أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - قبطانةٌ على صفحة مياه القناة














المزيد.....

قبطانةٌ على صفحة مياه القناة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


***
اسمُها: مروة السلحدار. أولُ قبطانة مصرية تحصل على شهادة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوچيا والنقل البحرى في مصر. تخرجت في الدفعة رقم 73 شعبة "الملاحة البحرية"، وعمرها واحد وعشرون عامًا. صبوحُ الوجه، جميلةٌ، مصريةُ الملامح، تحمل عيناها سيماء النبوغ الذي وسم أجدادَها المصريين القدامى، الذين شيّدوا أقدم حضارات الأرض. أول وأصغر قبطانة مصرية وعربية، مثلما كانت "لطيفة النادي" الفتاة المصرية الجميلة أيضًا، أولَ فتاة مصرية تحصل على إجازة الطيران عام 1933. وحملت فتاتُنا، الطيارة المصرية الجميلة، رقم 35 في ترتيب دفعة الطيارين وقتئذ. يعني لم يتخرج قبلها، على مستوى المملكة المصرية آنذاك، إلا 33 طيارًا، جميعهم من الرجال، فكانت بهذا أول فتاة مصرية وعربية وأفريقية تحمل لقب "طيار"، وثاني امرأة في العالم تقود طائرة منفردة.
حازت ذلك المجد نفسه، مصريتُنا الراهنة، القبطانةُ الجميلة "مروة السلحدار" التي كانت وحيدة في دفعتها وسط مجموعة من الطلاب الذكور، استنكروا الأمر في بدايته، لكنها سرعان ما استطاعت أن تثبت للجميع بالأكاديمية، ولأهلها في المنزل، بأنها أهلٌ للثقة. وبالفعل؛ خاضت الدروس النظرية والتدريبات العملية وتخرجت بتفوق يجعلنا نفكّر في سر عبقرية المرأة المصرية، منذ "حتشبسوت"، التي كانت تخرج على صهوات الخيل، وفوق متون أساطيلها البحرية، لكي تدافع عن أرض مصر، وتفتحُ البلدان وتضمُّ الممالك، وحتى “مروة السلحدار” التي تشقُّ عبابَ الموج، فوق صهوة سفينتها.
أكتبُ هذا المقال قبل يومين من افتتاح قناة السويس يوم 6 أغسطس. وسوف تقرأونه يوم الجمعة بعد يوم من الافتتاح المشهود بإذن الله. لهذا أُمنّى النفس بأن نشهد القبطان مروة السلحدار في حفل الافتتاح الرسمي، أمام عجلة قيادة إحدى السفن تتهادى فوق صفحة مياة قناة السويس الجديدة.
إنها خطةُ القدر الجميلة. أن يكون هذا اليوم الأسطوري شاهدًا على مجموعة من العبقريات المصرية المدهشة. مشروع توسيع القناة وتعميق جوفها وإضافة تفريعات مزدوجة لمضاعفة مسارات الحركة الملاحية ومضاعفة حجم الحاويات التجارية العملاقة، يتم في أحد عشر شهرًا، فقط، بعمالة جادّة خالصة المصرية، وتمويل محترم خالص المصرية، وقرار وطني حكيم خالص المصرية. وأن يكون هذا اليوم شاهدًا كذلك على تفرّد المرأة المصرية وبأسها حين نؤمن، نحن، بقدراتها ولا نعطّل طموحها ولا نكسر شوكة إيمانها بنفسها. هذا شعب مصر العظيم، الذي إن أراد، فعل، وإن حَلُمَ استجاب القدر. وهذا جيش مصر العظيم، الذي يومُه بست ساعات، فإن تصدّى لمشروع هائل يحتاج تنفيذه خمسة أعوام، أنجزه في عام. جيش يحمي جبهتنا الحدودية ببسالة، ويشيّد على أرض الوطن بجدية وإتقان وفرادة.
كانت أولى زياراتي لأرض القناة يوم 11 أغسطس 2014. ومن نتاج أولى عمليات الحفر، اقتنصتُ صخرتين صغيرتين أحتفظ بهما في مكتبة أوسمتي ودروعي كتذكار لأرض سوف تختفي بعد قليل ليحلَّ الماءُ محلّها حاملا سفنًا وحاوياتٍ وبوارجَ. وكانت زيارتي الثانية يوم 9 سبتمبر من العام نفسه وقد تفجّرت المياهُ في الأرض الطيبة لتصنع روافد القناة الجديدة. وبالأمس كانت زيارتي الثالثة وقد وقّع الرئيسُ قرار افتتاح قناة السويس الجديدة رسميًّا، لنقول للعالم إن غدًا مشرقًا ينتظرُ مصر الطيبة التي صبرت طويلا على تهاوننا عن نصرتها، حتى مَنَّ اللهُ عليها بحاكم أحبّها كما يليق بتلك الدولة العريقة العظيمة.
طوبى لكم أيها المصريون، وطوبى لجيش مصر العظيم. طوبى للمرأة المصرية المدهشة الفاعلة، وطوبى لكِ يا مصرُ، أيتها العروسُ البهيّة التي نسيها الفرحُ عقودًا، واليومَ، حانَ حينُه.

