لأن الله لا يترك المتكلين عليه .. ولا عزاء للعقل .. فلا تنتظروا وقائع وحقائق من عقول أناس استعمرتها الخرافة وقهرتها الخزعبلات وأساطير الأولين، واستبدلوا الواقع بحياة مع الاشباح والشياطين وأرواح الغابرين من أولياء وقديسين.. فويل لمجتمع فريق منه يشتهي أن تحين الفرصة ليسفك الدم ويتشفى في الكافرين وآخرين بلعتهم الخرافة حتى الاضطراب النفسي .. اختلفا معا في كل شيء، حسب الظاهر والشكل والادعاء ، واتحدا على بقاء الجهل هو الأصل ، والكذب مرجعية ، والدين بلاء من أدمن القهر..

لعل هذا الحادث يعيد بعض الناس إلى الكف عن التحليق في الأوهام ليعيدهم إلى الواقع .. ولا تشاركوا بالترويج للأساطير فتكونوا قتلة من يصدق تهويلاتكم وتهيؤاتكم وغيبياتكم ومراهقتكم الفكرية..

فليقل العاقل لنفسه أين الملاك الذي ظهر للأنبا أنطونيوس وأعطاه "الاسكيم" - لباس الرهبان - وعلمه وأرشده لخير السبل ودعاه للذهاب داخل البراري حتى لا يرى وجه إنسان.. أين الروح الذي كان يرسل للأنبا بولا أول السواح نصف رغيف خبز فلا يموت جوعا .. ولما ألتقى بالأنبا أنطونيوس أرسل النسر رغيف كامل .. ولم يستحق العالم موطن قدميه لأنه عاش 80 عام لم يرى فيها وجه إنسان يكفله الروح وتعتني به الملائكة ..؟؟

فلماذا لم يظهر لا ملاك ولا روح ولا نسر أو حتى غراب لمرقس – هل مات الملاك أم مرقس لم يكن طالبا لوجه الله أم أن هذه قصص من بنات الخيال ، خرافات تتضارب حينا وتمتزج حينا مع شعارات وألفاظ منتفخة فارغة من المضمون والمعنى .. قراءات الجهل بها أنفع وارقى من مطالعتها ..؟؟

الرسالة المقدمة عبر هذا الخطاب الديني الخرافي هي : فقط آمن وأتكل وأترك الأمر كله لله تكون على الهدي تُحي أمجاد الرهبنة وأمجاد الكنيسة الأرثوذكسية منارة العالم !!!!!!! –

تنويه : الموضوع قابل للنقاش .. ولا داعي من الرد قبل التأمل والتفكير ، والوقف لحظات مع النفس وعلى روح من مات قتيل ..



#ارنست_وليم_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة القرآنيون في دولة المرجعية الداعشية ..
- المثلية: بين الدين وحقوق الإنسان.. بين الله وقيصر .
- المثلية الجنسية ، ومجتمعنا الشاذ ...
- حرية التعبير في زمن قوانين ازدراء الأديان ..
- هل اجتمعت أمتي على باطل قبل البابا شنوده ؟؟؟
- هل مات أبو الفقير بطرك النصارى وأمام المسلمين ؟؟ ... البطرك ...
- مناطق الحكم الذاتي داخل الدولة المهترءة .. والتهجير القصري
- الرجل الذي سقط بين الذئاب والكلاب - -رائف بدوي- ومأساة الحكم ...
- رقصة آل سعود قبل السقوط .. مأساة الحكم بما أنزل الله / 2 .
- -رائف بدوي- ومأساة القضاء بما أنزل الله ..
- الوطن الممزق بين اسلام الوهابية والمسيحية الأصولية
- الشوباشي والأوباش ..
- بين حجاب الفريضة وحجاب الجهل والجبر
- تقرير عن دويلات داعش في المنيا .. (الصعيد فوق صفيح ساخن)
- كذبة ابريل الموافقة 12 من جمادي الآخرة .. والآخرة خير وأبقى ...
- سيسقط آل سعود في بضع سنيين مما تحسبون ..
- -فرخنده- الشهيدة التي لن يضيع دمها قبل أن يثمر ثورة..
- بين زيدان وإسلام .. سقطت ورقة التوت، وتكشفت العورات.
- الغرب المضروب على القفا .. متى يفيق؟!!
- مَن يريدها بردا وسلاما ، وادخلوها آمنين ... لا يلعب بالنار.. ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - مَن قتل الراهب مرقس ؟