***

"عروسٌ/ تجولُ في دروب القرية/ تحملُ قنديلاً/ وفتيلَ زيتٍ/ وسلَّةَ رُمانْ./ تطرِقُ الأبوابَ/ بابًا في إثرِ بابْ/ تُوزّعُ الفرحَ/ على أكواخِ الفقراءْ/ وقطعَ حلوى/ على أطفالٍ منذورينَ للويلْ/ وعلى أسِرّةِ الموجوعين/ تنثرُ تعاويذَ جعارينَ/ من ميراثِ السَّلفِ/ ثمَّ تتخفى وراءَ الشجرْ/ برهةً/ برهتيْـن/ . حتى إذا ما أبصرتِ المصابيحَ/ تُضاءُ في الشرفاتِ الحزينةْ/ تبتسمُ في وهنٍ أبيضَ/ يشبهُ جثامينَ الموتى/ ثم تُلملِمُ أشياءَها/ وتعودُ/ من حيثُ أتتْ/ إلى كوخِها الُمعتمْ./ تُشعلُ شمعةً نحيلةً/ من لهبِ القنديلِ الذي يخبوُ/ وتجلسُ إلى الطاولة الخشبيةِ تنتظرْ/ ربما أخطأَ الفرحُ/ وزارَ كوخَها/ ذاتَ مساءْ./ العروسُ الحزينةُ/ في غَمرةِ تِجوالِها/ بين دروبِ الُمتعبينْ/ نسيَتْ/ أنْ تلبسَ ثوبَ الزفافِ/ وطرحةَ العروسْ/ علَّ فارسًا/ يحملُها على ذراعيه/ إلى نهرِ الحبِّ/ والفرحْ."


***
* من قصيدة "سلّة رمان" | فاطمة ناعوت.


مجلة نصف الدنيا



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قال لي يختُ المحروسة؟
- هل تغفرين لنا يا مصرُ؟
- على متن يخت المحروسة
- هالةُ الأموات … تُجرّم نقدَ ما فات
- صخرتان من أرض القناة
- بلحةُ المحب... قضية
- نفرتيتي.... جميلةٌ أتلفها الهوى
- على شرف علي الحجار
- يقول الدواعش... يقول المصريون
- هديتي للرئيس
- التكبير في ساحة الكنيسة
- لا تقتلوا الخيرَ... والتمرُ خيرٌ
- 30 يونيو رغم أنفكم يا هالوك الأرض
- الله يسامحك!
- فارسٌ وجميلة وبعض خيال
- ليه كده يا أم أيمن؟!
- لماذا أكتب في -نصف الدنيا-؟
- القرضاوي يفخّخ المصريين بالريموت كونترول
- أصعبُ وظيفة في العالم
- شركات الاتصالات: اخبطْ راسك في الحيط


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - قبطانةٌ على صفحة مياه القناة